حمى الضنك.. لم تعد مرض الدول الفقيرة..

يوم حمى الضنك فى دول رابطة "آسيان" 15 يونيو

السبت، 15 يونيو 2013 05:28 ص
يوم حمى الضنك فى دول رابطة "آسيان" 15 يونيو صورة ارشيفية
بانكوك (د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينتظر أن يقوم مسئولو الصحة فى الولايات المتحدة وأوروبا، بزيارة قريبة لدول جنوب شرق آسيا للاطلاع على أحدث الوسائل الفعالة فى مكافحة حمى الضنك، التى عادة ما ينظر إليها على أنها مرض خاص بالبلدان الفقيرة.

وقد تم الإبلاغ عن تفش لحمى الضنك فى ماديرا بالبرتغال بداية العام الجارى، بعدما سجلت حالات فى مدينة نيس الفرنسية فى عام 2010.

كما تم الإبلاغ أيضا فى عام 2010 عن العديد من حالات الإصابة المحلية بحمى الضنك فى ميامى بولاية فلوريدا الأمريكية، والتى كانت المرة الأولى منذ خمسة عقود.

وقال براتاب سينجاسيفانون الخبير فى حمى الضنك، وأستاذ الطب الاستوائى بجامعة ماهيدول بتايلاند: "ربما يكون التغير المناخى مسئولا (عن ذلك)، ولكن فى أى مكان يكون الطقس أكثر دفئا، ستتمكن بعوضة /آييدس إجيبتاى/ من نقل فيروس حمى الضنك بصورة أكبر".

وكان لمنطقة جنوب شرق آسيا الدافئة نصيب كبير من حالات حمى الضنك بين أنحاء العالم الأخرى، حيث يصل الفيروس إلى ذروته عادة خلال موسم الأمطار، وكان هذا الأمر يمثل تحديا فى مجال الصحة، نال أولوية لعقود مضت، ولم يكن هذا العام استثناء.

ففى تايلاند، تلقى 39 ألفا و29 شخصا العلاج من حمى الضنك منذ بداية العام وحتى يوم 4 حزيران/ يونيو الجارى، وهو ما يمثل قفزة بمقدار ثلاثة أمثال، مقارنة بنفس الفترة من عام 2012، وقد لقى 44 شخصا على الأقل حتفهم.

ويميل وباء حمى الضنك إلى الانتقال من بلد إلى آخر، ومن عام إلى آخر فى جنوب شرق آسيا، فلا يلبث السكان أن يتحصنوا ضد إحدى سلالات الفيروس، حتى تظهر أخرى مختلفة.

وفى العام الماضى تم تسجيل 87 ألف حالة إصابة بمرض حمى الضنك فى فيتنام، بزيادة نسبتها 25 فى المائة عن عام 2011. كما توفى 79 شخصا بسبب المرض.

وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالى، كانت تم تسجيل 13 ألفا و903 حالات إصابة بالمرض فى فيتنام، بانخفاض نسبته 7 فى المائة عن نفس الفترة من العام الماضى، مع حدوث حالتى وفاة فقط.

وقد تضررت سنغافورة المعروضة بتقدمها فى مجال الصحة العامة، بشدة هذا العام لإصابتها بأسوأ وباء لحمى الضنك منذ عام 2005، وسجلت الدولة المدينة أكثر من تسعة آلاف حالة لحمى الضنك منذ كانون ثان/يناير، مع وفاة شخصين.

وبلغت الأعداد المسجلة حتى منتصف العام الجارى بالفعل ضعف عدد الحالات المسجلة فى عام 2012.

وقالت وكالة الصحة فى جاكرتا، إن عدد حالات مرض حمى الضنك المعروفة بلغت 119ر3 حالة فى العاصمة الاندونيسية حتى شهر آيار/ مايو الجارى، مع سبع حالات وفاة.

وسجلت ماليزيا 10 آلاف و401 حالة إصابة بحمى الضنك فى أنحاء البلاد هذا العام حتى شهر آيار /مايو الجارى بزيادة 1 فى المائة عن العام الماضى، مع 19 حالة وفاة مقارنة بـ 20 حالة وفاة لنفس الفترة فى عام 2012.

وارتفع عدد حالات حمى الضنك فى الفلبين بنحو1.9 فى المائة ليصل إلى 37 ألفا و895 حالة حتى 25 آيار/ مايو الجارى.

وقال وكيل وزارة الصحة الفلبينى تيودورو هيربوسا "الحالات تتزايد لأن نسبة السكان تتزايد.. ونظراً لأن مراكز الحضر تتزايد فإن حمى الضنك تمثل إحدى مشاكل الصحة العامة لدينا".

وتنتقل حمى الضنك بواسطة بعوضة آييدس إجيبتاى وهى بعوضة تعيش فى الحضر وتحب أن تتكاثر فى المياه الراكدة التى تكثر فى مدن جنوب شرق آسيا، وخصوصا خلال موسم الأمطار.

وأفضل وسيلة للتغلب على حمى الضنك هى حرمان البعوض من أماكن التكاثر المفضلة لديها، وأطلقت الفلبين حملة "عادة الساعة 4" وحثت السكان على تنظيف منازلهم كل يوم.

وقال هيربوسا: "لا شيء يتفوق على الوقاية"، وتقوم ماليزيا باختبار إطلاق بعوض متحول بجينات قاتلة صممت لقتل صغار آييدس إجيبتاى.

وقالت روز نانى، رئيس مركز الأمراض التى تنقل عن طريق الحشرات فى ماليزيا: "سيحدد التشغيل التجريبى كيف يمكننا السيطرة على حمى الضنك فى الواقع".

وقام الباحثون فى جامعة نانيانج التكنولوجية فى سنغافورة بتطوير تطبيق عبر الهاتف المحمول يسمح للسكان بتصوير مواقع تكاثر البعوض لإرسالها إلى السلطات الصحية.

وتتصدر تايلاند مشهد إجراء التجارب الخاصة بلقاح حمى الضنك، وذلك باستخدام أطفال المدارس فى إقليم راثتشابورى للتشغيل التجريبى لعقار إس ايه الذى تنتجه شركة سانوفى أفينتيس الفرنسية للأدوية.

وكانت الاختبارات الميدانية الأولية للقاح كشفت العام الماضى، أنه كان فعالا فقط فى التحصين ضد ثلاثة من الأنماط الأربعة المسببة للمرض.

وتجرى حاليا شركة سانوفى مزيدا من الاختبارات الميدانية فى 10 دول، ومن المتوقع أن تظهر نتائج هذه الاختبارات فى شهر نيسان/أبريل المقبل.

وظل البحث عن لقاح لحمى الضنك جاريا خلال العقود الثلاثة الماضية، دون تحقيق تقدم، وذلك جزئيا بسبب صعوبة توفير الحصانة ضد جميع السلالات الأربع من الفيروس فى عقار واحد.

وقال براتاب: "لكننى أعتقد أنه سيكون لدينا لقاح لحمى الضنك قبل الملاريا.. وحتى إذا لم يعمل لقاح شركة سانوفى، يوجد لدينا أربعة أو خمسة آخرين فى خط الأنابيب ".

وقد يكون هذا مطمئناً بالنسبة للبلدان الغنية، ولكن اللقاح قد لا يكون بمثابة ترياق شاف فى دول جنوب شرق آسيا.

وقال آندى موهادير مدير إدارة مكافحة الأمراض التى تنتقل عن طريق الحشرات فى إندونيسيا: "حتى إذا أثبت اللقاح فعاليته، لا يعنى هذا أن التحصين ضد حمى الضنك سيكون برنامجا وطنيا لأنه يتعين علينا وضع التكلفة فى الاعتبار".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة