عمرو وجدى يكتب: موقف الغرب المزدوج

الجمعة، 23 أغسطس 2013 07:02 ص
عمرو وجدى يكتب: موقف الغرب المزدوج اوباما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الإيجابيات القليلة التى أفرزتها الأزمة، التى تمر بها مصر حالياَ هى الكشف عن الدول التى تساند وتناصر مصر وتؤيد ثورتها وشعبها حقاَ، والدول التى اتخذت مواقف عدائية وسلبية ضد مصر وخذلتها، وأثبتت أن همها الأول والأخير هو مصلحتها فقط، وأنها دول داعمة للإرهاب وللإرهابيين وللديكتاتورية وللفاشية، وليست دول داعمة للديمقراطية ولحريات الشعوب واختيارتهم ومحترمة ومقدِرة لإرادتهم.

أثبت الغرب، متمثل فى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وغيرها من الدول والكيانات الأخرى، مدى تخاذله وازدواجيته فى التعامل مع الأحداث التى تمر بها مصر وتجاهله لإرادة أكثر من 30 مليون مصرى من ناحية، ومدى كذبه وادعائه بكونه حاميا للديمقراطية ولحقوق الإنسان فى العالم من ناحية أخرى.

انتقد واستهجن الغرب ما قام به الجيش المصرى من وقوفه بجانب شعبه فى ثورته الثانية فى 30 يونيو وأسماها بغير مسماها الصحيح واعتبرها انقلابا عسكريا على رئيس شرعى منتخب، وأخذت صحفه ووسائل إعلامه تروج لهذه الأكاذيب وهذه الادعاءات وكأنهم لا يريدون أن ينظروا أو يشاهدوا إلا ما يحلو لهم أو يتماشى مع مصالحهم الشخصية، فى الوقت الذى غطت هذه الأبواق والمنابر الإعلامية الطرف عن الفيضان البشرى الذى غطى ميادين مصر وشوارعها مطالبين بإسقاط نظام مرسى والإخوان.

فلماذا قبل الغرب الإطاحة بحسنى مبارك الذى قضى 30 عاماً فى حكم مستقر ولن يقبل الإطاحة بمحمد مرسى، الذى قضى سنة واحدة فى حكم فاشى وفاشل كرهه المصريون كنتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتشويه صورة مصر أمام العالم؟

ولماذا صمت الغرب عندما أصدر الرئيس المعزول محمد مرسى إعلانًا دستورياَ مشوهاَ يحصن به نفسه وقراراته فى نوفمبر 2012 فى انقلاب واضح وصريح على الشرعية؟

ولماذا يطالب الغرب بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى المحبوس على ذمة قضايا قتل ولم يطالب بالإفراج عن حسنى مبارك قط؟

ولماذا رفض الغرب فض اعتصامى الإخوان فى رابعة والنهضة "غير السلميين" وصمتوا على حرق الكنائس والمساجد وأقسام الشرطة وبيوت الأقباط، ورفع أعلام القاعدة فى قلب القاهرة عن طريق جماعة الإخوان الإرهابية؟
لماذا يقف الغرب ضد رغبة الشعب المصرى و يدعم هذا التنظيم الفاشى المسمى "بالإخوان" الذى يستخدم الأطفال و النساء كدروع بشرية و يقذف بمدرعات الأمن و يحرقها و يقتل رجال الشرطة، ويجر البلاد لحرب فى الشوارع، ويدمر الممتلكات العامة والخاصة، ويروع أمن المواطنين، ويشل حركة الحياة فى محيط مصر كلها؟
ألم يشاهد الغرب أو يسمع عن المذابح اليومية التى ترتكب ضد أبناء مصر من الشرطة والجيش فى سيناء على يد جماعات ارهابية وتكفيرية خسيسية رداَ على عزل رئيسهم محمد مرسى؟
ألم يرى الغرب الهجوم الخسيس الذى تم على قسم شرطة كرداسة وأدى الى مقتل ستة من ضباط ومجندى الشرطة من قبل جماعة مسلحة تنتمى لتنظيم الإخوان؟
هل تسمح أى دولة من الدول الغربية - التى تساند تنظيم الإخوان - لمجموعة مسلحة غير سلمية بالإعتصام فى أى شبر من أراضيها تحت مسمى حق الإعتصام؟
لقد أثبتت الأيام زيف الديمقراطية التى يريد الغرب أن ينشرها فى الشرق الأوسط على حساب دماء وأرواح الملايين من البشر، فقام بتدمير العراق والسودان وافغانستان وسوريا وليبيا والآن جاء الدور على مصر أكبر دولة فى المنطقة العربية، يتآمر عليها لتنفيذ مخططه الدنىء لتقسيمها وتجزئتها وزعزعة استقرارها ومحاولة شق الصف بين الجيش والشرطة والشعب.
لقد فضح الغرب نفسه بنفسه وظهرت نواياه السيئة والحقيقية تجاه الشعب المصرى كله.. وإن كان يتصور أنه يمكن لى ذراع مصر بالمعونة التى يقدمها كل عام، فلا وألف لا وكما قال الزعيم الخالد جمال عبدالناصر"المعونة على جزمة الشعب"، فالشعب المصرى لا يريد معونة ُيذل بها أو يهان أو يفقد حريته وكرامته معها، فأغلى شىء عند المصرى هو كرامته حتى إذا مات من الجوع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة