فى الذكرى السادسة والعشرين لنجيب سرور رواية عن جنونه وتجاهل لإبداعه

الجمعة، 25 أكتوبر 2013 01:18 م
فى الذكرى السادسة والعشرين لنجيب سرور رواية عن جنونه وتجاهل لإبداعه الشاعر نجيب سرور
كتبت عزة إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرت أمس 24 أكتوبر، ذكرى رحيل الشاعر الكبير نجيب سرور، السادسة والعشرين (1932 – 1987) ومازال سرور رغم رحيله مثيرا للجدل حتى أنه منذ عدة شهور صدرت رواية باسمه "سرور" لطلال فيصل عن دار ميريت اعتبرها البعض أكثر من رواية وأبعد من نقد، حكى مؤلفها على لسان نجيب سرور ما أسماه المؤلف حكاية العفن الأخلاقى الذى أخفى وجه مصر فى الفترة التى عاشها سرور قائلا: إن الثقافة فى هذه الفترة خانت نفسها, وفى صفحة على الفيس بوك مهتمة بنشر إبداع نجيب سرور رد محرر الصفحة الذى يكتب تعليقاته على لسان نجيب سرور على هذه الرواية قائلا:

عندما رأيت كتابا عن نجيب سرور فرحت كما يفرح قراء نجيب سرور.. للوهلة الأولى.. استعجبت من الاسم والصورة بهذا الشكل المشوه, شكيت أن الكتاب محاولة تجارية لبيع بضاعة رديئة الجودة.. فى علبة فخمة.. فغالبا السيد الناشر والسيد الكاتب ليس لديهم الكثير وإلا لما اعتمدوا على وضع صورة نجيب سرور على الغلاف بهذا الشكل ليستطيعوا البيع للقراء المتعطشين لكتاب عن نجيب سرور، وبالفعل وجدت الكتاب يخلط بعض الحقائق ببعض الأكاذيب للوصول إلى نتيجة: أن نجيب سرور كان مريضا نفسيا ومجنونا وأنه كان الجانى على نفسه وليس مجنيا عليه.

ووسط هذا الجدل المستمر حول نجيب سرور تبقى أعماله وقصائده ومقالاته النقدية ومسرحياته هى الأهم فقد كان فى أعماله يتخطى دائما الخطوط الحمراء ويتصادم مع الأنظمة السياسية ويهاجم الظلم والاستغلال والتخلف. وقد نشرت منذ فترة أعماله الكاملة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى ستة مجلدات، اثنان للمسرح واثنان للشعر واثنان للدراسات النقدية. بمراجعة وتحقيق وتقديم الدكتور عصام الدين أبو العلا.

اشتهر سرور بولعه بالأدب والفلسفة وشغفه بالقراءة وكتابته للشعر بالعربية الفصحى ورغبته الدائمة بمخاطبة الناس عبر المسرح. كان التمثيل فى نظره أداة التعبير الأكثر وصولا للناس. ويقول أصدقاؤه بأنه لم يلقِ عليهم قصائده بل قام بتمثيلها. وكان له من المهارة فى الأداء والتحكم بتعبير الوجه وحركة اليدين ما يجذب الناس إليه.

درس فن التمثيل فى المعهد العالى للفنون المسرحية بالقاهرة وسافر إلى روسيا وتعرف على المدارس المختلفة فى الفنون المسرحية، وانتقى منها ما أراد بحرية وشجاعة ودون قيود، فأصبح بعدها يتوق إلى العودة إلى مصر ليلتحم بشعبه ورفاقه وطليعة المثقفين المصريين ويقوم بدوره النضالى.

كانت له مواقف سياسية جريئة منها إدانته لمجازر الملك حسين بحق الفلسطينيين فى أيلول عام 1971 بكتابة وإخراج مسرحية بعنوان (الذباب الأزرق) سرعان ما تدخلت المخابرات الأردنية لدى السلطان المصرية لإيقافها. وبدأت منذ ذلك التاريخ مواجهة جديدة بينه والأمن المصرى انتهت بطرده من عمله ومحاصرته ومنعه من النشر ثم اتهامه بالجنون.

فى فترة السبعينيات واجهت نجيب سرور ظروف قاسية فقد تم اضطهاده وفصله من عمله كمدرس فى أكاديمية الفنون فى القاهرة ووصل به الحال إلى التشرد المأساوى مما حفزه، على كتابة قصائده الساخنة التى انتقد فيها بشكل لاذع سياسة حكومة أنور السادات تجاه الوطن والشعب وخاصة قمع الحريات العامة وحرية التعبير والتسلط على المثقفين والتنكيل بالمواطنين. تحاملت أجهزة السلطة فى حينها على الشاعر فلفقت له التهم المختلفة وساقته إلى مستشفى الأمراض العقلية. وقد تكرر ذلك سعيًا من السلطة لتحطيم نفسية نجيب سرور.

فكتب نجيب سرور ما بين 1969 و1974 قصائد هجائية فى قالب الرباعيات سجل فيها ما رآه قلبا للأحوال وسيادة النفاق والتصنع وتحكم التافهين بشروط معيشة وإبداع الموهوبين، فصدرت له مجموعة " الأميات". فى عام 1978 صدرت له "بروتوكولات حكماء ريش" وهى عبارة عن أشعار ومشاهد مسرحية و"رباعيات نجيب سرور" التى كان قد كتبها بين عامى 1974 و1975.واستمر إنتاج نجيب سرور حتى وفاته فقد كتب ديوان "الطوفان الكبير" وديوان " فارس آخر زمن "عام 1978 ولكنهما لم ينشرا حتى صدرت أعماله الكاملة لأول مرة عام 1997.

وفى المسرح كتب "يا بهية وخبرينى" عام 1967 والتى أخرجها كرم مطاوع ثم "آلو يا مصر" وهى مسرحية نثرية، كتبت فى القاهرة عام 1968 و"ميرا مار" وهى دراما نثرية مقتبسة عن رواية نجيب محفوظ المعروفة من إخراجه عام 1968.فى عام 1969 قدم نجيب سرور من تأليفه وإخراجه المسرحية النثرية " الكلمات المتقاطعة " التى تحولت فيما بعد إلى عمل تليفزيونى أخرجه جلال الشرقاوى وقدم أيضا المسرحية النثرية " الحكم قبل المداولة "، وكتب المسرحية النثرية "البيرق الأبيض " وفى عام 1970 قدم "ملك الشحاتين " وهى كوميديا غنائية مقتبسة عن أوبرا القروش الثلاثة لبرخت و"الشحاذ" لجون جاى من إخراج جلال الشرقاوى و"يس وبهية " التى كتبها فى بودابست قبل عودته من منفاه إلى وطنه.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة