صفوت صالح الكاشف يكتب: أيها الإنسان تجدد!!

الخميس، 27 أغسطس 2009 11:33 ص
صفوت صالح الكاشف يكتب: أيها الإنسان تجدد!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التجدد بمعنى التحديث المستمر، وهو أمر ضد التقادم.. ولكن فى أى شىء يكون التجدد؟
التجدد من حيث المبدأ يكون فى كل شىء، ولقد ضرب لنا الله المثل الأعلى، فهو القائل عز من قائل {كل يوم هو فى شأن}.. الآية 29، الرحمن، فهو الذى يغير سبحانه ولا يتغي، والتغيير من سنن الله فى الكون والخلق.فليس كل يوم، وكل صباح كسابقه، وحتى الشمس فإنها لا تطلع علينا من نفس موضع شروقها الظاهرى (الأرض هى التى تتحرك أمام الشمس) على خط الأفق ذاته كل يوم، بل إن لها موضع شروق مختلف عن اليوم السابق، وتتعدد مواضع الشروق بعدد أيام السنة، ومن خلال حركة الشمس الظاهرية، فإنها تتعامد على مدار الجدى، ثم على خط الدائرة الاستوائية، ثم على مدار السرطان على التوالى بالطبع وخلال العام، وبالتالى يحدث تعاقب الفصول الأربعة، ذلك التعاقب الناتج أساسا عن ميل محور الأرض بزاوية معينة أمام الشمس .

ثم ماذا عن الغروب ؟ سوف نجد نفس الأمر، تتعدد مواضع الغروب، فكل يوم تغرب الشمس (ظاهريا) فى موضع مختلف عن اليوم السابق. العلماء يعرفون ذلك جيدا، أما الشخص العادى، فيستوى عنده الأمر، لأن التغيير الحادث فى موضعى الشروق والغروب هو تغيير طفيف جدا (مداه من 366:365 يوم بعدد أيام السنة) وهذا التغيير لا يدرك إلا لمتأمل أودارس .

ولقد أراد الله سبحانه وتعالى أن ينبهنا إلى هذه الحقيقة ويرشدنا، حيث قال تعالى: {رب المشرق والمغرب}.

ومع طلاقة قدرة الله، وبالنظر إلى الكون ذاته، ولما كان الكون كله به عدد هائل من السدم، والمجرات، والمجموعات النجمية، والمجموعات الشمسية المناظرة لمجموعتنا، وبها الكواكب، والكويكبات، والأقمار، والشهب والنيازك، والمذنبات .

إن كل هذه الأكوان تحتمل ما لانهاية من المشارق، والمغارب .
أذن المسألة، وبوضوح شديد، تشير إلى أن هناك مدركا يفوق مدركاتنا، وهذا ليس لعيب فينا، قدر ما هو نتيجة لعظم المسألة نسبة إلى الله سبحانه وتعالى. القائل عز من قائل: {أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها، رفع سمكها فسواها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها، والأرض بعد ذلك دحاها، أخرج منها ماءها ومرعاها} 31:27.النازعات..

إذن المسألة الآن، هى أن الإنسان يجب أن يسير من تجديد إلى تجديد باستمرار، وإلا أصابه الجمود، وانغلق على نفسه، وأصابه الإعجاب بعقله، ورأيه هو فقط.

ومن يأنس برأى الفضلاء والعقلاء، فإنه سائر إلى الجادة والطريق المستقيم، فما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة