المرزوقى.. يخلع رداء اليسار ويلبس عباءة الإخوان برعاية من الغنوشى.. ثقافته السياسية ومبادئه تغيرت إلى النقيض بعد وصوله الحكم.. تصريحاته عن مصر أثارت عليه الرأى العام فى بلده ولاقت سخط الشعوب العربية

السبت، 05 أكتوبر 2013 12:13 م
المرزوقى.. يخلع رداء اليسار ويلبس عباءة الإخوان برعاية من الغنوشى.. ثقافته السياسية ومبادئه تغيرت إلى النقيض بعد وصوله الحكم.. تصريحاته عن مصر أثارت عليه الرأى العام فى بلده ولاقت سخط الشعوب العربية الرئيس التونسى منصف المرزوقى
تحليل يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد المنصف المرزوقى، ذو الـ68 عاما هو الرئيس الرابع لتونس، كان يصنف على أنه أحد المدافعين عن حقوق الإنسان، وبعد ثورة الياسمين ضد نظام زين العابدين بن على ترأس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وفى 12 ديسمبر 2011 أنتخب من جانب المجلس الوطنى التأسيسى رئيسا مؤقتا لتونس، بعد حدوث التوافق بين حزبه وحزب النهضة ذى الجذور الإخوانية.

بعد انتخابه رئيسا بدا المرزوقى وكأنه إله الديمقراطية فى تونس، وبدأ يحظى باهتمام عربى وغربى لدرجة أن مجلة التايم الأمريكية اختارته فى 2013 من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة فى العالم، وكذلك اختارته المجلة الأمريكية فورين بوليسى من بين أفضل 100 مفكر عالمى لعامى 2012 و2013 وجاء فى المرتبة الثانية فى كل منهما، ودائما ما يردد المرزوقى مقولته الشهيرة أنه لا يشعر بالراحة إثناء تواجه فى قصر قرطاج الرئاسى. لكن رويدا رويدا بدأت تتساقط العباءة الحقوقية ورداء اليسار من على أكتاف المرزوقى، لتظهر صورة الشخص المهادن لإخوان تونس على أمل أن يبقى فى قصر قرطاج، ولم يتوانى المرزوقى فى اتخاذ المواقف وإصدار التصريحات التى تناقض مواقفه الثابتة التى أكد عليها قبل ثورة الياسمين من حق الشعوب فى المطالبة بالتغيير، فبعد مشاركته حليفه حزب النهضة بزعامة راشد الغنوشى فى قمع المعارضين للائتلاف الحكومى، وخاصة من المعارضين اليساريين ممن ينتمى إليهم المرزوقى الذى أرتمى فى أحضان التنظيم الدولى للجماعة على أمل أن يكون ذلك كارت التوصية لاستمراره رئيسا لتونس.

المرزوقى صدم الكثيرين من محبيه فى مصر والوطن العربى بإعلان رفضه لثورة المصرين فى الثلاثين من يونيو الماضى ضد نظام الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، لكن ظن البعض أن المرزوقى سيعود إلى رشده بعد حين، وخاب ظن الجميع بعدما أختار طريق الإخوان وباع نضاله الذى أمتد لسنوات فى سبيل الانتصار لإرادة الشعوب فى تقرير مصيرها من أجل الكرسى والمنصب.

فمن على منبر الأمم المتحدة بنيويورك وتحديدا فى 26 سبتمبر 2013، وأثناء كلمته فى الدورة 68 للجمعية العامة طالب المرزوقى السلطات المصرية بإطلاق سراح المعزول محمد مرسى ومن أسماهم بالسجناء السياسيين، ليثبت بذلك للجميع أنه مغيب عن الواقع ولا يعلم حقيقة التغيير الذى حدث فى مصر، وأنه لا يعلم سوى ما يملى عليه من شركائه السياسيين فى تونس، وتحديدا من الغنوشى، ولم يغير من حقيقة ذلك ما حاول المرزوقى تبريره بأنه طالب بالافراج عن مرسى من "باب المحبة"، لأن المحبة أيا كانت لا تعطى للمرزوقى ولا لغيره الحق فى أن يتدخل فيما لا يعنيه، لأنه كما يقول المثل الشعبى، من تدخل فيما لا يعنيه سمع مال يرضيه، وقد سمع المرزوقى الكثير مما لا يرضيه ولا يرضى شركائه، فالقاهرة ردت على تدخله السافر فى شئون مصر الداخلية بقرار استدعاء السفير أيمن مشرفة، وكذلك قامت الإمارات التى استدعت بدورها سفيرها فى تونس على خلفية هذه المطالبة الغريبة من جانب رئيس تونس.

الغريب فى أمر المرزوقى، أنه تذكر صديقه مرسى ونسى من يقبعون فى سجون تونس بأمره وبأمر شركائه فى السلطة، ونسى كذلك أن حكومته لاتزال تقمع الحريات وتتستر على الجناة المتهمين باغتيال القياديين بالمعارضة شكرى بلعيد ومحمد البراهمى، وتناسى كذلك شهداء الثورة ممن تعهد بالقصاص لهم، لكنه أثر السلامة على أمل البقاء فى السلطة.

المرزوقى قال منذ أيام أنه مصدوم من الليبراليين المصريين لأنهم أيدوا عزل مرسى، لكنه فى المقابل لم يعطى لنا مبررا واحدا لموقفه هو الداعم لمرسى، سوى محاولته أرضاء الغنوشى ورفاقه، كما أنه بكلمته هذه صدم الكثيرين فى ثقافته السياسية، فالليبرالية تعنى الحرية وكل من يعتنق الفكر الليبرالى ينحاز إلى مطالب الشعب، ويبدو أنه كان معصوب العينين حينما أنتفض المصريين ضد مرسى لدرجة أنه لم يرَ هذه الجموع الغفيرة التى انطلقت فى شوارع مصر مطالبة بالتغيير.

رئيس تونس المؤقت الذى تحول إلى أضحوكة الشارع التونسى منذ أن سلم نفسه لإخوان الغنوشى، يعيش هذه الأيام أوقات صعبة، فالمظاهرات تكاد تقترب من قصر قرطاج للمطالبة بخلعه، كما أن لسانه تسبب فى أزمات دولية، الشعب التونسى فى غنى عنها، فها هى مصر والإمارات تعلنان استدعاء سفيرهما من تونس احتجاجا على تصريحات المرزوقى، ومن قبلها ادخل بلاده فى أزمات دبلوماسية مع ليبيا والجزائر، ليثبت المرزوقى للجميع أنه بالفعل الرئيس الذى وحد التونسيين على صوت واحد وهو "أرحل يا مرزوقى أنت والغنوشى".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة