وفاء صبرى

لا يلدغ المؤمن عشرات المرات!!

الأحد، 15 سبتمبر 2013 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا يصّر بعض المصريين على تكرار نفس الأخطاء على مر السنين؟ لماذا لا يتعلمون من تجارب وأخطاء الماضى؟ لماذا لا يقرأون ولا ينظرون وراءهم للاستفادة من عظات التاريخ وتجارب الأمم السابقة؟ هل يجدون لذة خاصة فى تعذيب أنفسهم وتعذيب بقية المصريين معهم؟ أم أن وراء ذلك طيبة قلب وسذاجة فطرية زائدة عن الحد (إذا أردنا التعبير بطريقة مهذبة)؟!

بعد كل ما مررنا به من إرهاب باسم الدين طوال أكثر من ثمانين عاما منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين بتشجيع من الاستعمار البريطانى آنذاك، وبعد كل العنف الذى اكتوى المصريون بناره من الجماعات الإسلامية والجهادية التى خرجت من جناح هذا التنظيم الإخوانى، وبعد انكشاف التنظيم الإخوانى أمام جموع المصريين بعد استيلائه على الثورة ووصوله للحكم بأدائه المخزى ووضوح حقيقة فكره العنصرى الذى يحتقر ويعادى كل من لا ينتمى إليهم ويكفرهم ويستحل دماءهم، ويستهين بفكرة الوطن ولا ينظر إليه سوى أنه حفنة من التراب، (وأشياء على شاكلة: طظ فى مصر).

بعد كل هذه الجرائم والفظائع والقتل والسحل والتعذيب والتمثيل بالجثث، بعد كل هذا يخرج علينا بعض المصريين الذين ينادون بمبادرات للمصالحة وعدم الإقصاء بدعوات على غرار "إنهم من نسيج الوطن" و"لا يجب إقصائهم لأنهم سيعملون فى الخفاء كما فى السابق" أو "هيروحوا فين"!! يطالبنا أصحاب هذه المبادرات بقبول تعهدات وتصريحات جماعات العنف بأنهم سينبذون العنف!! مثلما نبذوه بعد أن قاموا بمبادرة نبذ العنف ثم كانوا من المبادريين بالوقوف على منصة رابعة للدعوة إلى العنف، يطالبوننا بتصديق ثانيا وثالثا وعاشرا من قاموا بعمل مراجعات فكرية، ثم قاموا بنقضها فى أول فرصة تسنى لهم حمل السلاح مجددا!! يطالبوننا بتصديق تعهدات جماعة كاذبة وصل رصيد أكاذيبهم لدينا إلى آذاننا، يطالبوننا بتصديق تعهدات جماعة تتبنى الكذب كمبدأ إلى درجة أن قادتهم ينكرون أنهم ينتمون للجماعة من الأصل عند القبض عليهم! هل نحن بهذه السذاجة؟ أليس المصريون هم أصحاب المثل القائل "قالوا للحرامى أحلف؟". أى منطق هذا الذى يدعو من لم تتلطخ أيديهم بالدماء من أعضاء هذا التنظيم إلى الاندماج فى المجتمع والحياة السياسية؟ أى منطق هذا الذى يدعو إدماج تنظيم إجرامى بفكره المتطرف فى المجتمع والممارسة السياسية؟

المشكلة يا سادة ليست فى الإرهاب والعنف الذى يمارسه بعض المنتمين إلى هذا التنظيم وتوابعه فقط، المشكلة فى الفكر نفسه. العنف يعاقب عليه القانون الجنائى وتواجهه قوات الأمن، ولكن الفكر هو أساس المعضلة وهو المصدر الأساسى لمزيد من العنف والمغذى والضامن لاستمراره وتزايده. فكأن تلك المبادرات تطالبنا بمصالحة أصحاب هذا الفكر الذين لم يقوموا بالقتل أو التحريض عليه بعد، ولكنهم يؤيدونه فى باطنهم ويستحلونه!! الجرم الأساسى هنا هو الفكر نفسه لكل أصحابه ومن يتينونه أو يؤيدونه أو يتعاطفون معه. ألا يرقى ذلك إلى جريمة التستر على جريمة أو التواطؤ فيها أو تشجيعها؟

الحل هو تجريم الفكر نفسه مثلما جرم فكر النازية فى ألمانيا، ليصبح فكرا مرفوضا من المجتمع ومجرم رسميا. لن نتخلص من هذا الإرهاب إلا بتجريم ذلك الفكر ومحاربته على جميع الأصعدة الأمنية والاجتماعية والثقافية ونبدأ على الفور بسن قوانين تجرم ذلك الفكر وتعاقب عليه، من يحترم هذه القوانين أهلا وسهلا به ومن لا يحترمها يعاقب وفقا للقانون، ثم تقوم جميع مؤسسات الدولة بالتعاون مع المجتمع المدنى بالعمل على إقصاء ذلك الفكر ومحاربته من خلال خطة عمل متكاملة تشمل أنظمة التعليم والأزهر والنهوض بالمجتمع بالمجتمع اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.

المثل يقول "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" ونحن لدغنا عشرات المرات وأكرمنا الله بكشف خطورة هذا التنظيم وفكره بل وتآمره أيضا على الوطن مع القوى الخارجية الذى كان سيؤدى بنا إلى تقسيم الوطن وضياعه منا، لكى نفيق ونتصدى له بقوة وحزم وبالرغم من كل ذلك لا يزال البعض يصر على أن نلدغ مجددا ويدعونا للمصالحة والإحتواء!!.

المشكلة فى الفكر نفسه والحل هو تجريم الفكر ومحاربته حتى القضاء عليه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة