الأمهات فى الكاميرون يلجأن إلى "كى" صدور بناتهن لتأخير سن البلوغ

الأحد، 06 أكتوبر 2013 11:49 ص
الأمهات فى الكاميرون يلجأن إلى "كى" صدور بناتهن لتأخير سن البلوغ صورة أرشيفية
ياوندى (د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حدث ذلك منذ زمن طويل، عقدين كاملين من الزمان، ولكن ذكريات رايسا نانا المؤلمة لا تزال حاضرة.

وتتذكر نانا البالغة من العمر 31 عاما والغضب يعلو قسمات وجهها "بدأت والدتى بتسطيح صدرى عندما كنت فى الحادية عشر من عمرى. ففى كل مساء، كانت تقوم بتسخين حجر فى الماء المغلى وتضغط به على ثديى".

وتصف نانا فترة الاعتداء الجسدى والإذلال التى عاشتهما خلال مرحلة البلوغ قائلة "كنت أبكى من شدة الألم بينما كانت خالاتى يمسكن بى".

وبسبب لجوء أمها إلى "الكى" لسنوات، تعرض ثديى نانا لتلف بالأنسجة لا يمكن علاجه.

وتعتبر ممارسة "كى الثدى"، التى تحاول من خلالها الأمهات تأخير عملية نمو بناتهن بواسطة الأشياء الساخنة والثقيلة، أمرا شائعا فى الكاميرون، وكذلك فى العديد من بلدان غرب أفريقيا ومنها نيجيريا وتوجو وغينيا وتشاد وكوت ديفوار.

وتستخدم بعض النساء الحجارة أو المدقات لمنع نمو الثدى، فى حين تقوم آخريات بسحق الأنسجة بواسطة قشور الموز الأفريقى الساخنة.

وفى دول تنتشر بها حوادث الاغتصاب وحمل المراهقات، فإن محاولة القضاء على علامات البلوغ قسرا لحماية بناتهن تستحق الألم فى نظر الكثير من الأمهات.

ووفقا لإحصاءات حكومية عام 2011، فإن ربع الفتيات يصبحن حوامل فى الكاميرون دون سن الخامسة عشر، بينما يتعرض ما يقدر بنحو أربعة فى المئة من النساء والفتيات للاغتصاب.

وأوضح الدكتور فلافين نودونكو، مستشار فنى وأنثروبولوجى فى الهيئة الألمانية للتعاون الدولى (جى.أى.زد) فى الكاميرون، أن "الأمهات لا تردن لبناتهن المشاركة فى النشاط الجنسى المبكر والحمل وترك المدرسة".

وقال نودونكو إنه فى مجتمع يعتبر مناقشة الحياة الجنسية مع الأطفال من المحرمات، لأسباب ثقافية ودينية، تلجأ الأمهات إلى أساليب لها آثار خطيرة على صحة بناتهن ونفسيتهن.

وأضاف "أنهم لا يدركون مدى تأثير صدمة كى الثدى أنها عملية مؤلمة للغاية".

ولكن من الصعب تغيير الأنماط السلوكية ومن الصعب العدول عن الخرافات.

وحتى اليوم، لاتزال والدة نانا، ايميلين /52 عاما/، تعتقد أن لكى الثدى "فوائد" تفوق المعاناة الجسدية والعاطفية التى يتسبب بها.

وتقول ايميلين لـ(د.ب.أ) "لقد خضعت أنه شخصيا لعملية كى الثديين. وفعلت هذا لابنتى لأننى أردت الأفضل لها".

وخضعت 12 فى المئة من النساء فى الكاميرون لتسوية صدورهن، وفقا لدراسة جديدة استطلعت فيها الهيئة الألمانية للتعاون الدولى حوالى ستة آلاف فتاة وسيدة تتراوح أعمارهن بين 10 و82 عاما.

وعلى عكس الافتراضات العامة، فإن كى الثدى ليس بالتقليد القديم. حيث يقول نودونكو موضحا "أنها قضية اجتماعية فهو /كى الثدي/ أكثر انتشارا فى المناطق الحضرية عن المناطق الريفية. فقد نجم عن المشاكل الحديثة المتعلقة بالجنس".

وتخلف تلك الممارسة صدمة نفسية هائلة لدى الفتيات.

ويقول نودونكو إن "الفتيات أصبح لديهن مفهوم أنه ليس من الطبيعى أن يكون لديهن أثداء، وهو ما يخلف تأثيرا طويل الأمد على أجسادهن وحياتهن الجنسية".

وأضاف نودونكو أن "أكثر من نصف النساء الذين قابلناهم يقرن الثدى بالعار".

وعلى الرغم من أن وزارة الأسرة وتمكين المرأة فى الكاميرون صنفت "كى الثدي" بأنه "انتهاك لحقوق المرأة" فى عام 2011، إلا أن الحكومة لم تصدر تشريعا ضد هذه الممارسة.

وتقول 80 فى المئة من النساء اللائى شملهن الاستطلاع الذى أجرته الهيئة الألمانية للتعاون الدولى أن صدورهن أصبحت مشوهة بشكل دائم بسبب كى الثدى. وقالت نسبة تسعة فى المئة أن لديهن صعوبة فى إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية.

وتقول سارة آكو، المتحدثة باسم الشبكة الوطنية لجمعيات الخالات، وهى جماعة تهدف إلى رعاية حقوق المرأة، وتعمل بشكل وثيق مع الهيئة الألمانية للتعاون الدولى فى العاصمة ياوندى "لقد رأينا فتيات ينمو لديهن خراجات والتهابات وتشوهات لا تتجانس من الثدى بالإضافة إلى إصابتهن بأمراض نفسية".

وانضمت إلى الشبكة أكثر من عشرة ألاف امرأة فى الكاميرون للقتال من أجل حقوق الأجيال الأصغر سنا حيث يدرن حملات تثقيفية فى المدارس والكنائس والإذاعة الوطنية من أجل الحشد ضد ممارسة كى الثدى.

لكن الخبر السار هو أن حملات التوعية حققت نجاحا. فقد أصبحت نسبة الـ12 فى المئة من النساء اللاتى يعانين اليوم من كى الثدى يمثلن نصف العدد الذى كان يعانى من تلك الممارسة فى عام 2006، فعندما أجرت الهيئة الألمانية (جى.أى.زد) استطلاعا أوليا وجدت أن امرأة من بين أربعة نساء تأثرت من هذه الممارسة.

ويقول نودونكو إن "هذا اتجاه إيجابى ومشجع لكننا سنكون سعداء فقط عندما لا يكون لدينا أى حالة".

وتعتبر نانا واحدة من النساء اللاتى يرغبن فى المساعدة فى الخروج من هذه الدوامة. وكجزء من شبكة الخالات، فإنها تتشاور مع الشابات بشأن المسائل المتعلقة بحياتهن الجنسية.

وتقول نانا إنها بالتأكيد لن تسطح ثديى ابنتها، التى أكملت سن الرابعة عشر لتوها: "لا أعتقد أن هذا حل لمنع النشاط الجنسى السابق لأوانه".













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة