ما حقيقة اتهام هدى عبدالناصر للسادات بأنه قتل والدها بالسم؟ ولماذا يظن شقيقها عبدالحكيم أن جمال مات بفعل فاعل؟

الخميس، 30 يوليو 2009 07:56 م
ما حقيقة اتهام هدى عبدالناصر للسادات بأنه قتل والدها بالسم؟ ولماذا يظن شقيقها عبدالحكيم أن جمال مات بفعل فاعل؟ جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى لقاء لى مع الدكتور منصور فايز، الطبيب الخاص للزعيم الراحل جمال عبدالناصر عام 1990 وقبل رحيله بسنوات، سألته: ما رأيك فيما يقال عن أن عبدالناصر لم يمت موتة طبيعية، وما حقيقة ما يردده البعض عن أن هناك طبيب علاج طبيعى يدعى على العطفى جندته إسرائيل قام بعلاج عبدالناصر وأنه عبر عمليات تدليك كان يدس السم له حتى أدى إلى وفاته؟.

تركنى الدكتور منصور فايز أفرغ من أسئلتى، وكان ذهابى إليه بغرض الحصول على كتابه: «مشوارى مع عبدالناصر» لإعادة طبعه فى دار نشر عربية بعد إجراء تعديلات على طبعته فى دار الحرية، نظر إلى الرجل وهو يجلس فى عيادته وسط القاهرة قائلا: «هذا كلام مغرض وستجد الإجابة فى كتابى»، وأخذ الرجل يقلب صفحات منه للتدليل على فساد الكلام الذى يرى أن عبدالناصر مات ميتة غير طبيعية.

كما أننى أعلم أن هذه القضية تحديدا كانت تبعث الضيق والألم عند أبناء الزعيم الراحل خاصة نجله الدكتور خالد، وكانوا يعتبرونها من ضمن القضايا التى يتم استخدامها للنيل من سيرة والدهم، لكن تحولا ما حدث لدى بعضهم فى ذلك خاصة ابنته الكبرى الدكتورة هدى، وأصغر أبنائه عبدالحكيم، قالت هدى للإعلامى عمرو الليثى فى كتابه «اللحظات الأخيرة فى حياة جمال عبدالناصر»: «إذا كان أبى قد قتل بالفعل فالسادات هو القاتل الأساسى، وليس شريكا فى القتل، لكنى أؤكد أن الأمر ليس مؤكدا، وليس لدى دليل على ذلك» وزادت هدى: «ليس بالضرورة أن يكون القتل بالسم ولكن هناك حبوبا تزيد من حدة الأزمات القلبية، وأنا لا أستبعد أن يكون شخصا ما وضع له هذه الحبوب فى قهوته، لكنى لا أستطيع أن أجزم بشىء»، ومنذ نحو عامين اتهمت هدى السادات صراحة بقتل جمال عبدالناصر، فسارعت رقية ابنة السادات برفع دعوى قضائية ضدها انتهت بحكم قضائى بالتعويض لصالح رقية، أما عبدالحكيم ودون أن يحدد أشخاصا فقال إنه لا يستبعد أن تكون الوفاة بفعل فاعل وأضاف: «أعتقد أنها تمت على يد رجال الـ«سى آى إيه» والموساد، لأن ناصر كان يعترض طريق أمريكا وإسرائيل فى المنطقة ولهذا من الطبيعى أن يسعوا للتخلص منه».

توفى عبدالناصر وعمره 52 عاما وهو عمر صغير بالمقارنة لأعمار الزعماء فى المنطقة، وربما لهذا السبب أعادت هدى، وأعاد عبدالحكيم تفسير سؤال.. لماذا مات عبدالناصر صغيرا مع التسليم بأن الأعمار بيد الله وحده؟.

القصة ربما تجد هوى فى خيال البعض من زاوية أن الرجل كان عدوا لإسرائيل وأمريكا وأن محاولات عديدة جرت من أجهزتهما المخابراتية لاغتياله معظمها بواسطة السم، وبعد رحيل عبد الناصر ردد البعض أن الموساد نجح فى تجنيد على العطفى، طبيب العلاج الطبيعى، وذلك بعد أن ذهب هو إلى السفارة الإسرائيلية فى هولندا يعرض عليهم خدماته مقابل مساعدته فى منحه درجة الدكتوراه حتى يضمن الاستمرار عميدا لمعهد العلاج الطبيعى.

الدكتور منصور فايز يرد فى كتابه على هذه القصة قائلا: «هذا الاسم (على العطفى) لم يكن أبدا من المترددين لأى شأن من الشئون على منزل الرئيس عبدالناصر، كما أن الرئيس لم يخضع للعلاج الطبيعى إلا فى فترة محدودة بدأت بعد عودته من (سخالطوبو) فى نهايات عام 1968، وانتهت لدى إصابته بالأزمة القلبية الأولى عام 1969 حين أوقفت هذا العلاج لتعارضه مع علاج المصاب بالقلب، وكان طبيب العلاج الطبيعى هو الدكتور فودة الضابط بالقوات المسلحة ومسئول العلاج الطبيعى بمعهد التأهيل بالعجوزة، ومن شهادة الدكتور منصور فايز إلى شهادة الدكتور الصاوى حبيب، الذى لازم عبدالناصر ليل نهار اعتبارا من يوليو 1967، قال الرجل فى كتابه الذى صدر مؤخرا: «مذكرات طبيب عبدالناصر» إن العطفى لم يدخل بيت عبدالناصر، وكان المسئول عن التدليك شخصا آخر وتحت إشراف طبى متخصص، ومن شهادة منصور فايز والصاوى حبيب إلى ما ذكره الكاتب الصحفى عادل حمودة فى كتابه: «عبدالناصر.. أسرار المرض والاغتيال» يؤكد أنه وحسب اطلاعه على أوراق قضية العطفى بعد القبض عليه بتهمة التجسس والحكم عليه بالمؤبد خففه الرئيس السادات إلى 15 عاما، لم يجد فى الأوراق من بعيد أو قريب ما يشير إلى أنه دلك ساقى عبدالناصر، ولا أنه قام بدس السم له فى المراهم والدهانات، وقال إنه كان على علاقة قوية بأنور السادات وبأنه وضع له برنامجه الخاص بالعلاج الطبيعى وكان مسموحا له بدخول حجرة نومه.

بعد كل هذا النفى لقصة العطفى، يبقى السؤال: ما سبب موت الرجل؟
يقول الدكتور الصاوى حبيب إنه أصيب بجلطة فى القلب من النوع الصامت فلم يشعر بالآلام المعتادة فى هذه الحالة، ويرجع الدكتور الصاوى سبب ذلك إلى ماكان يبذله عبدالناصر من جهد كبير فى الاجتماعات واللقاءات والسفر المتكرر وزيارات الجبهة ورفضه اتباع النصائح الطبية بالراحة يومين فى الأسبوع وتحديد ساعات العمل والحصول على إجازة قصيرة كل شهر، لكنه كان يتحمل جهدا يفوق طاقته واحتماله مما كان يجد بسببه صعوبة فى النوم نهاية كل يوم.

أما الدكتور منصور فايز فيقول: كان عبدالناصر يعمل قرابة ثمانى عشرة ساعة يوميا، كان يصحو مبكرا وينام متأخرا، وكان طوال يومه حبيس مكتبه مابين الأوراق والتليفون وجهاز الراديو، وكان بحكم موقعه ومسئولياته يعيش كل سطر يقرؤه، وكل خبر يسمعه كان عمله هو حياته بكل مافى الكلمات من معان.

كلمات منصور فايز والصاوى حبيب نجد صداها فى كلمات قالها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى مقدمة كتابه «ملفات السويس» حين سأله جمال عبدالناصر عن سر ولعه بتصوير الأوراق والوثائق، فقال له هيكل: «ربما يأتى يوم نجلس فيه لكتابة هذه المسيرة»، فرد عليه عبدالناصر ساهما: «حين يأتى هذا اليوم ستكون أنت وحدك فمن يعيش مثل حياتى كالشمعة التى تحترق من الناحيتين».

هل كان عبدالناصر بكلماته إلى هيكل يتنبأ بموته المبكر؟.. ربما خاصة بعد هزيمة 1967، وهى الهزيمة التى أضافت سنوات زادت من عمره ليس بحساب العدد الزمنى، ولكن بحسابات الهم العام، ومن يراجع صورتين للرجل فى ألبومه الخاص، واحدة قبل النكسة بأيام، والثانية بعد النكسة بأيام قليلة سيكتشف كأن الفرق بينهما عشرون عاما أو أكثر .

لمعلوماتك....
6 عدد الخلية التى تم القبض عليها فى الستينيات بتهمة دس السم لـ عبد الناصر كان من بينهم جرسون يونانى وبحار يونانى شاذ، وجندها الموساد وكانت الخطة تقوم على أن يقوم الجرسون بوضع السم فى فنجان القهوة، وكان الجرسون يعمل فى محل جروبى الذى كان مسئولا وقتئذ عن إعداد عزومات حفلات استقبال الرئاسة
2 مليجرام جرعة سم الآكونيت التى تؤدى إلى قتل الإنسان
1922 العام الذى ولد فيه الجاسوس على مصطفى، وهو من مواليد حى السيدة زينب ولم يحصل سوى على الشهادة الإعدادية، وتنقل فى أعمال مختلفة حتى عمل صبيا فى صيدلية واحترف مهنة التدليك
118 ألف جنيه قيمة تكلفة مطابخ الملك فاروق فى السنة هذا بخلاف مائة ألف جنيه مخصصات له، ويقول كريم ثابت فى مذكرته إنه على الرغم من ضخامة المبلغ المخصص للمطابخ فإن مطبخ الملك فاروق كان فقيرا
1918 مولد جمال عبدالناصر يوم 15 يناير ورحل فى 28 سبتمبر عام 1970 وهو من أصول صعيدية فى قرية بنى مر محافظة أسيوط








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة