مؤرخون: الأدب أصدق من التاريخ فى توثيق ثورة يوليو

الثلاثاء، 23 يوليو 2013 04:23 م
مؤرخون: الأدب أصدق من التاريخ فى توثيق ثورة يوليو الدكتور محمد عفيفى أستاذ التاريخ المعاصر، ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأدب والتاريخ.. بينهما علاقة وثيقة جداً، فالأدب يلعب دائماً دوراً مهماً فى التاريخ، بحيث يعتمد عليه المؤرخون كمصدر أساسى من مصادر التعرف على فترة سياسية معينة، نظراً لما يرصده الأديب من أحوال عصره السياسية والاجتماعية، والإنسانية، فكان الأدب تأريخاً لكل العصور، وساهم كذلك على رصد ملامح أهم الأحداث التى مرت على مصر، فأكد المؤرخون أن الأدب ساهم بشكل كبير فى توثيق ملامح وأحداث ثورة يوليو عام 1952م.

الدكتور محمد عفيفى أستاذ التاريخ المعاصر، ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، قال أن الأدب هو لسان حال الشعوب منذ قديم الزمن، فالأساطير اليونانية أرخت لتاريخ اليونان، وكذلك حكايات الأدب الشعبى المصرى أرخت لتاريخ مصر القديم.

وأضاف عفيفى أن الأدب هو أصدق مصدر لتأريخ حياة الشعوب، مؤكداً أن الأدب له دور غاية فى الأهمية لتأريخ ثورة 23 يوليو 1952م، بسلبياتها وايجابيتها، وأحوالها الاجتماعية، كما جسد الأدب حلم الاستقلال، والتقدم.

وأكد عفيفى، أننا لا نستطيع فهم أحداث ثورة يوليو دون أن أقرأ أشعار صلاح جاهين، وعبد الرحمن الأبنودى، لأن الشعر آنذاك عبر عن آلام وأحلام شعب كامل، مشيراً إلى أن الروايات التى كتبت عن ثورة يوليو، وقال لا نستطيع أيضاً فهم يوليو بدون روايات الثورة، لإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعى مثل رواية "رد قلبى"، وروايات نجيب محفوظ مثل "ميرامار، وثرثرة فوق النيل".

وأشار أيضاً إلى نهضة المسرح بعد الثورة، وكتابات سعد الدين وهبة، ونعمان عاشور، التى انتقدت الثورة، فعرفنا من خلالها أخطاء الثورة.

بينما قال الدكتور أحمد زكريا الشلق أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، أن الأدب مصدر مهم من مصادر التاريخ، ويختلف عن تأريخ المؤرخين، لأنه يصور حياة الشعوب، وتطلعاتهم، وأحلامهم، ويسجل حياتهم اليومية.

وأضاف الشلق أن هناك أعمالاً عديدة تعرفنا من خلالها على ثورة 23 يوليو، منها كتابات أمين يوسف غراب، يوسف إدريس، ومحمد عبد الحليم عبد الله، وكتابات نجيب محفوظ مثل ميرامار، السمان والخريف، وحتى رواية أولاد حارتنا.

وأشار الشلق إلى أن المناخ الثورى آنذاك أفرز عدد كبير من الكتاب، وظهر جيل جديد من الأدباء هم من سجلوا تاريخ الثورة بفنونها، وعقائدها، وأعمالها الإبداعية، فلا أحد يستطيع أن يفهم ثورة يوليو دون أن يقرأ الأدب الذى كتب عنها.

وأوضح أن الثقافة والفن ازدهرا بعد الثورة، ازدهاراً كبيراً، فانتعشت حركة النشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب، وجاء الأديب ثروت عكاشة وزيراً للثقافة، وكتب مذاكراته بين فيها إلى أى مدى اهتمت الدولة بالثقافة والأدباء.

الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ المعاصر، والعميد السابق لكلية الآداب جامعة حلوان، قال أن الأدب لا غنى عنه فى التعرف على ملامح فترة تاريخية معينة، مجموعة القصص والروايات التى تناولت الحياة قبل ثورة يوليو، مثل الثلاثية لنجيب محفوظ، صورت لنا التاريخ الاجتماعى والاقتصادى خلال هذه الفترة.

وأضاف الدسوقى، أن أهمية الأدب تبنع من أنه لا يقدم أحداث نمطية، أو اتفاقيات، أو خطابات، وإنما يصور الحياة الإنسانية، ويجسدها، خاصة إذا كان الأديب معاصراً للحدث، وشاهداً عليه، هنا تكون الكتابات أصدق.

وأشار الدسوقى إلى أننا لم نكن نتعرف على فترة تاريخية مثل أيام العرب فى الجاهلية، لولا الشعر الجاهلى الذى وصل لنا، فالشعر عادة يصور الحياة التى نعيشها بكل انفعالاتها، وقد نجد التقارير الصحفية تغطى الحدث، لكن الشعر يأتى من قلب الأزمة، ويعبر عنها، ويذكر ما لا تذركره التقارير الصحفية، ويعيش لأزمنة مختلفة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة