صدر عن سلسلة الذخائر بهيئة قصور الثقافة الجزء الأول من "سمط اللآلى" والذى يحتوى على النصف الأول من "اللآلى فى شرح أمالى القالى" للوزير "أبى عُبيد البكرى الأونبى"، نسخه وصححهُ ونقحه وحقق ما فيه "عبد العزيز الميمنى".
يقول " البكرى" (ت 487 هـ) فى ترجمته: هذا كتابٌ شرحتُ فيه من النوادر التى أَمَلًّها "أبو على إسماعيل بن القاسم القالى" ما أغفل، وبينتُ من معانى منظومها ومنثورها ما أشكل، ووصلتُ من شواهدها وسائر أشعارها ما قَطَعَ، ونسبتُ من ذلك إلى قائليه ما أَهمل، وكثيرًا ما يردُ البيت المفرد، والشعر المجرد، وذكرتُ اختلاف الروايات فيما نقله "أبو على إسماعيل بن القاسم القالى".
أما "عبد العزيز الميمنى" (ت 1398 هــ) أستاذ اللغة العربية بجامعة "عليكره" بالهند يقول: لا شك أن "البكرى" كان حريصًا فى ضبط الألفاظ وتقييد الروايات على حَسب ما كان يجده مُثبتًا فيها، وقد بقى على "البكرى" بعض أوهام "القالى" وشذَّ عنها بصرهُ، فدللتُ عليها من غير أن أُندّد بها خلافًا للبكرى، على أن للبكرى نفسه أغلاطًا مستنكرة وبعضها منتاه فى الاستبشاع وقد دللتُ عليها فى مظانها، وإنما لم أُوردها هنا لأنهُ لم يكن من غرضى إلا النصح فى خدمة العلم، وحسر القناع عن الحقائق والإبانة عن جليّات الأمور التى طال عليها الأمد واختلفت فيها أقوالهم وتضاربت.
يذكر أن أكبر علماء اللغة قالوا: إذا كان كتاب "أبو العلاء وما إليه" تاج أعمال "الميمنى: التى ألفها، فإن "سمط اللآلى" تاج أعماله فى التحقيق، ولقد قام "الميمنى" فى "اللآلى" بتصحيح أغلاط طبعة الأمالى التى أصدرتها دار الكتب.
