أرض مصر أصبحت ساحة للمعركة..

الإعلام ساحة الصراع المذهبى بين السنة والشيعة فى مصر

الخميس، 06 أغسطس 2009 09:31 م
الإعلام ساحة الصراع المذهبى بين السنة والشيعة فى مصر
كتبت ناهد نصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«المتهمون بتفجيرات الحسين فى القاهرة استقوا أفكارهم من غرفة على البال توك لجماعة أنصار المجاهدين السنية السعودية تدعو للجهاد ضد الشيعة فى الأراضى الإسلامية» كانت تلك واحدة من المفاجآت التى تضمنتها أوراق التحقيقات فى قضية تفجير المشهد الحسينى فبراير الماضى والتى راح ضحيتها سائحة فرنسية و24 جريحا، والمعنى أن الخلاف المذهبى بين السنة والشيعة تحول إلى ما هو أكبر من مجرد جدل دينى تحله مبادرات التقريب بين الأديان، بل صارت له رءوس وأذرع أخطبوطية، والأولى فى السعودية والعراق وإيران ولبنان، أما الأذرع السوداء فتنشر التدمير فى كل مكان، ومن بينها مصر، التى اشتهرت بأنها أكبر دولة سنية فى المنطقة والعالم، كما عرفت تاريخيا بأنها مقر آل البيت، معلقة قلوب أهلها بهم، أى أنها لم تكن فى أى وقت من الأوقات أرض صراع طائفى مذهبى، باعتراف وتأكيد أئمتها من علماء الأزهر الشريف، وبتوافق المصريين أنفسهم.

المعركة بين السنة والشيعة إذن ليست مصرية، كما أنها لا تمس المصريين، إلا أن أصحاب المصلحة فى تأجيجها حاولوا فى السنوات الأخيرة، وبكل الطرق أن يكرسوا لهذا الصراع بكل ما أوتوا من وسيلة، لتتحول الأراضى المصرية إلى ساحة للتراشق الأعمى بالمذاهب والمعتقدات الدينية يستخدمون فيها كل ما هو متاح من أسلحة مكتوبة، ومسموعة، ومرئية، يديرها الوهابيون من جانب، والشيعة من الجانب الآخر، وكل طرف يغالى فى تطرفه إلى أقصى مدى.

على سبيل المثال شهدت ساحات معرض الكتاب خلال الأعوام الأخيرة حربا سنية شيعية مكشوفة وزع خلالها أفراد من الشيعة يحملون جنسيات عراقية ولبنانية وإيرانية مئات الآلاف من المنشورات التى تدعو إلى التشيع وتعلن عن مواقع شيعية وكتب وأشرطة كاسيت واسطوانات تهاجم أهل السنة وعقائدهم، وعلى الناحية الأخرى تصدرت واجهات بعض المكتبات إعلانات بأحجام كبيرة لمطبوعات تكفر الشيعة وتعرض بمعتقداتهم، الصراع المكتوم بين الطرفين تحول فى عام 2007 إلى معركة حقيقية حاول خلالها ناشرون شيعة تدمير مكتبات سنية، ووصل الأمر إلى الاشتباك اللفظى والبدنى بين الطرفين، انتهى بتدخل الشرطة.

وبعيدا عن ساحة المعرض المغلقة على زوارها مهما كثروا أغرقت سوق الكتب المصرية مؤخرا مئات الكتب والمجلات الشيعية التى تباع على الأرصفة، وحار فى أمرها علماء الأزهر أنفسهم، حيث صارت عناوين -من نوع «المنهاج، والكلمة، والبصائر، والمحجة، وفقه أهل البيت، والغدير، والنور، ونصوص تراثية، والعالم، وتراثنا»- عناوين لمطبوعات شيعية مستوردة لدى باعة الصحف وفى المكتبات، والغريب أن بعض هذه المطبوعات تحمل فى مجالس أمنائها أسماء لمصريين معروفين، ومن بينهم أحمد كمال أبوالمجد، وسليم العوا، وهى رموز يتخذها الشيعة كرءوس حربة فى حربهم المبطنة، وعلى الجانب الآخر شن أفراد من الشيعة المصريين هجوما حادا وصل إلى ساحات القضاء على مشايخ سعوديين من بينهم الشيخ سيد حسين العفانى، والشيخ عادل الكلبانى بسبب كتاباتهم وتصريحاتهم التى يهاجمون فيها الشيعة، والتى تبنتها مواقع إلكترونية مصرية، من بينها موقع جبهة علماء الأزهر، وظهرت فى السوق المصرية مؤخرا كتب من نوع «خمينى العرب حسن نصر الله والرافضة الشيعة.. الشر الذى اقترب» للعفانى والذى يبدأ فيه بالهجوم على حسن نصر الله، وينتهى بتكفير الشيعة وإخراجهم من الملة.

وانتقلت المعركة أيضا إلى ساحة الفضائيات حيث انشقت شاشة التليفزيون عن العشرات من القنوات الفضائية الشيعية والسنية، التى تستهدف كل منهما الأخرى دون مواربة، فدراسة حديثة أكدت وجود ما لا يقل عن 47 قناة شيعية تستهدف المصريين، 34 قناة منها تبث عبر القمر الصناعى المصرى «نايل سات» والبقية تبث عبر القمر الصناعى «عرب سات»، وتبدو تلك القنوات فى تنوعها وكأنها مجرد قنوات دينية بحتة، إلا أن المتابع لما تعرضه تلك القنوات يتأكد من أنها تحتوى على أفكار مسمومة، أقلها استفزاز مشاعر الأكثرية السنية فى مصر، وتحريضهم على الكراهية والعنف والتكفير.. القنوات السنية لها تواجدها الذى لا يمكن إنكاره أيضا على الناحية الأخرى، لكن ما تبثه من أفكار يختلف عن تلك الأفكار السنية السمحاء التى نعرفها، كما تبتعد أيضا عن توجيه المشاهدين إلى الفروض والعبادات والمعاملات، وإنما تركز اهتمامها على مهاجمة الشيعة، وتكفيرهم، وعلى الرغم من أن تلك القنوات تبث من الأراضى المصرية، وعلى أقمار مصرية إلا أن تمويلها يأتى من الرياض.

الموالد التى يعشقها المصريون احتفاء بآل البيت، كانت دائما مجالاً مفتوحا للجميع من السنة والمتصوفة والشيعة، وغيرهم دون أن تكون الانتماءات المذهبية مطروحة أو مثار خلاف، تحولت هى الأخرى فى السنوات الأخيرة إلى ساحات للاختراق الشيعى المشبوه، الذى يستغل فيه الشيعة طقوس البسطاء من معتادى ارتياد الموالد ومن بينها إضاءة الشموع والسجود عند الأعتاب وتقبيلها ليبثوا أفكارهم المسمومة، بأن المصريين شيعة بالفطرة، حيث سجلت السنوات الأخيرة تواجدا غير مسبوق لشيعة من العراقيين المقيمين بالقاهرة فى مولد الحسين، كما تناقلت المواقع الإلكترونية، والقنوات الشيعية مقاطع من احتفالات الشيعة بالمولد النبوى فى القاهرة، ويحاول نشطاء شيعة يحملون جنسيات عربية وفارسية التسلل إلى المشهد الدينى المصرى من خلال التواصل مع جماعات صوفية، ففى أبريل الماضى وجهت جماعات شيعية مقيمة بالولايات المتحدة دعوة لبعض مشايخ الطرق الصوفية فى مصر لحضور مؤتمر عن التصوف يعقد بالولايات المتحدة، وهو ما أثار ردود فعل عنيفة من قبل رجال دين مصريين بعضهم من الجماعات الصوفية نفسها، بحجة أن الدعوة محاولة لاختراق مصر عن طريق الجماعات الصوفية.. محاولات التشيع فى الموالد، تجد على الجانب الآخر ردا لا يقل ضراوة على منابر المساجد، حيث صارت الدعوات بإبادة الشيعة ومن شايعهم، بعد أن كانت الدعوات مقصورة على اليهود والأمريكان.

وغرف البال توك ليست الوحيدة التى تخصصت فى الحرب السنية الشيعية، إذ بالإضافة إلى عشرات الغرف على البال توك امتد الصراع أيضا إلى المنتديات والمواقع الإلكترونية، واليوتيوب، ومن بينها «شبكة رحماء الإسلامية لنصرة أصحاب خير البرية» التى خصصت غرفة الحوار السنى الشيعى بها للهجوم على الشيعة ووصفهم بأنهم «ضالون وأقذار وحقدة»، وأنهم «محرفو القرآن ولاعنو الصحابة وقاذفو أمهات المؤمنين» كما يصفون الدعوة للتقريب بين المذاهب بأنها «وحدة زائفة وإخوة كاذبة»، كما تنتشر على موقع اليوتيوب مقاطع فيديو لعلماء شيعة يدعون فيها لمحاربة السنة، ويصفونهم بالإرهابيين، والكفرة الواجب قتلهم أينما كانوا.

لمعلوماتك....
14 هو عدد أماكن تواجد الشيعة أبرزها العراق ودول الخليج وإيران وأفغانستان
5 مدن مقدسة عند الشيعة منها كربلاء والنجف وسامراء








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة