وزراء ثقافة يناير: قيم ثورة يوليو وبنيتها الثقافية تتجلى حالياً

الثلاثاء، 23 يوليو 2013 03:56 م
وزراء ثقافة يناير: قيم ثورة يوليو وبنيتها الثقافية تتجلى حالياً ميدان التحرير
كتبت عزة إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما رفع الثوار فى يناير صور جمال عبد الناصر فى الميادين، فإن وزراء ثقافة ثورة يناير مازالوا يمجدون ثروت عكاشة وينظرون باحترام إلى دوره فى بناء مؤسسات الثقافة المصرية حتى الذين اختلفوا مع دور الدولة فى توجيه الثقافة.

فمن جانبه، يرى الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أن ثورة يناير كانت استمرار شبابى لثورة يوليو، لأن الذين قاموا بها كانوا يتمثلون أبعاد وشعارات ثورة يوليو خصوصاً فى العدالة الاجتماعية، ورفع المتظاهرون صور عبد الناصر كان يعنى أن العدالة الاجتماعية التى نجحت ثورة يوليو فى ترسيخها ظلت فى وجدان الشعب الذى ظل يرفع صور عبد الناصر فى كل مناسبة فعبد الناصر كان ولا يزال يمثل العدالة والكرامة الوطنية، كما كان فى شعار ثورة يوليو ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الطغيان، الذى يعد هو نفس شعار ثورة يناير: ارفع راسك فوق، كذلك فإن ثورة يوليو تحولت إلى مجموعة من القيم الثقافية لا تزال باقية فى مثقفين كثيرين وهى ما دفعتهم للثورة على حكم الإخوان وتحقيق هذا الشكل من التمرد الخلاق فى 30 يونيو.

ويضيف عصفور، أن المثقفين كان لهم أدوار متباينة فى ثورة يوليو فهم الذين بنوا وعى الثوار بأفكار العدالة والحرية من خلال كتابات طه حسين والعقاد والحكيم فما كتبوه كان حاضراً فى وعى ووجدان جمال عبد الناصر وضباط يوليو وكان من الطبيعى أن يظلوا على هذه القيم التى ورثوها عن الجيل الليبرالى لثورة 1919 هذه الأفكار هى التى صنعت ملحمة 1956 وحمت المصريين من السقوط بعد يونيو 1967 التى برىء منها الجيش سريعاً واستفاق ودخل فى حرب الاستنزاف، كل هذه القيم تحولت فى وجدان ثوار يوليو إلى مجموعة من المبادئ فمثلاً مطالبة ثورة يوليو بمجانية التعليم كانت سيراً فى طريق حزب الوفد عندما كان ثورياً، هناك قيماً ثورية تبنتها ثورة يوليو وسلمتها إلى الأجيال التالية.

ويضيف د.جابر عصفور أن الثقافة لا ينبغى النظر لها على أنها تحدى وزارة وحدها إنما تحدى يخص عقل المجتمع كله ولانقاذ مصر لابد أن تكون هناك خطة لتحرير العقل المصرى تشترك فيها الدولة من خلال وزارات الثقافة والتعليم والاعلام والاوقاف والشباب وان تعمل هذه الوزارات معا كمجموعة وزارية للتثقيف تعمل بتناغم مع الشعب ومؤسسات المجتمع والأحزاب وتتبنى خطة تكون شعاراتها هى شعارات 30 يونيو فى الحرية والكرامة والاستقرار الوطنى وان تعمل على التخطيط الثقافى لنشر ثقافة جديدة هذا سينير عقل مصر وستختفى النزاعات الناتجة عن التدين المغلوط.

ورأى عصفور أن ثروت عكاشة هو أفضل وزير ثقافة أنتجته ثورة يوليو وانه كان حاضرا فى ذهن فاروق حسنى وحاول الارتقاء لمستواه واقترب منه فى بعض الانجازات والرؤى وحاول أن يعمل بعض إنجازات مشابهة له ولكن للأسف مع ثورة يناير وخيبة الأمل فى المجلس العسكرى لم نجد وزير يرقى لمستوى ثروت عكاشة، ووزراء الثقافة بعد الثورة لم يوفقوا لان المرحلة مرتبكة وكل وزير يتحمل أخطاء الآخرين.

وعن فتحى رضوان يقول عصفور أنه أحد الوزراء المستنيرين وعمل أشياء إيجابية فى ميدان الريادة وكان عقلية منفتحة ووضع الأساس الذى بنى عليه ثروت عكاشة النهضة الثقافية.

وعن المرحلة الحالية يقول إننا نحتاج لمخ جديد واستراتيجية ثقافية تتناسب مع تحديات العصر وهذا لا يمكن أن يأتى من خلال وزارة الببلاوى.

ومن جانبه، يرى الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق، أن النظام الحاكم بعد ثورة 1952 استخدم الثقافة لبث قيم معينة فى المجتمع وأنشئت الوزارة فى البداية باسم وزارة الإرشاد القومى فى دلالة واضحة على إنها وزارة توجيه، لكن النقلة الحقيقية فى دور الوزارة أحدثها ثروت عكاشة الذى أقام بنية ثقافية لا تزال قوية وقائمة بمعنى ما، وتبنى عكاشة أفكاراً فيها قدر من التعددية والتنوع داخل الوزارة نفسها فضمت أطيافاً ثقافية من اليمين واليسار ولم يسيطر عليها اتجاه واحد رغم أن الدولة كان لها اتجاه محدد، وعندما جاء الدكتور عبد القادر حاتم تبنى فكرة غلب عليها الإعلام والتوجيه لبناء الفكر وفى السبعينات حدث نوعا من التغيير باستبعاد اتجاهات معينة فى وزارة الثقافة.

ويؤكد أبو غازى على أن فعل الثورة فى يناير كان جزء أساسى فيه فعل ثقافى من خلال الدور الذى لعبه المقفون فى تمهيد الأرض للثورة، وأكد على أن فكرة قيام الدولة بإنتاج الثقافة واستخدامها فى توجيه الفكر أصبحت فكرة قديمة وعفا عليها الزمن وتنتمى للشمولية والنازية ولا يصح أن ننادى بها ولا يوجد مثقف حقيقى من الممكن يتبناها، فالآن هناك ضرورة لفكرة ديمقراطية الثقافة ولابد أن يقتصر دور الدولة على صيانة حرية الفكر والإبداع من خلال التشريعات وحماية الصناعات الثقافية ودعمها وتوفير أماكن مناسبة لممارسة النشاط الثقافى دون التدخل بتوجيهات معينة. ودور الوزارة لا ينبغى أن يكون إنتاج الثقافة وإنما توفير المجالات ودعم الأنشطة، فالفكرة القديمة للدولة التى توجه الناس لا تصلح لهذا العصر فالمجتمع هو الذى عليه ان يدير المؤسسات الثقافية لصالح المنتفعين بها.

ومن جانبه، يرى الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، أن حصر الدور الثقافى لثورة يوليو فى الترويج والدعاية لسياسات معينة ظلم كبير وخير مثال على ذلك ما قدمه ثروت عكاشة الذى أسس معرض القاهرة الدولى للكتاب سنة 1959 وأنشأ فرقة الموسيقى العربية ومتحف الفنون الإسلامية ومتحف الفن الحديث وقصر الفنون ومتحف النسجيات ومتحف الحضارة واستكمل بناء أكاديمية الفنون وطور الثقافة الجماهيرية ورمم معبد الكرنك والدير البحرى وأنقذ آثار النوبة فقد كان هناك ما يشبه المشروع القومى للثقافة مثلما كانت هناك مشروعات قومية للوطن، واستطاع عكاشة أن يربط الثقافة المصرية بالعالم فدعا فى عام 1966 المؤلف الموسيقى كارل أورف ليعزف كارمينا بورانا مع اوركسترا القاهرة السيمفونى ودعا خاتشيا دوريان لقيادة اوركسترا القاهرة السيمفونى وألف أكثر من ثلاثين كتابا بعضها من أمهات الكتب.

وأضاف شاكر عبد الحميد: أن دفاعى عن ثروت عكاشة لأنه أثر فينا جميعا وفى أجيال عديدة ونحن نعتبر أنفسنا أبناء ثورة يوليو وأنا استفدت منها بشكل شخصى وبدونها ربما لم أتمكن من استكمال تعليمى لأننى من أبناء الفقراء وأيضا بدون ثورة يناير ما أصبحت وزيراً، وبشكل عام وقفت ثورة يوليو مع الثقافة وأعطت لها الأولوية وكان هناك إيمان بأن الثقافة هى التى تصوغ الوجدان وترتقى بالعقل وتصنع الإبداع لأنه لا إبداع بدون ثقافة، وكما قال لويس باستير: الأفكار الإبداعية لا تزور إلا العقول المهيأة لها.

وثورة يوليو اهتمت بالتعليم والثقافة والعدالة الاجتماعية ولا نستطيع تحميل ثورتى يناير ويونيو أعباء هذه المقارنة الظالمة بسبب أن الفترة قصيرة وهناك تراكم فى المشاكل التى استلمتها هاتين الثورتين، ووزراء يناير أتوا فى فترات قصيرة، كما أن الدولة فى يوليو كانت تقف مع الثقافة لكن الآن الظروف ملتبسة ولا تمكن أحداً من أن ينجز كثيراً كما أنجز ثروت عكاشة بسبب ضيق الوقت وحالة فقدان اليقين التى يعيشها المجتمع والتى انعكست على الثقافة والتى تستهلك الوقت والجهد، كما أن وزارات يناير معظمها وزارات تسيير أعمال ويمكن أن نسميها وزارات الكابوس اليومى أما وزارات يوليو فقد كانت وزارات الحلم القومى، وبالنسبة لى الوزارة كانت جملة اعتراضية فى حياتى ولا أريد أن أتذكرها، وأحاول أن أنساها بكل ما لها وما عليها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة