إبراهيم ناجى يكتب: هكذا تكتب الأحلام.. وهكذا تموت

الجمعة، 06 سبتمبر 2013 09:08 ص
إبراهيم ناجى يكتب: هكذا تكتب الأحلام.. وهكذا تموت صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة حسيت إن فيه حاجه غلط أو بمعنى أدق فيه حاجه ناقصة مخليانى مش عارف أحلم حلم جديد من بتوع زمان، ولأنى فكرت كتير ومعرفتش إيه السبب قررت أجيب ورقه وأكتب فيها كل أحلامى الكبيرة فى الـ٥ سنين اللى فاتوا واشوف حققت منهم إيه وإيه متحققش، واشوف ممكن اكون ندمان على إيه بالمرة، جايز أوصل للسبب.

لما جيت اكتب أحلامى واقارنها بكل حاجة أنا ندمان عليها لقيت أن نص الحاجات اللى أنا ندمان عليها أو اكتر عبارة عن ندم انى مكملتش الحلم الفلانى أو إنى اتخليت عن حاجة كنت بحلم بيها عشان احقق حاجة تانية فرضتها عليا الظروف- غالبا الظروف دى كانت ارتباطى ببنت فى الوقت ده، الغريب إنى ملقتش ولا حلم من أحلامى انا كملته وندمان عليه.. ساعتها جه فى دماغى حاجتين يا إما أنا كنت بحلم صح أوى وساعتها لازم ألوم نفسى إنى ضحيت ببقيت أحلامى أو إنى اخترت الأحلام الصح ونفذتها وتخليت عن بقيت الأحلام عشان لو كنت كملتها كانت هتطلع وحشة.

مسكت نقطة من أكبر النقط اللى بندم عليها فى حياتى وكانت متعلقة بإنى تخليت عن أكتر حاجة أنا بحب أعملها فى حياتى عشان خاطر حد أنا كنت بحبه وانا فاكر كويس إن ساعتها كان تفكيرى إنى بضحى بحلم من أحلامى عشان خاطر حلم أكبر وهو الحد ده.. السؤال بقى أنا ليه ندمان؟.

ندمان لأنى اكتشفت إن فى خانة الندم فيه نقطتين متعلقين بالحلم ده الأولى إنى ضحيت بالحاجة اللى كنت بحبها ومعرفتش أحقق نفس النجاح فى حاجة تانية غيرها والنقطة التانية إن الحد اللى أنا تخيلت إنى بضحى عشانه هو نفسه مبقاش موجود.. وزود بقى تلات أربع نقط ندم متعلقين بالموضوع بين إنى مشيت فى طريق مبحبوش وإنى اتأخرت فى حياتى شوية وإنى اخترت حاجات غلط.. خلاصة الموضوع إنى لما تخليت عن حلم من أحلامى ضيعت قدامه أحلام كتير وزودت فى خانة الندم نقط كتير
الحلم فى حياتك نوعين: نوع أنت الوحيد المسئول عنه وعن تنفيذه وده اسمه حلم فردى، وحلم بيكون فيه سيناريوهات لناس تانيه داخله معاك فيه ومش أنت بس اللى بتقوم فيه بدور البطوله وده بيبقى حلم مشترك.. أهم حاجة بقى إنك قبل ما تبدأ حلم مشترك تتأكد إن اللى قدامك بيحلم بنفس حلمك مش بيحلم إنه يغيرك عشان تنفذ دور فى حلمه، لأنه لو عمل كده وإنت سمحت بده أصبح الحلم ده حلمه هو الفردى وانت مجرد جزء منه وبتكون المشكله لما يبدأ يغير فيك ويطلب منك تغيير أحلامك ودنيتك عشان تتناسب مع حلمه وبعد كده يقرر إن كفايه عليك كده فى حياته ويسيبك ببقايا أحلامك القديمه اللى لما بتقعد تفتكرها ساعتها بتكتشف إنك فى أشد الحاجة لأنها كانت تبقى متحققه وكل ما بتحس أن أحلامك اللى انت خسرتها بسبب الإنسان ده كتيير كل ما بيزيد جواك إحساس بالاحتياج والقهر.

المصيبة إن الإنسان ده غالبا بيسيبك عشان أنت محققتش أحلامه..

يعنى فى البداية حرمك من أحلامك وبعدين رسملك أحلام على مزاجه وطبعا انت معرفتش تحققها لأنها مش متناسبة معاك وفى النهاية سابك عشان يروح يدور على أحلامه لأنه شايف إن أحلامه دى أصبحت ضرورية التنفيذ.. للأسف السيناريو ده كل الأطراف فيه غلطانه أنت نتيجة لسوء الاختيار والتضحية بالأحلام وهو/هى للاستعانه بحد تانى عشان يحقق أحلامه/ها..

عشان كده لما تيجى تحلم مع حد لازم تتأكد ان كل واحد فيكم هيحتفظ بكل فصول سيناريو حياته وانكم هتشتركوا فى كتابة الفصول الجاية من غير المساس بتكوين الشخصيات.. هكذا تكتب سيناريوهات الأحلام.

هتلاحظ كمان إن كل حلم حلمته من سنين لو مكنش اتحقق دلوقتى فإنت حاسس بالعجز وإن فى حاجه نقصاك وده لأن فى الأصل الحلم عبارة عن رسالة روحك بتبعتهالك عشان تقولك هى هتبقى مرتاحة فى ايه وبتبدأ بعدها تديك فرصة واتنين وعشرة أنك تحقق طلباتها بس فى لحظة معينة هتفقد صبرها عليك وتبدأ تخنقكك لأنك معملتش اللى هى محتاجاه ولو طولت شويه بتبدأ روحك تنسحب من حياتك وتسيبلك حبة ذكريات ووجع تفضل عايش أنت معاهم وواحده واحده بتبدأ تخسر أحلامك كلها وطبعا مش هتعرف تحلم بغيرها بعد مرحله معينه لأن اللى كان بيحلم جواك مشى وسابك.
وهكذا تموت الأحلام.. سطور فى سيناريو الحياة، أحلامك جواك عامله زى الطفل الصغير بتتولد على ايد روحك وتتربى وتكبر وهى بتتعلم منك كل صفاتك فلو شافتك منك مهتم ومتمسك بيها هتكبر وتردلك كل ده وتخليك تفرح وأنت بتشوفها بتحقق قدامك، وفى نفس الوقت لو شافتك ممكن تتخلى عنها عشان خاطر أى حد فأول ما هتكبر هتسيبك فى عز احتياجك ليها وتمشى وتسيبك تعيش عاجز مع ذكريات تقصيرك ناحيتها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبداللطيف أحمد فؤاد

جميل

مقال طويل لكن جميل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة