بلير طلب سرية التحقيق فى حرب العراق

الإثنين، 22 يونيو 2009 03:03 م
بلير طلب سرية التحقيق فى حرب العراق رئيس الحكومة البريطانية السابق تونى بلير
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعود الحرب على العراق من جديد لتستحوذ على مساحة واسعة من اهتمام الصحف البريطانية، وذلك بعد إعلان رئيس الحكومة جوردون براون مؤخراً عن إجراء تحقيق سرى حول الحرب على العراق، وما تبع ذلك من انتقادات له مطالبة بأن يكون هذا التحقيق علنياً.

صحيفة الأوبزرفر كشفت عن أن رئيس الحكومة البريطانية السابق تونى بلير هو الذى دعا خليفته براون إلى إجراء التحقيق المستقل فى سرية حتى لا يتعرض لـ "محاكمة صورية" إذا تم التحقيق بشكل معلن، وقد أشعل الكشف عن تدخل تونى بلير، الذى قاد بريطانيا إلى الحرب فى مارس 2003، غضب نواب البرلمان وأعضاء مجلس النواب والقادة العسكريين والموظفين المدنيين السابقين الذين ضاقوا بقرار براون الأسبوع الماضى بإجراء التحقيق خلف الأبواب المغلقة.

ويبدو أن بلير، الذى قاوم ضغوط من أجل إجراء تحقيق علنى كامل عندما كان رئيساً للوزراء، قد اتخذ قراراً مقصوداً بعدم التعبير عن وجهة نظره بشكل شخصى أمام براون، بل عبر عنها فى رسالة إلى الوزير السير جوس أدونيل، خوفاً أن يتم تسريب ذلك. ويخشى بلير الإدلاء بشهادته علانية وتحت القسم، خاصة وأنه سيتحدث فيها عن المعلومات الاستخباراتية والمناقشات السرية التى أجراها مع الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بشأن الخطط الحربية.

ومن بين المعلومات التى تكشف عنها الصحيفة أيضاً، أن بوش وبلير اجتمعا فى العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الأسابيع الستة التى سبقت الحرب، وناقشها سيناريوهات بديلة لإجبار الأمم المتحدة على إصدار قرار يسمح بالعمل العسكرى.

حيث تقول، إن مذكرة سرية للقاء جمع جورج بوش وتونى بلير، تبين رغبة كلاهما فى شن حرب على العراق دون اللجوء إلى قرار من الأمم المتحدة. وتشير هذه المذكرة التى تمت كتابتها فى يناير 2003 إلى أن بوش وبلير كانا على علم بأن مفتشى الأمم المتحدة سيفشلون فى العثور على أسلحة دمار شامل، وأن بوش قال لبلير، إن الولايات المتحدة أعدت خطة لإطلاق طائرات استطلاع تحمل علم الأمم المتحدة فوق العراق، ومعها طائرات حربية من أجل استثارة الرئيس العراقى السابق صدام حسين، ومن ثم يقوم بإطلاق النار عليها، وهو الأمر الذى سيعد انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة، مما يدفع المنظمة الدولية إلى إصدار قرار يضفى الشرعية على هذه الحرب.

وأكدت أيضاً أن بوش كان مصراً على شن الحرب حتى دون قرارات أممية من الأمم المتحدة ، وأن بلير أعرب لبوش عن "دعمه الثابت". وتوضح المذكرة المكونة من خمس صفحات وكتبها مستشار بلير للسياسة الخارجية السير ديفد ماننج، تفاصيل حديث بوش مع بلير حول اتخاذ قراره بموعد الحرب. ومن المفترض أن تلعب هذه المذكرة دوراً حيوياًَ فى إجراء التحقيق بشكل علنى.

وتعقيباً على ما كشفته الأوبرزفر، قال زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كليج، الذى عارض الحرب على العراق، إنه إذا ثبت أن بلير طلب إجراء التحقيق بشكل سرى، فإنه "من العار أن يتم إخفاء التحقيق فى أكبر كارثة للسياسة الخارجية منذ السويس (مشاركة بريطانيا فى العدوان الثلاثى على مصر 1956) من أجل رغبة رجل قادنا إلى الحرب".

وتوقعت الصحيفة أن يكشف التحقيق الذى يتم الآن عن المزيد من الأسرار والأكاذيب والحملات التى دفعت نحو الحرب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة