أحمد مصطفى الغـر يكتب: نوبل للسلام الوهمى والنوايا الحسنة !

الجمعة، 18 أكتوبر 2013 03:07 م
أحمد مصطفى الغـر يكتب: نوبل للسلام الوهمى والنوايا الحسنة ! جائزة نوبل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تخضع جائزة نوبل أحيانا لتوجهات معينة "سياسية غالبا"، فى مجال الأدب، لكنها تخضع طوال الوقت للتوجهات والرغبات، والأهواء فى مجال السلام !، فقد مُنحت الجائزة لباراك أوباما فى 2009، بناء على نواياه المستقبلية لتحقيق السلام، الرجل لم يكن قد فعل أى شىء يخص النزاعات، أو القضايا الشائكة، والمتأزمة حول العالم، وأبرزها هى قضية الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى، بل حتى هذه اللحظة لم يفعل شيئاً، لكن بالرغم من ذلك فقد نال الجائزة !
تاريخ جائزة نوبل للسلام لم يكن يوما مثل نظيراتها، فى المجالات الأخرى، فقد جمعت بين مهندس الحرب على فيتنام هنرى كيسنجر والفيتنامى الثائر "لى دوك ثو"، الذى رفضها، جمعت بين نيلسون مانديلا بطل مواجهة الفصل العنصرى، وفريدريك دى كليرك، ذاك الذى غضب شعبه لعدم أحقيته فى الجائزة، جمعت بين أنور السادات، الذى حارب لتحرير أرض وطنه ثم عقد معاهدة سلام.. وإسحق رابين، الذى اغتصب الأرض!

كان للمؤسسات نصيب لا بأس به من الجائزة، ففى 2005 مُنحت لوكالة الطاقة الذرية، تلك الوكالة، التى لم تستطع الوقوف فى وجه الآله العسكرية الغربية، التى غزت العراق بحثاً عن أسلحة وهمية لم تعثر عليها حتى الآن، بينما تنسى ــ أو تتناسى ــ الوكالة الأسلحة النووية، التى يمتلكها الكيان الصهيونى.

الاتحاد الأوربى أيضا حصد نوبل للسلام، لكن ليس على نواياه لتحقيق السلام كباراك أوباما، لكن على سلام لم يحققه الاتحاد، بقدر ما حقق من فتن ونزاعات فى كل أرجاء العالم، واضطرابات واحتجاجات فى العديد من الدول، فى سبيل تأمين سيطرته على موارد الدول الفقيرة وبقائها، كأسواق مفتوحة أمام بضائعه.

مؤخرا فازت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، المشرفة الآن على إزالة الأسلحة الكيميائية السورية بالجائزة، السؤال الذى طرأ فى ذهنى بمجرد معرفة الخبر: أين كانت هذه المنظمة عندما استخدم النظام السورى السلاح الكيماوى ضد شعبه؟! ، وهل الجائزة قد مُنِحَت إلى هذه المنظمة بناء على نواياها الحسنة، للتخلص من كيماوى سوريا، خاصة أن الترسانة الكيماوية السورية مازالت قائمة، حتى لحظة كتابة هذه السطور؟!، فى رأيى أنه كان من باب أولى أن يتم حجب الجائزة بدلاً من الاستمرار فى إهدار قيمتها من خلال المنح المتواصل، بناء على النوايا الحسنة والسلام الوهمى.

فى تاريخ نوبل للسلام ستبقى نقاط مضيئة مثل: نيلسون مانديلا، مارتن لوثر كينج، ألام تريزا أنور السادات، توكل كارمان، محمد يونس وغيرهم، ومن المنظمات: أطباء بلا حدود الصليب الأحمر، لكن فى نفس الوقت ثمة نقاط غريبة (قلْ مظلمة): هنرى كيسنجر، شيمون بيريز، الأمم المتحدة، إسحق رابين، والاتحاد الأوروبى!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة