علاء حمدى قاعود يكتب:سوهاج.. وسياسة "قعر القفة"

السبت، 20 يونيو 2009 10:57 ص
علاء حمدى قاعود يكتب:سوهاج.. وسياسة "قعر القفة"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جغرافياً تقع سوهاج فى منتصف الوادى، لكنها واقعيا تقع فى المؤخرة، ورغم أن المسافة بين القاهرة وسوهاج تساوى تقريبا نصف المسافة بين القاهرة وأسوان، رغم هذا فإن المسافر من القاهرة إلى سوهاج لا يستغرق نصف الزمن، ولكنه يستغرق أضعافه، من ذا يصدق أن الجزء أطول من الكل أضعافا مضاعفة؟ مع أن الجزء ـ فيما هو مفترض ـ أقل من الكل بالضرورة وإلا لما كان جزء هذا المبدأ فى الحقيقة يصدق على كل شىء إلا على سوهاج، فزمن الرحلة إليها أضعاف الرحلة إلى حدودنا الجنوبية. السبب هى أنها ـ كما وصفها محافظها الحالى اللواء محسن النعمانى ـ كانت على مدى سنوات طويلة ماضية، بل وما زالت إلى الآن محافظة عديمة الشرايين أو بالأحرى محافظة وحيدة الشرايين، إذ إنها لا يربطها بالمحافظات الأخرى شرايين جوية أو مائية فهى المحافظة الوحيدة التى بقيت إلى الآن بلا مطار وبلا مرسى نهرى، فضلا عن أنها واحدة من المحافظات القليلة فى الصعيد التى لا يربطها بالبحر الأحمر طريق برى مباشر.

وهكذا فإن المسافر جوا من القاهرة بوسعه أن يصل إلى أسوان أو إلى شرم الشيخ فى ساعة واحدة وإلى أسيوط فى أقل من نصف الساعة، أما إذا كان مسافرا إلى سوهاج فليس بوسعه بحال من الأحوال أن يصل إليها إلا فى زمن يتراوح ما بين ست ساعات واثنتى عشرة ساعة. صحيح أن العمل يجرى حاليا على قدم وساق لاستكمال إنشاء المطار وطريق البحر الأحمر، وصحيح أن اللواء النعمانى يتابع بنفسه ما تم إنجازه بشكل شبه يومى وقد أوشك العمل على الانتهاء فعلا من هذين المشروعين الحيويين، لكننا لن نصدق أن المطار سوف يفتتح إلا عندما يفتتح فعلا ويصبح بإمكاننا أن نستخدم الطائرة من وإلى سوهاح، ولن نصدق أن طريق البحر الأحمر قد دخل الخدمة إلا عندما يصبح بوسعنا أن نسافر من خلاله هذا ما علمتنا إياه خبرة السنوات الماضية فى مصر، حيث كثير من المشروعات يجرى العمل فيها على مدى سنوات بمعدل سريع حتى يخيل إليك أن موعد افتتاحها سوف يحين بعد بضعة أسابيع، وفجأة وبدون سبب معلوم يبطئ إيقاع العمل أويتوقف ثم تمضى بعد ذلك السنوات وهو بطىء أو متوقف دون أن يقدم لك أحد تفسيرا مقنعا أو إجابة شافية.

كثير من المشروعات التى عاصرناها على مستوى مصر كلها تشبه فى مسيرتها مسيرة قطارات سوهاج يمضى بك القطار سريعا ويقطع الجزء الأكبر من الرحلة فى مواعيده المقررة تماما، حتى يخيل إليك أنه سوف يصل فى موعده بالضبط وفجأة وقبل الوصول بكيلو مترات معدودة يبدأ فى التلكؤ ثم يتوقف تماما فى منطقة معزولة بينما أضواء المدينة تلوح من بعيد، إمعانا فى إغاظتك لهذا السبب، ومن موقع خبراتنا السابقة المؤلمة، فنحن نتريث كثيرا قبل أن نصدق أن المطار وطريق البحر الأحمر سوف يفتتحان هذا العام، وحتى حينما يفتتح المطار فإن هذا فى حد ذاته لن يكون دليلا على أن سوهاج قد قفزت من حيث مستوى الاهتمام بها من موقع المؤخرة، وهو ما تمثله نظرة الحكومات المصرية المتتالية إليها.. إلى موقع القلب وهو ما يؤهله لها موقعها الجغرافى لن يكون هذا دليلا كافيا على تغير النظرة، لأن سوهاج سوف تظل رغم ذلك هى آخر محافظة مصرية نائية أنشئ فيها مطار هل تريد دليلا آخر على أن سوهاج تلقى من الاهتمام ما تلقاه نهاية القائمة رغم أن مكانها الطبيعى هو القلب الدليل هو ما استمعت إليه فى برنامج نبض الصعيد الذى يعده ويقدمه واحد من أبناء الصعيد النابهين فى قناة دريم 2 ففى إحدى الحلقات التى خصصها هذا البرنامج المنصف لمحافظة سوهاج تعرفت لأول مرة على معلومة غريبة، وهى أن منطقة الكوثر الصناعية فى سوهاج هى المنطقة الصناعية الوحيدة على مستوى الجمهورية ـ أكرر هى المنطقة الوحيدة فى الجمهورية ـ التى لا يتمتع المستثمرون فيها بإعفاء ضريبى، هلا تكرم الدكتور يوسف بطرس غالى وشرح لنا لماذا وقعت سوهاج وحدها من قعر قفة سيادته.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة