الطب النفسى قال إنها ليست مخدرا فى حد ذاتها ولكن عدم صدق كلماتها يحولها إلى أفيون جديد للجماهير

كيف تم استخدام الأغانى والطرب لخدمة السياسة؟

الخميس، 06 أغسطس 2009 09:31 م
كيف تم استخدام الأغانى والطرب لخدمة السياسة؟ أسامه أنور عكاشة
كتبت سارة سند

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄أسامة أنور عكاشة: الأغانى الوطنية فى عصرنا الحالى باردة ومالهاش طعم.. ويتعاملون معها بمنطق السبوبة
◄ دكتور هاشم بحرى: العندليب غنى لناصر «نفوت ع الصحرا تخضر» وطبعا اللى حصل العكس وده أكبر دليل على استخدام الأغنية كمخدر وإلهاء عن سوء الوضع السياسى

كل عصر وله أوانه، وكل مرحلة سياسية ولها مطربها المعبر عنها والمروج لسياستها والمتحدث الرسمى باسمها.. لكن «مطربى المرحلة» تتجاوز أدوارهم فى بعض الأحيان فكرة التعبير عن فلسفة النظام إلى «حقنة مخدر» لإلهاء المواطنين عن سلبيات المرحلة، مستغلين فى ذلك حب الجماهير لأصواتهم وشخصياتهم وبالتالى اقتناعهم الكامل بكل ما يقوم مطرب المرحلة بتوصيله لهم من معان.

الفنان المصرى محمد ثروت لعب هذا الدور فى عقدى الثمانينيات والتسعينيات، وظل المكان شاغرا بضع سنوات حتى طلت علينا هوجة أغنيات وطنية من تامر حسنى وأحمد فهمى وسومة.

الرئيس الراحل أنور السادات اعتمد أكثر على الأصوات النسائية للتعبير عن آراء النظام مثل ياسمين الخيام، التى صنعها النظام منذ البداية، وأيضا المطربة فايدة كامل، التى حصلت آنذاك على عضوية مجلس الشعب.

أما الرئيس جمال عبدالناصر فجعل جميع المطربين المصريين وقتها «مطربى المرحلة»، وإن كان عبدالحليم حافظ وأم كلثوم أكثر من تميزوا، لكن ذلك لم يمنع من مشاركة جميع الفنانين فى الترويج لفكر الثورة ومبادئها.

والسؤال يظل يفرض نفسه: هل تم استخدام الفنانين المصريين والأغنية الوطنية لتمرير قيم ومعلومات غير حقيقية عن قوة الدولة وحجمها، بحيث أصبحت الأغانى هى أفيون الشعوب؟
السيناريست والكاتب أسامة أنور عكاشة عبر عن اندهاشه الشديد من مقولة إن الأغانى الوطنية استخدمت لإلهاء الناس وتخديرهم فى عصر جمال عبدالناصر قائلا بانفعال: «صلاح جاهين لما يكتب وكمال الطويل لما يلحن وعبدالحليم لما يغنى يبقى ده إلهاء؟» وأضاف عكاشة أن أغانى أم كلثوم وعبدالحليم الوطنية كانت أكثر انتشارا وشعبية من الأغانى العاطفية. أما فى عهد السادات فاختفت كل الأغانى الوطنية عدا أغنيات حرب أكتوبر فبقت.

وعن تحليله للأغنيات الوطنية فى عصر مبارك فوصفها عكاشة بأنها «باردة ومالهاش طعم» بسبب عدم وجود قضية وطنية تلتف الجماهير حولها، أو مشروع وطنى قومى كالسد العالى.

وأكد عكاشة أن هناك فئة تستغل الأغانى الوطنية وتتعامل معها بمنطق «السبوبة»، فيتم رص بعض الكلمات الوطنية دون أن يكون لها مضمون أو معنى يريد صانعوها توصيله.

وردا على ما ذكره الكاتب الصحفى صلاح عيسى بأن هناك فرقا بين الأغنية الوطنية والأغنية السياسية التى تغنى لأشخاص بعينهم، نفى عكاشة أن يكون هناك فرق بين الاثنين، موضحا وجهة نظره بأنه عندما يتم صنع أغنية وطنية فهى بالتأكيد تتحدث فى السياسة، وكذلك الحال فى الأغنية السياسية التى تنشد لأشخاص ومسئولين فلابد من أن تتضمن موضوعا يهم الوطن، ووصف من يصرون على التفريق بين الأغنية الوطنية والسياسية بأنهم «بيهجصوا».

«الأغنية الوطنية فى حد ذاتها ليست مخدرا للجماهير، لكنها تصبح كذلك عندما لا يتم تنفيذ ما جاء بها من وعود» هكذا علق د. هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، حول إمكانية استخدام الأغانى كمخدر يلهى الجماهير. بحرى ضرب مثلا بأغنية «المسئولية» لعبدالحليم حافظ، حيث جاء فى أحد مقاطعها «نفوت ع الصحرا تخضر» ولأن ذلك لم يحدث بل العكس تماما حيث زادت مساحة الأراضى المجرفة والغزو العمرانى على الأراضى الزراعية، فإن هذه الأغنية تعتبر مخدرا للجماهير تلهيهم عن الواقع الحقيقى ورأى بحرى أن الأغانى التى تنشد للرؤساء لا يمكن اعتبارها أغانى وطنية لأنها تزول بزوال المسئول.

وأضاف: «من الطبيعى أن تزيد الأغنيات الوطنية فترة الثورة لأن فكرة الثورة نفسها ملهمة جدا لأى إنسان» وأكد بحرى أنه فى الوقت الحالى لا يوجد أى حماس أو تفكير لعمل أغنيات وطنية قوية.

لمعلوماتك...
1956 غنى عبد الحليم أحنا الشعب وهى أول أغنية للرئيس جمال عبدالناصر بعد اختياره رئيساً للجمهورية وهى أول لقاء فنى بين عبدالحليم وكمال الطويل وصلاح جاهين








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة