صفوت صالح الكاشف يكتب: تدبيس المعدة الخضراء

الجمعة، 28 أغسطس 2009 04:04 م
صفوت صالح الكاشف يكتب: تدبيس المعدة الخضراء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هاهو الطب يقدم لنا أحد إبداعاته، يقدم حلا مدهشا لموضوع صعب المنال من قبل بعض الأشخاص الذين يرغبون فى تخفيض أوزانهم ولا يمكنهم ذلك من خلال الحمية الغذائية (الريجيم)، ولا حتى من خلال ممارسة الرياضة، وبخاصة رياضة المشى. فالشهية فرط، والإناء يسع المزيد، والحكمة القائلة: رب مخمصة شر من التخم، مفعلة فى حدها الأقصى، ما شاء الله.
إن الطب يقدم أسلوبا يعتمد على تقليل حجم المعدة جراحيا باقتطاع أجزاء منها فى عملية تعرف بعملية تدبيس المعدة، وذلك قريب من الحكمة.
وفى المقابل هناك معدة أخرى كبيرة جدا، معدة خضراء تمثل قوتا ضروريا ولازما لشعب مصر، معدة تبلغ مساحتها حوالى ثمانية ملايين من الأفدنة_تقريبا _أنها أراضى مصر الخضراء.
أراضى مصر التى دعا ببقاء خيرها وعطائها الإمام الشيخ/ محمد متولى الشعراوى قائلاً: (اللهم أجعل كلمة مصر من رأسها، وأجعل قوتها من فأسها).
لم يتحدث التاريخ كثيرا عن المجهود الفائق الذى بذله الأجداد فى تمهيد الأراضى الزراعية المصرية، والتى لم تكن هكذا مستوية ومسطحة كى يسهل زراعتها وريها، لقد كانت (فى الماضى البعيد) مجرد برك ومستنقعات وتلال، أنظر المسميات (بركة السبع، بركة الأزبكية..الخ) ثم انظر المسميات (الكوم الأحمر، الكوم الأخضر) والمسمى (بولاق_وهى كلمة فرنسية الأصل معناها بو.. جميل، لاك أو ليك.. بحيرة) فصارت بالفرنسية تعنى البحيرة الجميلة.. عمد الفلاح إلى تسوية الأرض ببسطها ومدها وذلك بأن يأخذ من علو ويضع فى دنو.
من خلال زياراتى لمعظم محافظات بر مصر، تبين لى أن الأراضى الزراعية قد انتهت إلى تدبيس من خلال طغيان المبانى والمشروعات الأسمنتية (كالطرق والكبارى) ولنا مثالا لا ينسى من الطريق الدائرى حول القاهرة، والذى اقتطع مساحة للمبانى الأسمنتية تعدل مساحة محافظة. ومن هنا صارت المعدة الخضراء لمصر، يتم اختصارها باستمرار، فإلى متى؟ ثم أن الأراضى الصحراوية قريبة للغاية!!
وفى تقدير خاص (نحن نفقد سنويا مساحة من الأرض الزراعية تعادل مساحة مزارع شبعا اللبنانية المتنازع عليها... تصوروا)، وعلى من يريد التحقق أن يدخل على موقع جوجل أيرث، لكى يرى رقاعا جرداء خالية من المزروعات. تمثل أماكن المبانى والأحياء السكنية التى تمت إقامتها حديثا.
إن الوقت المفضل لإجراء مثل هذه الجراحات التدبيسية هو موسم الانتخابات، فلابد من كسب أصوات الناس، ووقت الانتخابات هو الأمثل فى الحصول على التراخيص، التى يفرح بها البعض، من منطلق فائدة نفعية قصيرة المدى على حساب عطاء غير مقطوع ولا ممنوع لأراض ظلت تعطى منذ آلاف السنين.
فهل من حل لهذه المشكلة على أسس علمية تكون معنية بكافة الاحتمالات؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة