كتاب فضلى عن الصحافة الإلكترونية لم يقدم جديداً

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009 12:52 م
كتاب فضلى عن الصحافة الإلكترونية لم يقدم جديداً كتاب فضلى لم يقدم جديداً
كتب عمرو جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 580 صفحة من القطع المتوسط وغلاف أنيق ومجلد فاخر، وورق ناصع البياض، جاء كتاب "الصحافة الإلكترونية" للمهندس محمد عهدى فضلى، مثالاً حياً على حالة الضبابية التى تشوب نظرة البعض للصحافة الإليكترونية، فللوهلة الأولى سوف تمنى نفسك بوجبة دسمة من المعلومات حول الصحافة الإلكترونية بوصفها مجالاً واعداً، ولكن الكتاب لم يخرج عن الإطار التقليدى للسرد المعلوماتى لأمور قائمة دون وضع حلول مستقبلية جادة أو استشراف لمستقبل الإعلام فى ظل هذا النوع من الصحافة.

وكان أولى بالكاتب الذى حاول جاهداً شرح الظروف والملابسات والأزمات التى تدفع العاملين فى مجال الإعلام لمواكبة التطور التكنولوجى والاستفادة منه فى مجال الإعلام، أن ينفذ ذلك فى مؤسسة "أخبار اليوم" التى يتولى رئاسة مجلس إدارتها.

الكتاب لم يقدم شيئاً سوى بعض النماذج المتاحة لصحف أجنبية اضطرت للتحول نحو الإنترنت، وقد استعان ببعض الأقوال التى تبرهن هذا التوجه، مثل قول جوناثان لاندمان نائب مدير تحرير جريدة "النيوزويك" معبراً عن الصحافة الإلكترونية "أن أيام الصحافة الخوالى قد ولت، فالصحفيون الذين كانوا يجلسون فى غرف ضيقة مليئة بسحب دخان السجائر والذين كانوا يشعرون بالرضا ويقاوموا التجديد، أصيبوا جميعاً بالهلع لمجىء عصر الإنترنت، وأصبحت غرف الأخبار الآن مكاناً لنشاط لا يهدأ وامتلأت بمحررين يحاولون قدر استطاعتهم إيجاد طرق لتجويد عملهم والأداء بصورة أفضل".

إلا أنه بخلاف المقتبسات، جاءت لغة الكتاب ثقيلة بعض الشىء، ربما لأن الدكتور فضلى يريد أن يمنح كتابه ثقلاً، وربما لأنه يريد أن يكون هذا الكتاب فى مناهج أكاديمية أخبار اليوم التابعة للمؤسسة التى يتولى رئاستها، وفى كل الأحوال، وبعيداً عن قيمة الكتاب سيقرره على تلاميذ الأكاديمية، بل ويبدون أن الكتاب خرج خصيصاً من أجل هذا الهدف، ومهما كانت الملاحظات عليه سيتم تدريسه.

ربما لذلك لم يبذل المؤلف جهداً حقيقياً فى ابتكار أساليب جديدة لشرح الفارق بين المواقع الإلكترونية الإخبارية والصحف المطبوعة، وهى الأزمة التى تعانى منها الصحافة المصرية، ولكن فضلى مثله مثل كثير من الأكاديميين يعتقد أن حشد فقرات من مراجع أجنبية هو الذى يعطى كتابه قيمة، متجاهلاً أن هناك فروقاً بين المجتمعات فى التعامل مع الوسائط الإعلامية المختلفة، ناهيك عن التطويل الممل فى بعض الأجزاء من الكتاب، مثل الباب الأول الذى يزيد عن 100 صفحة جاءت جميعها مباحث تمهد لموضوع الكتاب.

وبما أن الكاتب قد وضع الكتاب باللغة العربية، وهو أيضاً يدرس لطلاب مصريين وعرب، فكان أولى به أن يجعل تركيزه على حال الصحافة العربية والمصرية، لكن كان واضحاً تأثره بالتجارب الغربية، حيث لم يحدد فى الكتاب عدد المواقع العربية ولا مراحل تطورها، خاصة أن الإنترنت يقف على باب المنافسة الجادة مع الصحف الورقية فى مصر، فاكتفى بالانتقائية فى اختيار المواقع التى يعرض لها متجاهلاً مواقع إخبارية هامة أطلقتها صحف يومية خاصة تزامناً مع النسخ الورقية منها، بل وتحاول تلك الصحف جاهدة لكى تتلاشى التناقض بين سرعة بث المواد على الإنترنت ونشرها فى النسخ الورقية بعد ساعات من الحدث.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة