محمد جودة يكتب..ما الإنسان دون حرية.. يا ماريانا..

الجمعة، 28 أغسطس 2009 04:02 م
محمد جودة يكتب..ما الإنسان دون حرية.. يا ماريانا..

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قولى لى.. كيف أستطيع أن أحبك إذا لم أكن حراً؟
كيف أهبك قلبى إذا لم يكن ملكى؟
كيف نحيا سويا نتبادل الغرام فى عالمٍ صار فيه البغض بديلا ً للتسامح وحلت فيه الكراهية محل الحب واعتلى فيه الفساد والظلم والطغيان وارتقى حتى صار فى زماننا أسمى مقاما وأعلى مكانا من الشرف والعدل والإيمان .

كيف أقدر على أن أمنحك السعادة وأنا أبحث عنها فلا أجدها إلا فى عينيك المملوئة بالدموع والشجون ونظرات الأسى وآهات الألم الممزوجة بحيرة المستقبل واستياءٌ من احتساء مرارة الواقع.

قولى لى .. كيف أكون فى نظرك هذا الفارس الذى طالما حلمتى به.
وأنا أقف أمام عينيك مكبل الأيدى مكوم الفم معلقة عنقى فى ساقية الزمان أدور حولها وتدور حولى لا تأخذ منى ولا تعطينى غير القهر والقمع وذل الجبين بفعل أباطرة هذا الزمان الحزين.

هؤلاء الذين أرادوا أن يضعوا الغمامة على عينى وأنا أدور حتى لا أعلم لماذا وكيف وأين أو حتى متى يأتى الدور؟ أرادوا أن يطفئوا نور عينى ويعتموا نورا لصباح فاستمر فى الدوران دون تدبير أو تذل قدمى فاقع على ظهرى فى غيابه الببر فلا أجد داخله سوى ظلام كسيح وندرة من هواء وكثرة من أفاعى وحييات الواقع المرير فأما أن أموت بلدغةٍ من أحداهن أو يأتى الماء فبدلا من أن يروى ظمأى يغرقنى فى دوامة لا تعرف الفرق بين الظالم والمظلوم.

قولى لى ..كيف أهبك قلبى وحبى وما تبقى من عمرى وأنا أسيرٌ فى بلدى أصارع فيها من اجل قطعة الخبز التى أجدها أحيانا فأفطمها لتسد حاجتى أو أبيعها أحيانا أخرى لأداوى بثمنها جرحى العميق الغائر فى قلبى الذى ينزف دمعاً ودماً على الوطن المغتصب .
قولى لى .. كيف أستطيع أن أهبك قلبى وهو ليس ملكى فلم يتبق منه.
غير نبضات حب الوطن التى تعطينى الحياة والأمل والقوة فى مواجهة من يحاول أن يقتلها ويقتلنى ومن اغتصب منى وطنى و حق الحرية والحياة وقضى على الأمل بين الضلوع فلم أعد قادرا ً على رفع هامتى لأنظر اليكى بعد أن أحنى ظهرى اليأس والبؤس ومرارة الظلم واستطاب عندى طعم الاستكانة والمهانة على غير إرادتى ولكن .....

ولكن لم يتبق منى سوى بضع نبضاتٍ فى قلبى نذرتها للوطن والحرية والحياة فإما أن يتحقق حلمى وحينها أصبح ذالك الفارس الذى حلمتى به وإما أن تتوقف بفعل الجناة وعندها فلتعلمى أنى سقطت شهيداً من أجلك وأجلى ومن اجل كل من عشق تراب هذا الوطن وسماه .

وإن انقضى عمرى يا حبيبتى ومرت الأيام وتحققت الأحلام وبزغت شمس الوطن من جديد فلا تنسى بعد أن تعرفى الجانى ومن تربت يداه أن تأخذى لى بالثأر وأن تنثرى على قبرى وقبر ضحاياه بعضاَ من عناقيد الورد وترانيم العشاق.. وشيئا من دماه.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة