بافتتاح ندوة آليات الرقابة وحرية التعبير فى العالم العربى

سراج الدين يطالب بتوطينِ حرية الإبداع والفكر

الأحد، 12 يوليو 2009 07:27 م
سراج الدين يطالب بتوطينِ حرية الإبداع والفكر إسماعيل سراج الدين أثناء افتتاح ندوة آليات الرقابة وحرية التعبير فى العالم العربى
الإسكندرية ـ جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدلى الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية صباح اليوم الأحد، بشهادته حول المنع والمصادرة فى افتتاح ندوة "آليات الرقابة وحرية التعبير فى العالم العربى"، والتى تنظمها مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المركز القومى للترجمة، يومى 12 و13 يوليو الجارى.

شارك فى الندوة نخبة من المثقفين والفنانين والإعلاميين من مختلف أنحاء الوطن العربى، وقدم للندوة الدكتور خالد عزب مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، وتحدث فيها الروائى والقاص الأردنى إلياس فركوح والشاعر المصرى حلمى سالم، فى غياب الدكتور جابر عصفور مدير المركز القومى للترجمة والذى غيبه المرض.

وجاءت شهادة د.سراج الدين تحت عنوان "ثقافتنا العربية وثقافة المعرفة"، لافتاً إلى أن حرية التعبير هى السبيل الوحيد لترسيخ الديمقراطية فى وطننا العربى، وأضاف أنه لم يعد من المتخيل اليوم فى ظل الإمكانات التى تتمتع بها تكنولوجيا الاتصالات، التى أتاحت انتقال المعرفة بشتى صورها للجميع، أن يكون هناك رقابة على حرية الإبداع.

وشدد على أن الثقافةُ ليستِ تُقاسُ بحصيلةِ المعارفِ والآدابِ والفنونِ والآثارِ التى تمتلِكُها الأممُ فحسبْ، بلْ ولا بمُنْجَزاتِها التاريخيةِ فى العلومِ والاختراعاتِ، بقدرِ ما هى القوةُ التى تتبقَّى من كلِّ ذلكَ لتمثلَ الطاقةَ المتجددةَ والمبدعةَ للإنسانِ، والقدرةَ على مواجهةِ التحدياتِ الطبيعيةِ والبشريةِ، والتفوقَ على ضروراتها.

ولفت إلى أن هذا التشبثُ المتعصبُ بأحاديةِ النظرةِ يؤدِّى إلى الضحالةِ والسطحيةِ، وافتقادِ العمقِ فى التحليلِ، والعجزِ عن تنميةِ الوعى بمعرفةِ دوافعِ الآخرينَ وبراهينِهم، إنه يَشُفُّ عن فقرِ الفكرِ بمقدارِ ما يقودُ إلى تحوِّلِه إلى سلوكٍ عدوانى غريزى، من هنا يفقِدُ قُدرتَه على الحوارِ، ويفتقدُ إلى روحِ التسامحِ ويضيِّعُ مفهومَ حقِّ الاختلافِ، بل وحقِّ الخطأِ الذى يحرِّرُ المجتهدَ ويصونُ إمكاناتِه.

فيما تحدث سراج الدين عن ضرورة مواجهة مشكلة حساسة وهى إقحامُ الدينِ فيما لا عَلاقةَ لهُ بِه، وتحكيمُ رجالِ الدينِ فى مُخْتَلَفِ شئونِ الحياةِ، وانفجارِ عصرِ الفتاوَى العشوائيةِ، وسيادةُ الدعاةِ المحترفينَ والمتطوعين؛ لافتاً إلى أن الميزةَ الكبرى للإسلامِ هى التحديدُ القاطعُ لشئونِ الدنيا والاحتكامُ للخبرةِ الإنسانيةِ فى إدارَتِها، منذُ حادثةِ تأبيرِ النخلِ الشهيرةِ فى التراثِ الإسلامى وكلمةِ الرسولِ (ص) الجامعةِ: أنتمْ أعلمُ بشئونِ دُنياكم، مشيراً إلى أننا حِلٍّ من إدارةِ مجتمعاتِنا اعتمادًا على مصلحة الناسِ وحكمِ العقلِ وخبرةِ التاريخِ ونموِِّ المعرفةِ العلميةِ.

وأكد أن الوجهُ الآخرُ لهذه الظاهرةِ المقلقةِ، هو إقحامُ الدينِ فى تقييمِ العملِ الفنيِّ، بما فى ذلكَ من فرضِ رقابةٍ اجتماعيةٍ شرسةٍ من فئةٍ منغلقةٍ متعصبةٍ على ما يجوزُ للمجتمعِ أن يقرأَه أو يسمعَه أو يراه، وذلك لأنها لا ترى رأياً غير رأيِها، ولا تريدُ التعدديةَ وثراءَها الثقافى فى المجتمعِ.

وأشار إلى أن شجونُ الثقافةِ العربيةِ تبعثُ الكثيرينَ على اليأسِ، لكننا عندما نتتبعُ مساراتِ الثقافاتِ الموازيةِ فى القاراتِ القديمةِ والجديدةِ؛ فى الشرقِ والغربِ، ندركُ أننا لسنا وحدَنا مَنْ يواجهُ هذه الإشكاليات

وأعطى د. خالد عزب الكلمة للروائى والقاص الأردنى إلياس فركوح، الذى دعا إلى أن يتجرأ المثقفون بالقول بأنه ثمة من له مصلحة فى هذه القطيعة، وحمل ما يحدث لسلطتان: السلطات العربية غير الديمقراطية غير المنتخبة، وهى الخائفة من النقد والاتهام، والسلطة الثانية: هى سلطات المجتمع التى هى الأثقل علينا الآن باسم الدين، والمزاج العام، حيث بات المثقف ينوء تحت هذه الضغوط.

فيما تحدث الشاعر المصرى حلمى سالم عن مكتبة الإسكندرية واصفاً إياها بإحدى البقاع القليلة المضيئة فى مصر، وقال أن هناك حصار مثلث، قوامه التحالف بين ثلاث: الرقابة السياسية، رقابة السلطات السلفية باسم الدين، والعقل الجمعى أو العقل التقليدى أو المناخ العام.

جدير بالذكر أن الندوة التى تحتضنها مكتبة الإسكندرية يتحدث فيها نخبة من المثقفين والفنانين والإعلاميين يقدمون شهاداتهم حول المنع والمصادرة ويسردون تجاربهم مع الرقابة، من بينهم: حيدر حيدر من سوريا والفنان مرسيل خليفة وموسى حوامدة من الأردن وخالد المعالى (العراق) ومجد حيدر (سوريا) وليلى العثمان (الكويت).









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة