جاراموش وبولانسكى يختمان عروض كان..و"كشيش" يثير الجدل بسبب "المثلية"

السبت، 25 مايو 2013 02:55 م
جاراموش وبولانسكى يختمان عروض كان..و"كشيش" يثير الجدل بسبب "المثلية" صورة أرشيفية
كان علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل حفل ختام الدورة الـ٦٦لمهرجان كان السينمائى الدولى شهد أمس الجمعة عرض فيلم لأحد من كبار مخرجى السينما العالمية وهو جيم جاراموش، بعنوان "المحبين فقط يتركون أحياء، والفيلم يعد تنويعه جديدة فى سينما جاراموش وكأنه إعادة قراءة لقصص الـــــحب، وكيف أن مصاصى الدماء قد يختارون العيش مدى الحياة لأنهم يحبون.

حاول "جاراموش" والذى يبدو أنه يملك ولعا خاصا بالثقافة العربية والشعر الصوفى أن يتحدث عن الـحب من وجهة نظر مختلفة، ومن خلال بطليه "حواء" التى اختارت أن تعيش فى طنجة و"آدم" حبيبها الذى يعيش بـ "ديترويت" ويتواصلان معا من خلال الاتصالات، وأحيانا الرحلات على فترات متباعدة عندما تشعر حواء أن آدم فى خطر.

الشخصيات تبدو معزولة تعيش فى عالم وأجواء شديدة الخصوصية والمدن تبدو خاوية، والموسيقى والحب هما المحركان للأحداث إلى أن نكتشف أن بطلانا مصاصى دماء يعيشون من قرن مضى، والفيلم ينحو إلى التجريبية، وكأنه يعيد الحديث عن قصة الخلق.

أما صباح اليوم فقد عرض فيلم المخرج الكبير رومان بولانسكى Venus in Fur فى الثامنة والنصف صباحا بالمسرح الكبير وشهد العرض إقبالا كبيرا من الحضور خصوصا وانه الفيلم الأخير الذى يعرض فى المسابقة الرسمية، وهو الفيلم الذى انتظره الكثيرون من متابعى سينما بولانسكى.

ويعد الفيلم تجربة شديدة التميز والخصوصية، حيث اختار المخرج أن يصور فيلمه فى مكان واحد وباثنين فقط من النجوم تبدأ اللقطة الأولى من الفيلم فى أحد شوارع باريس وصوت موسيقى عالية الكاميرا تقترب من أحد المسارح الباب يفتح، نشاهد مخرجا كبيرا يجلس ليعمل ويجرى محادثة تليفونية نفهم منها أنه يبحث عن بطلة مسرحيته الجديدة، تدخل المسرح فتاة تحاول أن تقدم نفسها للمخرج وترغب فى عمل "كاست"، فى نفس اللحظة التى يحاول فيها المخرج أن يمنعها من أن تحضر فى وقت آخر فهو حاليا فى طريقه للانصراف، ولكنها تصر وتتوسل إليه وهو يحاول إلا يلتفت إليها، إلا أن يخضع لرغبتها، وتبدأ اللعبة بين الاثنين فى الفيلم، حيث تتداخل الانفعالات والتجارب الشخصية، ولحظات المكاشفة، بين الاثنين خصوصا وان الفتاة تملك قدرة بارعة على أن تسيطر على الوضع لدرجة أنها تقوم بتغيير إضاءة المسرح فلا يمانع وأيضاً وضع قطع الديكور على المسرح تتبدل الأدوار طوال الوقت أحيانا يصرخ بأنه المخرج وصاحب النص وأحيانا أخرى يترك نفسه لها ولا يعدو أن يكون تابعا، وأيضاً يتبادلان أدوار المسرحية فمرة هى البطلة، وفى اللحظات الأخيرة تقرر أن تكون هى البطل ويؤدى المخرج دورها.

فيلم بولانسكى تجربة متميزة وكان مفاجآت المهرجان الأخيرة،على مستوى البناء الدرامى والصورة والبتراء البشرى وأيضاً شريط الصوت والحوار الذكرى والمحسوب بدقة والذى يتحول من النص المسرحى إلى التفاصيل الشخصية بذكاء، وبهذا ينضم بولانسكى الى قائمة الأفلام التى تتنافس على السعفة، حيث ما يزال النقاد من كل أنحاء العالم يعطون الترشيحات.

وحتى الآن يتنافس بقوة كل من أصغر فرهدى بفيلمه الماضى والفيلم الصينى لمسة من سين والحائز على تقديرات عالية من النقاد وفيلم الأخوين كوين داخل ليونل ديفز، أما الصراع الحقيقى والذى يدور فى كواليس التحكيم فيتعلق بفيلم Blue is the Warmest Colour للمخرج الفرنسى من أصل تونسى عبد اللطيف كشيش والذى يرشحه البعض للفوز بالسعفة أو على الأقل جائزة التمثيل لبطلته والفيلم آثار جدلا كبيرا ليس لطبيعة القضية التى يناقشها وهى علاقة مثلية بين مراهقة وفنانة تشكيلية، ولكن لجرأة مشاهد الجنس والتى تخطى زمنها أكثر من عشر دقائق، وقالت ناقدة بلغارية، كأن الفيلم يعلم النساء كيف يقيمن علاقات مثلية.

وتتميز عناصر الفيلم الفنية وجدية العلاقة التى يناقشها حول علاقة الفرد بجسده، وكيفية تحققه إنسانيا وجسديا وحرية اختيار طبيعة علاقاته الخاصة، وبطلة الفيلم أديل فتاة من أصل عربى ولدت فى فرنسا لا تعرف شيئا عن مجتمعها العربى، جميلة ذكية، تحب القراءة، علاقتها بأسرتها لطيفة يجتمعون معا على العشاء، هى فى النهاية تعيش حياة رتيبة وروتينية، فى المدرسة كعادة الفتيات فى مرحلة المراهقة يتهامسن حول الشباب، أديل تحاول أن تلفت انتباه أحدهم والذى نكتشف انه مهتم بها فعلا، وفى أول لقاء يجمعهما تشعر أديل وكان هناك شينا ينقصها وروحها لا تشعر بالسعادة ويبدأ التساؤل حول هويتها وعلاقتها عندما تصادف فتاة وصديقتها وتركهما يحتضنان بعضهما، وفى نهاية اليوم وعندما تخلد إلى النوم تحلم بتلك الفتاة ذات الشعر القصير، وتصر أن تقيم علاقة مع زميلها لتنفى إحساسها بأنها مثلية الجنسية، ولكن سرعان ما تتطور الأحداث، وتدخل فى علاقة حميمة مع تلك الفتاة، الفيلم الذى تصل مدته إلى ٣ ساعات، يملك حسا سينمائيا عاليا وينتصر للحرية لذلك حصد إعجاب الكثير من النقاد هنا خصوصا وان قيمة الحرية الجنسية من القضايا التى لا تعرف مقايضات فى المجتمع الفرنسى والأوروبى بصفة عامة، ولكن التساؤل الذى يفرض نفسه إلى أى سينما سينتصر المخرج والمنتج ستفين سبيلبرج صاحب المدرسة المعروفة فى السينما، والذى يميل إلى القضايا الاجتماعية والسياسية، وسينما الخيال العلمى فهل سيمنح سبيلبرج جائزة كان الكبرى الى الإخوان كوين اللذان قدما فيلما أمريكيا شديد التميز أم إلى المنمنمات الإنسانية التى شغلها فرهدى فى فيلمه أم خصوصية بولانسكى أم جموح جاراموش هذا ما سيكشفه حفل الختام والذى يقام مساء غداً الأحد.

من ناحية أخرى تعلن جوائز مسابقة قسم نظرة ما مساء اليوم فى المسرح الكبير كما يعاد عرض الفيلم الفائز.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة