مؤسسة "كارنيجى" الأمريكية: تدريس الديمقراطية بمصر يتم من منظور إسلامى فى كتاب التربية الوطنية المعدل.. والهدف تعليم الطلاب أن "الشورى" هى أفضل شكل من أشكال الديمقراطية التى تناسب البلاد

الخميس، 23 مايو 2013 06:43 م
مؤسسة "كارنيجى" الأمريكية: تدريس الديمقراطية بمصر يتم من منظور إسلامى فى كتاب التربية الوطنية المعدل.. والهدف تعليم الطلاب أن "الشورى" هى أفضل شكل من أشكال الديمقراطية التى تناسب البلاد صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تطرقت دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة "كارنيجى" الأمريكية للسلام الدولى إلى تأثير نظام حكم الإخوان المسلمين فى مصر على المناهج التعليمية التى يتم تدريسها للطلاب فى مراحل التعليم المختلفة.

وقال المركز، من خلال الدراسة التى أعدها محمد فاعور تحت عنوان "واقع تعليم المواطنة فى العالم العربى" والتى شملت إحدى عشر دولة عربية، إن تدريس الديمقراطية فى مصر اليوم يتم من منظور إسلامى، حيث تضمن كتاب التربية الوطنية المعدل للصف الثالث الثانوى بعد ثورة 25 يناير 2011 أجزاء كبيرة تروج لوجهات النظر الإسلامية، ولاسيما تلك الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين.

وأوضحت "الدراسة" أنه فى الفصل المتعلق بالديمقراطية "الديمقراطية فى الفكر الإسلامى- الشورى"، يناقش مفهوم الشورى بالتفصيل، وتدعمه آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية، ويقدم هذا الفصل "الشورى" على إنها مفهوم إلهى مقدس، وكان المصطلح المفضل هو الشورى باعتباره أوسع من الديمقراطية.

ووفقاً للكتاب المدرسى، تمثِل الشورى شكلاً من أشكال الحكم، فضلاً عن كونها منظومة قيم تشمل ملامح المجتمع التعددى، وتهدف هذه المقاربة على الأرجح إلى تعليم الطلاب بأن الشورى هى أفضل شكل من أشكال الديمقراطية التى تناسب مصر وجميع الدول الأخرى ذات الأغلبية المسلمة.

كما ذهبت الدراسة إلى القول إن مصر من بين الدول التى تجعل دعمها لحقوق الإنسان فى سياق حدود الشرعية، مشيرة إلى أن هناك خصوصية ثقافية تشذ عن الإجماع الدولى حول بعض القضايا، فى حين إن دول أخرى كالمغرب والعراق والجزار ولبنان والسلطة الفلسطينية وتونس تروج بشكل واضح للإعلان العالمى لحقوق الإنسان.

وأوضحت الدراسة بأنه فى الوقت الذى لا تزال فيه حقوق الإنسان فى مصر تفتقر إلى الحماية خلال هذه الفترة الانتقالية، تكرس الكتب المدرسية المصرية قدراً كبيراً من الاهتمام لحقوق الإنسان، فعلى سبيل المثال، يخصص الفصل المتعلق بحقوق الإنسان فى كتاب التربية الوطنية الثالث الثانوى قسماً ضمن "الأديان السماوية" (اليهودية والمسيحية والإسلام) خاصا بحقوق الإنسان، ثم يُسهب فى طرح الرؤية الإسلامية.

ويقدم الكتاب للإعلان العالمى لحقوق الإنسان، ثم يقول النص إن الدول ليست ملزمة قانونياً بالموافقة على هذا الإعلان وإن المواثيق الدولية والإقليمية والوطنية الأخرى الخاصة بحقوق الإنسان تتمتع بوزن قانونى أكبر، ويدافع النص عن الخصوصية الثقافية والسياسية للدول، ثم يسوق تلك الخصائص كمبرر لقرار الدولة بعدم تنفيذ جميع مواد الإعلان العالمى بدقة، ويتم تسليط الضوء على الميثاق العربى لحقوق الإنسان للعام 2005 بوصفه وثيقة تلبى مبادئ الإسلام والديانات الرئيسة الأخرى وتؤكد الإيمان بوحدة الوطن العربى.

من ناحية أخرى، ذكرت الدراسة أن حرية العقيدة تحظى بالاحترام فى الإسلام، وفقاً لكتب التربية الإسلامية المصرية، إلا أن هذا لا ينطبق على من يختارون التخلى عن العقيدة الإسلامية.. فالردّة بين المسلمين أمر لا يمكن التهاون فيه، ويتمثّل أحد الأمثلة الحديثة التى توضح مدى حساسية هذه المسألة فى ردود الأفعال الغاضبة التى عبر عنها الإسلاميون حول عبارة وردت فى كتاب التربية الوطنية تطالب الطلاب باحترام من يغيِرون دينهم.

وقد أحال وزير التربية هذه المسألة إلى الأزهر لاستشارة الخبراء، حيث أوصى الأزهر بحذف تلك العبارة، وطالب الإسلاميون بدلاً من ذلك بإدخال عبارة تُنسب إلى الرسول "صلى الله عليه وسلم"، وتشير إلى عقوبة الموت بحق المرتدين.

وأكدت "الدراسة" أنه فى الوقت الذى تبذل فيه الجهود لإدخال مفاهيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان فى كتب ومناهج التربية المدنية فى جميع أنحاء المنطقة، فإن أساليب وممارسات التدريس لا تشجع المهارات والمشاركة اللازمة للمواطنة العصرية، وتشكل هذه الفجوة الواسعة بين الأهداف المعلنة وبين التطبيق أسس التحديات التى تواجه "التربية المواطنية" فى العالم العربى اليوم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة