إبراهيم أبو زهرة يكتب: رسالة إلى الرئيس

الخميس، 20 يونيو 2013 07:13 ص
إبراهيم أبو زهرة يكتب: رسالة إلى الرئيس الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيدى الرئيس / محمد مرسى
ونحن على أعتاب عامك الثانى فى رئاسة الجمهورية، أدعوا الله أن يتم عامك الرابع فيها بخير وسلام ، وحتى لو لم تنتج رئاستك لمصر خيراً، فليس أقل من أن نخرج منها بلا خسائر يصعب تعويضها.

أرجو منك يا سيدى الرئيس أن تنظر خلفك لتقييم حصاد العام الأول المنصرم، لعلك تستفيد منه فى أعوامك القادمة ، وأنا أقل من أن أنصحك ولكن اعتبر قولى رجاء ملحاً من أحد رعاياك ، الذين سوف يسألك الله عنهم فردا فردا ..
سيدى الرئيس
ينقسم شعب مصر بشأنك إلى ثلاث فئات :
1 – فئة مؤيدة لك على طول الخط ، مهما كان قولك أو فعلك ، ولا أود تقدير نسبتهم دون دراسة علمية أو إحصاء دقيقا ، وإن كنت أعتقد اعتقادا شخصياً أنهم لا يزيدون عن 12 - 15 % من الشعب .
2 – فئة رافضة لك على طول الخط ، مهما كان قولك أو فعلك ، وفى اعتقادى أن نسبتهم تساوى تقريباً نسبة الفئة الأولى .
وكلا الفئتين شهادتها لك أو عليك مجروحة ولا يعتد بها ، لأن حكمها أفسده الهوى .
3 – فئة محايدة لا تقل نسبتها – فى تقديرى – عن 70 % من الشعب ، تنتظر منك خيرا فتثنى عليه ، ويسوءها أن يخيب أملها فيك . وهذه الفئة هى التى ترجى خلال الانتخابات ، وهى الفئة التى تتمتع برؤية أوسع وحكمها عليك هو الأقرب للعدل ، فماذا صنعت لها ؟
تذكر سيدى الرئيس أن شعب مصر شعب قنوع ، يسره القليل ، صبور ، يحييه الأمل بدليل صبره على فساد نظام مبارك عشرون عاما كاملة على اعتبار أن السنوات العشر الأولى لحكم مبارك لم يكن الفساد بها كالسنوات التى تلتها ، ولكن هذا الشعب يؤجل الحُلم ولا ينساه ، يحول الكارثة إلى نكتة ولا ينسى مرارتها ولا يغفر لمرتكبيها .
فماذا فى عامك الأول ؟
الإجابة لك : ......................
هل أنت راضٍ عن إنجازاتك فيه – إن وجدت ؟
وعودك إبان الترشح ماذا حققت منها ؟
هل تشكو المعوقات ؟
لا لا يا سيدى هذا لا يليق بزعيم !! ، إنما يشكو المعوقات قليلوا الحيلة وأنا أربأ بك أن تجعل نفسك واحد منهم .
1 - دماء الشهداء .
2 - الحد الأقصى والحد الأدنى للأجور .
3 - المشاريع الاقتصادية التى توفر فرصاً حقيقية للعمل وعلاج البطالة وتصنع اقتصادا يقوم على العمل والإنتاج وليس على الشحاتة .
تلك ثلاثة ملفات أى تحرك إيجابى بشأنها سيقفز بشعبيتك إلى أبعد مما تتصور ، ومع ذلك لم تفعل من ذلك شيئا، ألم تدرك أهمية تلك الملفات أم لم تستطع فعل شىء بشأنها ؟!!
مع العلم بأن التصدى لتلك المشكلات ومن ثم حلها له نتائج :
مباشرة : ستجعل منك بطلاً .
غير مباشرة : ستحل الكثير من المشاكل الفرعية تلقائياً ، بزيادة الشعبية والتفاف الشعب من حولك .
و ليس عدلاً ولا إنصافاً أن نطالبك بحلها فوراً وعاجلاً ، بل يكفينا أن نرى منك بادرة أمل بشأنها ، يرضينا فى الوقت الحالى أن نراك على أول الطريق الصحيح لحل تلك المعضلات ، ونتمنى أن تكون عند حسن الظن فيك ، فهل أنت كذلك ؟
سيدى الرئيس
عندما تجلس فى نادى المعاشات بعد عمرٍ فى الرئاسة أعتقد أنه قصير ، وهو قصير حتما بنص الدستور ، سوف تُفرض عليك المقارنة بمن سبقوك إلى حكم مصر ، يومها ستجد أن :
1 – كان عبد الناصر يمتلك كاريزما الزعيم ، يمتلك القدرة على جمع الزعماء حوله قبل العامة من الناس ولو كان على باطل ، صاحب قدرة على اتخاذ القرار ، أصدر قانون الإصلاح الزراعى فهام الشعب فى حبه ، وأنشأ ما يزيد عن 3600 مصنعاً فلم يبق فى مصر عاطل ، وأنشأ المدارس والوحدات الصحية فى القرى والنجوع فتعلم من لم يكن لهم أمل فى التعليم وتطبب من يئسوا من الشفاء ، نعم كانت له أخطاؤه الفادحة والقاتلة ، ولكنه زعيم حتى لو اختلفت معه وعارضته فلا يمكن أن تنكره حسناته .
2 – كان السادات فلاحاً ماكراً ، سابقاً لعصره ، ذو عزيمة ، يستطيع أن يدبر فى الخفاء ما يبهر به العالم فى العلن ، تحمل سخرية الشعب منه ثلاث سنوات صابراً ليفاجئ القاصى والدانى بنصرٍ محا به عار هزيمة 67 ، وليس أدل على أنه كان سابقاً لعصره من أن قاتليه اليوم يترحمون عليه ، ومقاطعيه إبان معاهدة السلام يتجرعون الهوان ليحققوا بعضاً يسيراً مما حققه مرفوع الرأس شامخاً ، وكانت له أخطاؤه التى كان أخطرها الانفتاح الغير مقيد ولا مدروس ، والذى أعاد الرأسمالية ولكن فى أقبح صورها ، تلك التى يمكن تسميتها برأسمالية اللصوص ، ولكنه يبقى فى النهاية رجل له ماله وعليه ما عليه وقد تُرجِح ماله أو ما عليه فهذا رأيك فيه .
3 – أما مبارك فلن أتناوله بالتعليق لأنى أقف منه موقف الفئة الثانية السابقة الذكر ، وأعتبره الأسوء بين الرؤساء ، لذا فحكمى عليه غير منصف .
ضع نفسك يا سيدى بين هؤلاء وأختر لنفسك موقعاً يرضيك أنت أولاً .
وأعلم سيدى أنك الأسعد حظاً بين أقرانك للأسباب الآتية:
1 – أنك جئت بعد ثورة شعبية ، وباختيار حر للشعب الذى سيقبل منك بعضاً مما لا يرضى من غيرك لأنك تمثل اختياره .
2 – أنك جئت بعد نظام مكروه لأبعد مدى وهو ما يعنى أن أى تحرك إيجابى منك سيحالفه القبول المبالغ فيه .
3 – أن معارضيك مشرذمون ، وليس بينهم من يحظى بالقبول الجماهيرى ، ولا يزيد تأثيرهم عن طنطنة عبر الفضائيات ليس أكثر من قرقرة بدون طحين ، ولكنهم – بكل أسف – رغم ضعفهم استدرجوك لقضايا هامشية فصرفوك عن العمل ، وهذا يمثل نجاح لهم وفشل لك .
4 – سابقوك لم يكن لهم عشيرة تنصرهم ، فعبد الناصر كان رفاقه رهط قليل ، والسادات وقف وحده دون سند أو ظهير ، ومبارك كان معظم ناصروه من أعضاء الحزب الوطنى منافقون مستنفعون جاهزون للتخلى عنه عند أول منعطف ، أما ناصروك أنت من جماعتك وعشيرتك فهم ليسوا بالقليلى العدد ، ولا بالعديمى العتاد ، وهم مخلصون لك ولفكر الجماعة بدون شك ولا يملون لا يتعبون فى مناصرتك .
5 – أنك جئت بعدهم فمن المفترض أنك قد استفدت من خبراتهم ، درست إنجازاتهم وإخفاقاتهم ، وكل تاريخهم خبرة لديك .
فهل استفدت من تلك المميزات فى شىء ؟
سيدى الرئيس تذكر أن قيادة الشعوب لا تفرض على أحد قسراً ، إنما يتصدى لها القادرون عليها ، لذا لا تقبل أعذارهم حال الإخفاق .
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد .
سيدى الرئيس تقبل تحياتى وخالص دعواتى لك بالتوفيق والسداد .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة