اليوم السابع فى منازل أهالى ضحايا البالوعات

الثلاثاء، 21 يوليو 2009 11:07 ص
اليوم السابع فى منازل أهالى ضحايا البالوعات أحد ضحايا البالوعات بقرية الحصفة مركز الرياض بكفر الشيخ
كفر الشيخ- عبير زاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقل اليوم السابع إلى منازل ضحايا البالوعات بقرية الحصفة مركز الرياض بكفر الشيخ بعد سقوط 3 ضحايا بينهم طفل فى بلاعة الصرف الصحى على عمق 8 أمتار؛ حيث وقع الطفل "على الشوادفى أبو سالم" أثناء سيره إلى المسجد، وعلى صراخه ذهب الضحية الثانية حمدى جمعة 30 سنة لإنقاذه إلا أنه لقى حتفه وذهب الضحية الثالثة هشام طه حتحوت (28 سنة) لإنقاذ الاثنين إلا أن الثلاثة راحوا ضحية الإهمال والفساد.

قالت والدة حمدى جمعة الشهيد الثانى الذى لقى حتفه داخل البلاعة إن ابنها كان يتناول الغداء مع إخوته وزوجته فى البيت، وكانت الأم تقوم ببعض الأعمال المنزلية وخرجت على أصوات صراخ، فسألت ماذا حدث؟ أبلغوها أن ابنها حمدى سقط فى البلاعة حيث ذهب بعد سماعه للصراخ لإنقاذ الطفل وقام أخو حمدى بمنعه وجذبه من الفانلة التى يرتديها حتى لا يذهب إلى البلاعة، فقام حمدى بخلع الفانلة وتركها لأخيه، وقال له "هو إحنا كفرة يا أخى؟!!" ونزل لإنقاذ الطفل ولم يخرج.

وقالت الأم إن الصدمة كانت قاسية واحترق قلبها وقالت لم أصرخ ولم ألطم وقلت حسبى الله ونعم الوكيل فيمن ترك البلاعات مفتوحة وعبرت عن شدة الصدمة عندما رأت جثة ابنها بعدما تم إخراجها جثة هامدة تاركاً شقتة وزوجته قبل أن يمر عام على زواجه.

وأشارت الأم إلى أن ابنها الذى فقدته وعدها بأن يحججها بيت الله الحرام، وكانت تقول له جهاز أختك أهم علشان نسترها أولاً، إلا أنه كان يؤكد دائماً رغبته فى أن تحج لكن القدر سبقه فى تحقيق هذا الحلم.

أما حمادة جمعة الأخ الأكبر لحمدى جمعة فقال: "كنت أتمنى أن يكون المتوفى ابنى وليس أخى" لأننى لن أعوضه أبداً، وأكد على أن الإهمال هو الذى جعل المسئولين والعاملين يتركون البلاعات، وأن ما يحدث من تسليم لمشروعات الصرف الصحى والبيارات مخالف تماماً، حيث لا توجد داخل هذه البلاعات سلالم والتى من الممكن أن يتعلق بها أى شخص يقع داخلها لتكون منقذا له.

وأيضاً عدم وجود شباك حديدى على البلاعات يمنع من الخارج وقوع أى حوادث وأن جميع البلاعات بالقرية، بل وعلى مستوى المحافظة مفتوحة لمزيد من الضحايا، مما يساعد على تكرار المأساة يوماً بعد يوم.

وبعد مرور عدة ساعات جاءت فرق الإنقاذ بعد فوات الأوان، وبعد "المحايلة" على فرق الإنقاذ حتى قبلت أن تخرج الجثث وقامت بتربيطها بالأحبال، وأخرجوها فى موقف مأساوى ومشهد صعب وكأنهم حيوانات وليسوا آدميين.

وأشار حمادة جمعة إلى أن الوصلة من محطة الصرف حتى البيارة من أمام منزل العمدة سامى أبو اليزيد تحتاج فى واقع الأمر إلى 10 أطنان أسمنت لصبها، إلا أن المقاول وضع 2 طن فقط، وتم التسليم من المقاول على هذا الأساس دون مراجعة أو ضمير، ووقعت الصبة، مما أوقف الصرف عند البيارة التى وقع عندها الحادث، فجاء عمال الوحدة المحلية لتسليكها وتركوا البلاعة مفتوحة فوقعت المأساة.

أما سيدة أم هشام حتحوت الضحية الثالثة، ما زالت خارج نطاق الوعى الإنسانى والإدراك، وكل ما يسيطر عليها هو حمل ملابس ابنها على يديها وتقول "هدموك يا شوشة يا حبيبى وريحيتها الحلوة مش هاتفارقنى".

وقالت إن هشام كان يجلس معها بعد عودته من عمله بالقاهرة فى إجازة لمدة يوم وكانت تتساهر معه، وقال لها إنه يريد الزواج من فتاة ما، وقالت له سوف أخطبها لك فوراً، وكان يجهز فى شقته هو وأخوه الآخر.

أضافت والدة هشام حتحوت، أن المسئولين الظلمة حرموها من ابنها واصفة هذا الإحساس بأن ولديها اللذين خرجت بهما من الدنيا بعد 30 عاماً كانا عينيها الاثنتين، إلا أن الظلمة قاموا بتصفية واحدة من عينيها.

أما "طه حتحوت" والد هشام حتحوت عبّر عن شدة حزنه وألمه على فقدان ولده وألقى كل المسئولية فى هذا الإهمال على المسئولين فى الوحدة المحلية لغياب الضمير لديهم الذى أضاع حقوق وآمال وأحلام شباب فى مقتبل عمره وحرم الأهالى من فرحتهم بأبنائهم بعد وصولهم إلى سن كبيرة.

مشددا على أنه سيقاضى المهملين الذين يقعون الآن بالحبس تحت التحقيقات وأن حق ابنه والأبرياء لن يضيع بسبب إهمال هؤلاء المتلاعبين.

كما وجه "الشوادفى أبو سالم" جد الطفل "على" انتقاداته إلى كل المسئولين بالمحافظة لوقوع هذا الحادث المتكرر والذى كان لابد أن تقف سلسلة الإهمال عنده.

مؤكدا أن المسئولين بالوحدة المحلية ليس لهم دور حقيقى فى مساعدة وتقديم العون إلى المواطنين، بل كل ما يهتمون به هو توقيع الغرامات على الأهالى بالأدوار التى تم بناؤها ببيوتهم لجلب الأموال إليهم دون وجه حق.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة