الإعلام الأمريكي: تصريحات السيسى تهدد بعودة الجيش إلى السلطة.. وتحذيرات وزير الدفاع موجهة لحلفاء مرسى المتشددين وتتسق مع المعارضة.. والمؤسسة العسكرية تلقى بنفسها كقوة موحدة للشعب

الإثنين، 24 يونيو 2013 12:27 م
الإعلام الأمريكي: تصريحات السيسى تهدد بعودة الجيش إلى السلطة.. وتحذيرات وزير الدفاع موجهة لحلفاء مرسى المتشددين وتتسق مع المعارضة.. والمؤسسة العسكرية تلقى بنفسها كقوة موحدة للشعب عبد الفتاح السيسى
كتبت ريم عبد الحميد وإنجى مجدى وفاتن خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصف الإعلام الأمريكى تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أمس، بأنها تحذيرات مباشرة وجهها السيسى للدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، وأنصاره، خاصة بعد قوله إن الجيش مستعد للتدخل لوقف العنف قبيل الاحتجاجات الجماهيرية المقررة فى 30 يونيه، معتبرة أن التصريحات تهدد بعودة الجيش إلى السلطة إذا ما تحولت المظاهرات إلى مواجهات وعنف.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن تحذيرات السيسى وتأكيد استعداده للتعامل بحزم لمنع أى فوضى جديدة فى البلاد، تأتى مع تزايد الخوف من احتمالات أن تثير الاحتجاجات المقررة ضد الرئيس محمد مرسى، الأسبوع المقبل، موجة عنف جديدة بين مؤيديه ومعارضيه، مشيرة إلى أن السيسى كسر صمت الجيش حيال المشهد السياسى الممزق، من خلال لهجة مثابر يبدو أنه يهدف لتجنب إلقاء اللوم على طرف واحد من جانبى الشقاق.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه من خلال التحذير من شبح الانقسام المجتمعى، الذى لا يزال خطراً يهدد الدولة المصرية، فإن المؤسسة العسكرية تلقى بنفسها كقوة موحدة يمكنها أن تتجاوز الخلافات السياسية وتجمع البلاد معاً، لافتة إلى أن تأكيدات الجيش القوية بشأن دوره تأتى وسط صراعات مريرة من أجل السيطرة على الدولة المصرية، فمنذ توليه السلطة كأول رئيس منتخب، خاض مرسى مشاحنات علنية مع القضاة، وفشل فى كبح جماح الأجهزة الأمنية التى لا يزال العديد من أعضائها لا يثقون فى مرسى أو جماعة الإخوان المسلمين التى كانت محظورة من قبل، وفى الآونة الأخيرة واجه مرسى استياء شعبيا متزايدا بسبب سلوك حكومته والاقتصاد المتدهور، مما غذى الحملات الشعبية لتقويض شرعيته، وما دفع مختلف جماعات المعارضة للدعوة إلى احتجاجات شعبية فى الذكرى الأولى لرئاسته تطالب بإسقاطه، لكن تصلب المواقف على كلا الجانبين، يثير مخاوف من العنف الذى قد لا يستطيع قادة البلاد السيطرة عليه.

وتقول نيويورك تايمز، إن كلمة السيسى تبدو أنها تسعى إلى تجنب ذلك الصدام، من خلال دعوة جميع الأطراف للوصول إلى صيغة تفاهم حقيقى ومصالحة لحماية مصر وشعبيها، ومع ذلك فإن الصحيفة ترى أن صيغة البيان غامضة وتطرح العديد من التساؤلات بشأن نوايا الجيش الحقيقية، وقال ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، "يبدو بيان الجيش أنه يعطى انطباعا بأن هذا نوع من التحذير، آخر نداء، لكن عن أى شىء؟"، ورجح أنه ربما يكون هذا إشارة لمرسى ليحاول السعى إلى مصالحة مع المعارضة، فيما يرى جمال سلطان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الجيش يبدو أنه يظهر نفسه كوسيط، رغم أن هذا من غير المحتمل أن ينجح فى نزع فتيل الأزمة، مضيفا، "جميع الأطراف ذهبت بعيدا جدا فى هذه المواجهة، وقد استثمرت أكثر من اللازم، لذا فإنهم من غير المرجح أن يتراجعوا الآن".

من جهته، قال موقع "مكلاتشى" الإخبارى الأمريكى، إن التحذيرات التى وردت على لسان السيسى بشأن تدخل الجيش فى حالة اندلاع عنف فى الأيام المقبلة، تعد الأكثر قوة من قبل مسئول رفيع المستوى بالجيش المصرى رداً على أشهر من الاضطراب، ويبدو أنها تمثل تهديداً باحتمال عودة الجيش إلى السلطة لو أدت الاحتجاجات المقررة الأحد المقبل إلى إراقة الدماء، أو ما وصفه السيسى بالصراع الذى لا يمكن السيطرة عليه.

وتحدث الموقع عن المهلة التى منحها السيسى أمام مرسى ومعارضيه للمصالحة خلال أسبوع، ونقل قوله، إن "هناك حالة من الانقسام فى المجتمع، واستمرارها خطر على الدولة المصرية، والجيش أمام مسئولية وطنية وأخلاقية للدفاع عن المصريين من العنف".

وأشار الموقع إلى أن السيسى أصدر تصريحاته باللهجة المصرية البسيطة التى يستطيع كل المصريين أن يفهموها، وليس اللغة الغربية الفصحى. وأضاف أنه سعى لأن يبدو غير منحاز ومحافظ على موقع الجيش، باعتباره الصوت الوطنى للشعب، لكنه أشار إلى أن المسئولية تقع على عاتق مرسى لإصلاح الخلافات السياسية.

وأضاف موقع مكلاتشى، أن العديد من المصريين كانوا فى حالة من الذعر على مدار الأيام الماضية بشأن ما يمكن أن يحدث خلال الاحتجاجات المقبلة، حيث يدعو البعض مرسى للتنحى بسبب التراجع الشديد فى الاقتصاد إلى جانب الاضطرابات السياسية والاجتماعية، إلا أن المعارضة المجزاة غير المنظمة لم تقدم بديلاً لمرسى، والمظاهرات المقررة ليس لها أجندة واضحة سوى التغيير.

واعتبرت صحيفة واشنطن بوست تحذيرات السيسى باستعداد الجيش للتدخل من أجل حماية الشعب المصرى من الدخول فى نفق مظلم من الصراعات، بأنها موجهة لمرسى وحلفائه المتشددين، وقالت إن هذه التحذيرات الأكثر مباشرة بشأن احتمال تدخل الجيش مرة أخرى لحكم البلاد، تستهدف أنصار الرئيس المتشددين فى حال قيامهم بالاعتداء على المعارضة الليبرالية التى تعهدت بالتظاهر السلمى ضد الرئيس.

وقالت الصحيفة، إنه فى محاولة لإعطاء البيان صورة أنه عمل معتاد، قال مكتب مرسى، فى وقت متأخر أمس الأول الأحد، وبعد بيان السيسى، إن الرئيس التقى وزير الدفاع لمناقشة المشهد الداخلى، وجهود الحكومة للحفاظ على أمن البلاد والمواطنين، دون الإشارة إلى التحذيرات السابقة، مشيرة إلى أنه فى محاولة لتأكيد رفعة منصب مرسى على السيسى، وأشار بيان الرئاسة إلى أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، مضيفا أنه أمر بالانتهاء سريعاً من خطط حماية المنشآت الاستراتيجية والحيوية للدولة.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن دعوة السيسى لـ"مصالحة حقيقية" تشير إلى أنه يتفق مع موقف المعارضة بأن مبادرات مرسى السابقة نحو إجراء حوار وطنى كانت فارغة، وتؤكد على ضرورة تقديم تنازلات من جانب من هم فى السلطة.


من جهتها قالت وكالة "الأسوشيتدبرس"، اليوم، إن تصريحات وزير الدفاع تضيف المزيد من الضغوط عليه قبل المظاهرات المزمع أن تخرج فى 30 من يونيه، لافتة إلى أن حديث السيسى جاء قبل أسبوع واحد من المظاهرات الحاشدة التى دعا لها خصوم الرئيس محمد مرسى.

وأشارت إلى أن هناك مخاوف من أن تتحول المظاهرات التى تدعو لخلع مرسى إلى حالة من العنف، بعدما هدد بعض مؤيدى الرئيس المتشددين بـ"سحقهم"، فيما أعلن البعض الآخر أن المتظاهرين ضد الرئيس كفار يستحقون القتل.

وأضافت الوكالة، أن تصريحات السيسى التى تم نشرها على شبكة الإنترنت يمكن أن تضيف المزيد من الضغوط على مرسى قبل المظاهرات التى ستخرج فى ذكرى توليه الحكم، وبعد عام قضاه فى السلطة وهو يواجه العديد من المشكلات، والتى يعتقد إلى حد كبير أنه فشل فى التعامل معها بفاعلية، مثل ارتفاع معدلات الجريمة، وارتفاع الأسعار، ونقص الوقود، وانقطاع الكهرباء، ومعدلات البطالة.

وأضاف السيسى، وفقا للوكالة، أن الجيش كان مؤخرا ينأى بنفسه عن النزاعات السياسية، ويركز على القدرات القتالية، ولكن مسئوليته الوطنية والأخلاقية صوب الشعب المصرى تفرض عليه التدخل ومنع مصر من "الانزلاق إلى نفق مظلم من النزاع، والاقتتال الداخلى".

واختتمت الوكالة بالقول، "إن العنف الطائفى وانهيار مؤسسات الدولة ربما يبرران تدخل الجيش أيضا".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي فتحي

انحياز للحق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة