عاطف أحمد شريف يكتب: يا نعيش عيشة فُل... يا نموت إحنا الكل!!!

من المعروف بداهةً أن الجزارين هم من أقدر الناس على معرفة مطايب اللحم فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن تغش جزاراً لا فى تقديره لقيمة اللحم ولا فى نوعيته ولا فى أطيب ما يُؤكل من الذبيحة، فلقد عمل الإخوان جزارين لمدة عام وأكثر وهى فترة كافية ليكون لديهم خبرة فى فن الجزارة إلى جانب أنهم فى الأساس تجار شاطرين والمسألة بالنسبة لهم مكسب وخسارة! والتاجر الشاطر لا يعرف بالطبع الخسارة كما لا يعرفها الجزار فهم جزارين بالفطرة لأنهم يسعون دائماً وراء المكسب دون النظر لأية اعتبارات أخرى، وبما أنهم جزارون وتجار ممتازون فهم يجمعون بين السكين فى اليد والسكين فى اللسان ويستطيعون أن يلفوا دماغ الزبون (سواء كلفتوه أو أقنعوه) فهم قادرون على الاثنين ودائما ما راهنوا على ذلك.

أما الذبيحة فهى بالطبع مصر !(أمس واليوم وغداً ) وذلك بالنسبة لهم ولغيرهم ممن يتسارعون على السلطة! والخلاف الظاهر الآن فى مصر يدور ببساطة حول محاولة الإخوان الحصول على قطعة كويسة من الذبيحة وليست أية قطعة وخلاص! فى حين أن هَمَّ النظام الحالى هو محاولة إسكاتهم بإلقاء أية قطعة لهم كما تعودوا فى الماضى ونسوا أو تناسوا أنهم عملوا جزارين لمدة عام وأصبحوا يعرفون مطايب اللحم فى الذبيحة مثل سابقيهم ولا يمكن أن يرضوا بأية قطعة وخلاص، وهى دى مشكلة الخلاف الحقيقى بين القوى السياسية فى مصر (فمنهم من أكل منها ومنهم من عرف مذاقها ومنهم من سمع عنها )!!!

والسؤال هو متى يدرك الجميع أن مصر ليست الذبيحة ولم تكن يوماً الفريسة التى يتهافت على التهامها الجياع لا فى الماضى ولا فى الحاضر ولا يمكن أن يحدث ذلك فى المستقبل لماذا؟ لأنها ببساطة جعبة سهام (كنانة) فبماذا تخرج الذئاب إذا وضعت أفواهها فى هذه الجعبة إلا بسهم قاتل يخترق فاه كل واحد منها فيسقط صريعاً !

فمصر هى كنانة الله فى أرضه! ومن يعيش فى مصر فهو صريعها ! فمن يتنفس هواها ويشرب مياهها ويأكل من أرضها فلابد أن يسقط صريعها فى النهاية إما لكونه طامعاً فيها أو عاشقاً لها !!!!!