نصر سليمان محمد يكتب: عبد الناصر أيقونة العرب

الخميس، 03 أكتوبر 2013 09:09 م
نصر سليمان محمد يكتب: عبد الناصر أيقونة العرب الرئيس الراحل عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحين هذه الأيام ذكرى وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر. وبهذه المناسبة تنبرى الكثير من الأقلام فى ربوع مصر والعالم العربى للكتابة عن إنجازات هذا الرجل وأمجاده. وقد تختلف نبرة الحديث من عهدا إلى آخر وفقا للتوجهات السياسية وأيدلوجية هذه المرحلة.

ألح على قلمى أن أقف فى طابور الكاتبين عن هذا الرجل الغائب الحاضر. بعد مضى هذه السنين الطوال على وفاته. غير أننى ترددت كثيرا فماذا عساى أن أضيف لهذا الزعيم الملهم فى سطور قليلة ربما لا تستطيع أن تلم بالخطوط العريضة لأحد إنجازاته الكثيرة.

فقد تنَاولت الكثير من الكتابات حياة الرجل وإنجازاته وأثره فى مصر والعالم حتى لم يعد هناك شىء يزاد..ولكنى مع ذلك آثرت أن أشارك بقلمى الكتابة عن هذا الزعيم العظيم..لا كى أضيفه مجدا أو أرفعه قدرا.. ولكن لأمنح قلمى شرفا وقدرا يعلو قدره.. وأضع بكتابتى عن "ناصر" باقة ورد على مجمل كتاباتى السابقة.. ولمسة وفاء وتقدير لقائد عشق وطنه وتفانى فى إعلاء قدره.. ودفع حياته فداء له.. فأحبه شعبه ووضعه فى قلبه وقدره العالم أجمع.. واستحق أن يكون بحق حبيب للملايين على مدار الأيام والسنين.
قد حالفنى الحظ أن قدر لى أن أعاصر فترة من حياة هذا الزعيم الخالد.. وبقدر كونها فترة من الطفولة لم تتح لى حينها إدراك وفهم الأعمال والإنجازات الضخمة التى قام بها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. حيث قد شاركت مع والدى رحمه الله. جنازة هذا القائد العظيم.. وبكيته مع ملايين المصريين.. ولم يتجاوز عمرى العاشرة بعد، غير أننى أدركت أن حياة هذا الرجل وشخصيته التى تنفذ إلى القلوب فتملؤها حبا واحترما.. وحديثه الذى يثير الأشجان ويتغلغل فى الوجدان يجعل منه زعيما فوق العادة وقائدا غير القادة.. فقد عاصرته فى طفولتى وتعلقت بخطبه وتابعت مسيرته وحياته.. فهو الزعيم والأب.. القوة والحماية.. العزة والكرامة.
لن أتحدث عن إنجازات الرجل الداخلية والخارجية.. وفضل هذا الزعيم على بلدان الأمة العربية.. ووحدة شعوبها.. والمساعدة فى تحرير العديد من البلدان المجاورة.. ونظرة التقدير والاحترام من العالم الغربى لشعوب هذه المنطقة بفضل مواقف عبد الناصر الشامخة فى المحافل الدولية والعواصم الأوروبية.

ولن أفرد صفحات للحديث عن صحوة الشعب المصرى فى عهده واستيقاظ الشعور الوطنى بالعزة والكرامة بعد عقود من الذل والهوان والاستعباد.. ورفع شعار العدالة الاجتماعية.. وإعلاء قدر العمال والفلاحين والعمل على توفير حياة كريمة للأسر البسيطة فى ربوع مصر وريفها.
لن أتطرق للمشاريع القومية الضخمة فى عهده.. مشروع إنشاء السد العالى ووقفته أمام أمريكا والبنك الدولى.. وتحقيق هذا الحلم القومى الذى التف حوله الشعب المصرى حتى أتى ثماره وأصبح حقيقة وواقع.. وتأميم قناة السويس وضم هذا الجزء الغالى من وطننا إلى المظلة والسيادة المصرية.. وانتزاعها انتزاعا من أيدى الاحتلال البريطانى.. وتصديه للحروب التى اندلعت جراء هذا الإجراء.

لن أخوض فى إعادة بناء الجيش المصرى بعد تعرضه لهزيمة ثقيلة فى حرب 1967 م.. وخوض حرب الاستنزاف لإضعاف العدو الإسرائيلى وإنهاك قوته العسكرية.
لن أتطرق لهذه الإنجازات.. فقد أصبحت جزءا من التاريخ.. وتناولتها الأقلام وأسهبت فى طرحها.. وسوف يسطرها الزمان بأحرف من نور كماض مضيئا لهذا البلد العريق بعد أن حفرها المصريون فى ذاكرتهم وعاشت بداخلهم.. كما عاش عبد الناصر فى قلوبهم وتربع على عرش محبتهم.

أردت أن أطلق لقلمى العنان للكتابة عن هذا الزعيم الذى غير التاريخ وخُلد فى قلوب المصريين والعرب جميعا.. غير أن الحديث عن زعامته بحاجة إلى مجلدات ينوء عن حملها الظهر..والكتابة عنه تتطلب مدادا من الأقلام كى تسطر بعضا من حياته وأعماله.
لذلك آثرت أن أهدى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى ذكرى وفاته باقة وردا تحمل حب كل المصريين ودعواتهم.. فهذا الزعيم تربع فى القلوب ولم يزاحمه فيها زعيما آخر.. عاش فى وجدان شعبة فأحبه صغيرهم قبل كبيرهم.. وقدره الغرب قبل الشرق.. وتهافت الجميع على استلهام حكمته وقوته وعزة نفسه.. وأصبحت كلماته ملهمة للثورات العربية.. ودروسا نأخذ منه لتنير لنا طريق المستقبل.. وصارت أعماله وإنجازاته نبراسا لزعماء ورؤساء يقتدوا بها.. وذكراه عيدا وتخليدا لحب الوطن ولكل مصريا وعربيا تمسك بعروبته.

جمال عبد الناصر حيا فى قلوبنا.. نستمع إلى كلماته يهتز وجداننا.. تناغم صوته يطرب قلوبنا.. قامة ومقام يملؤنا عزة وكبرياء.. زعيما يندر أن يجود بمثله الزمان.. يعلم فضله القاصى والدانى.. عاش عاشقا لوطنه.. فأحبه أبناء شعبه ورفعوه وأعلوا قدره بقدر ما يستحق.. فإن كان العمر قد انتهى وغُيب الجسد.. فإن الذكرى تخلده والفكرة تبقى روحه ملهمة.. تحية لهذا الزعيم الخالد.. الغائب الحاضر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة