أيمن مِحْرِم يكتب: وماذا بعد؟

الأحد، 08 سبتمبر 2013 11:57 ص
أيمن مِحْرِم يكتب: وماذا بعد؟ سيزيف اليونانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظنك عزيزى القارئ تعلم من هو "سيزيف" وما هى قصته (لا مش بيلعب فى تشيلسى يا سيدى.. اختيارات إيه بس يا عزيزى القارئ، هذا ليس بسؤال، تلك مجرد مقدمة)، ما علينا، تقول الأساطير اليونانية أن "سيزيف" هذا كان شخصاً ماكراً مخادعاً خبيثاً جشعاً (وغالباً أشول)، ووصل به الأمر إلى خداع وتحدى الآلهة اليونانية (وليس هنا مجال سرد أفعاله الواطية) فأثار حفيظة كبير الآلهة "زيوس"، مما جعله يحكم عليه بعد مماته بعقوبة غريبة، وهى أن يقوم بدحرجة أو حمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا قارب الوصول إلى القمة تدحرجت الصخرة إلى الوادى، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، واختلف المفكرون والفلاسفة فى تفسير كُنة العذاب الذى يعانيه سيزيف من جراء هذه العقوبة (لا يا عزيزى القارئ، الصخرة لم تكن ثقيلة ولا مسننه، لا برضه، لم يكن سيزيف حافى القدمين ولا الجبل ملىء بالحصى، ما تهمد بقى يا عزيزى القارئ، لو أراد زيوس تعذيبه جسمانياً كان ولّع فيه وخِلِص)، كنت أقول إن البعض قد رأى أن هذا هو عذاب التكرار والروتين الممل، ورأى آخرون أنه عذاب اليأس من الوصول للهدف، ورأى غيرهم أنه عذاب الإحباط المتوالى، ورأى آخرون أنه عذاب الشعور بعبثية الجهد والمشقة، إلى هنا وتنتهى القصة ومغزاها باختصار وإيجاز، ولكنى نحيت كل هذا جانباً وسألت نفسى، ماذا لو أن زيوس بعد عشرات السنين ترك سيزيف يصل بالصخرة إلى القمة ولم تقع مرة أخرى، وقال له "خلاص ياض يا سيزيف، كفاية كده"، بالطبع سيشعر سيزيف بالمفاجأة فى أول الأمر ثم سيغمره شعور بالسعادة للتخلص من هذه المعاناة، ولكن ستمر أيام وربما شهور وهو جالس على القمة بجوار الصخرة لا يدرى ماذا يفعل، أتدرى عزيزى القارئ ماذا سيفعل، من المؤكد أنه سيلقى بالصخرة لتهوى بالوادى، ليرجع إلى سابق عهده فى محاولة الوصول بها للقمة، ولماذا يفعل ذلك، لأنه ببساطة لا يعلم وماذا بعد، أى أنه لا يعلم ماذا يفعل بعد الوصول بالصخرة للقمة، فبطبيعة الحال سيلجأ لما يعرفه وتعوده وأتقنه، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا على مَن تنطبق إسطورة سيزيف فى واقعنا الآن، على الإخوان الذين جاهدوا عشرات السنين للوصول إلى السلطة، أم على الثوار والمعارضين الذين جاهدوا عشرات السنين أيضاً للقيام بالثورة، أم على كلاهما، لا أستطيع أن أُجزِم عزيزى القارئ، ولكنى على يقين أن كلاهما لم يستعد أو يفكر فى خضم معاناته للوصول بالصخرة إلى قمة الجبل فى........ وماذا بعد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة