محمود ياقوت صبحى يكتب: خطاب الاستعلاء وفشل جماعة الإخوان

من أهم أسباب فشل جماعة الإخوان فى إدارة شئون البلاد هو الفشل فى كسب الأصدقاء والنجاح فى صنع الأعداء، ولم يكونوا ليجتمعوا لولا خطاب الاستعلاء والاستعداء الذى تحدث به الرئيس المعزول وجماعته وازدادت نبرته فى الفترة الأخيرة.

فقد نجحت الجماعة فى استعداء المعارضة رغم أنهم من تيارات سياسية مختلفة وكان معظمهم يؤيدون الرئيس المعزول فى بداية الثورة.. كما أنه نجح فى استعداء القضاة.. حينما وصفتهم جماعته جميعاً بالفاسد والفساد.. مع أن القرآن حينما تحدث عن خصومه من أهل الكتاب قال «ليسوا سواءً».. حتى ألحت الجماعة فى إحراجهم والضغط عليهم وإهانتهم بمليونية تطهير القضاء وتهديدهم بمحاصرة بيوتهم .. ونجحت التيارات المتأسلمة فى استعداء الإعلاميين حتى الذين كانوا مع الرئيس وأيدوه فى حملته الانتخابية.. بالإضافة لاستعداء الأزهر وشيخه وعلمائه.. فضلاً عن دعوات تغيير المناهج الأزهرية إلى مناهج أخرى تناسب الحركة الإسلامية الصاعدة .. مع أن الأولى أن يبقى الأزهر دوماً بعيداً عن السلطة لا تابعاً لها ولا معادياً لها.. وألاّ يتدخل فى أى صراع سياسى يدمره تدميراً ويحجزه عن الكثير من مواقع تأثيره. كان يمكن كسب شيخ الأزهر وعلمائه باحترامهم وتقديرهم وليس بإقصائهم وتهميشهم لصالح دعاة الحركة الإسلامية الذين هم أقل منهم علماً وفقهاً.. بدلاً من تحيز الرئيس لجماعته.

كما أنه بخطاباته المختلف عليها نجح فى استعداء الدول العربية والأوروبية كان يمكن لمحمد مرسى العياط، أن يكسب الجميع بخطاب التواضع والتسامح الذى يكسر العداوات ويخلق المودات.. ولكن خطاب الاستعداء والاستعلاء منه ومن حزبه وجماعته أفقدهم الأصدقاء وصنع لم الأعداء، خاصة أنهم لم يستطيعوا تقديم للشعب المصرى أى شيئاً على الأرض.

ولعل الرئيس المنتخب القادم يستوعب الدرس ويتعلم ممن سبقوه فى طرة.