عمرو حمزاوى: فى ندوة«اليوم السابع»:الانتخابات الرئاسية المبكرة تكلف البلاد اقتصادياً لكن الإبقاء على رئيس فاشل يكلف أكثر.. القبول الشعبى لمرسى أصبح متنازعا عليه.. و«تمرد» و«تجرد» فرصة لتحريك الشارع

الإثنين، 20 مايو 2013 01:58 م
عمرو حمزاوى: فى ندوة«اليوم السابع»:الانتخابات الرئاسية المبكرة تكلف  البلاد اقتصادياً لكن الإبقاء على رئيس فاشل يكلف أكثر.. القبول الشعبى لمرسى أصبح متنازعا عليه.. و«تمرد» و«تجرد» فرصة لتحريك الشارع جانب من الندوة
أدار الندوة – القسم السياسى أعدها للنشر - إيمان على - محمد رضا تصوير - عصام الشامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدعوة لانتخابات مبكرة، وموقف جبهة الإنقاذ من الانتخابات البرلمانية بشكل واضح وسط تضارب تصريحات قياداتها، والبديل الذى ستطرحه والاتهامات المتبادلة بين مختلف التيارات على الساحة السياسية، كانت أبرز القضايا المطروحة على مائدة الندوة التى عقدتها «اليوم السابع» مع الدكتور عمرو حمزاوى رئيس حزب مصر الحرية وأستاذ العلوم السياسية.

ما هو موقف جبهة الإنقاذ من الدعوات المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
- الجبهة بها تنوع فى المواقف ما بين مؤيد ومعارض لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولم تحسم اختياراتها الاستراتيجية بعد، وهذا ما عكس حالة التردد داخل الجبهة، وعدم طرح بديل أو التضامن الكامل مع حملة «تمرد»، لافتاً إلى أن الانتخابات ليست صك ضمان بلا نهاية، ففى حال جاء الأداء غير جيد خلال الفترة التى ينتخب من أجلها الرئيس أو البرلمانى، يحق للمواطنين المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة.

ما هو موقفك الشخصى من إجراء انتخابات رئاسية أو إسقاط النظام؟
- أؤيدها بالطبع، لأن الرئيس المنتخب له شرعية إجرائية مرتبطة بصندوق الانتخابات، وأنا أكدت سابقا أن شرعية الرئيس الأخلاقية انهارت مع انتهاكات حقوق الإنسان وعدم التحقيق فيها بصورة تمنع الإفلات من العقاب، كما أن شرعية القبول الشعبى أصبحت متنازعا عليها، حيث يوجد قطاع كبير من المصريين ضد الرئيس، فى الوقت الذى تغيب فيه شرعية الإنجاز المرتبطة بأداء الرئيس والحكومة، لكنى أرفض فكرة إسقاط رئيس منتخب باللجوء إلى العنف أو الفوضى، لأنى أرى أن من جاء عبر صندوق انتخابات نزيه، لا يرحل إلا عبر صندوق انتخابات نزيه، لافتاً إلى أن صندوق الانتخابات الرئاسية السابقة نزيه، رغم حدوث بعض التجاوزات التى لم تؤثر فى النتيجة.

هل تملك «الجبهة» بديلاً لطرحه فى حال إجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
- طرح بديل هو مستوى لاحق ليس بالضرورة أن يكون البداية، وإن لم تتحرك جبهة الإنقاذ الآن، فيوجد شباب حملة «تمرد»، الذين تحركوا بضغط شعبى، والحراك الشعبى هو الذى سيفرز البدائل التى سيختار منها الشعب، خاصة أن الشباب عندما ثاروا فى 25 يناير لم نكن نعلم من هو البديل لمبارك ولكن ثورتهم كانت طلبا للتغيير الذى عرف جوهره فى شعارات الثورة «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية».

ما رأيك فى أن ثورة 25 يناير خسرت بسبب عدم وجود قيادة معدة لإدارة البلاد بعد مبارك؟
- الانتخابات الرئاسية إجراء محدد وآلية تفرض نفسها، وفى حال إجراء انتخابات مبكرة نزيهة وعادلة، سيكون لدينا مرشحون رئاسيون قد يفوز أحدهم، ولكن ما يجب طرحه فى هذه الحالة: ما هى الرؤية التى سيقدمها الرئيس الجديد؟، وكيف سيتعامل مع ملف إصلاح أجهزة الدولة، والجهاز الأمنى، والعدالة الاجتماعية، والاقتراض من الخارج؟ مضيفاً: لو لم نملك مرشحين رئاسيين ببدائل مقنعة، فإننا فى هذه الحالة نضع بلدنا فى موقف صعب، ولا أعتقد أن الحياة السياسية فى مصر عاجزة عن ذلك، وليس شرطاً أن يكون البديل المقنع شخصا من الموجودين على الساحة الآن.

ما هى رؤيتكم لخريطة توزيع المعارضين والمؤيدين للانتخابات الرئاسية المبكرة؟
- إن معارضة أو تأييد الرئيس، متنوعة وموزعة بطرق كثيرة جداً فى المدن والريف، فليس حقيقيا ما يقال بأن الريف مؤيد، والمدينة معارضة، ويجب أن نتعامل مع الواقع بوجود مواطنين يرون أن مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية، تدفعهم إلى الاتجاه لإلقاء الأوراق مع من يحكم، لأنه من يأتى بالمصالح الاقتصادية والاجتماعية، وهو الأمر الذى ينعكس فى خطابات الاستقرار حتى تدور عجلة الإنتاج، وأيضاً عدم وجود استقرار بعد الاستفتاء على الدستور، جعل جزءا كبيرا من هؤلاء المواطنين يعيدون النظر فى الأمر بعد مرور 10 أشهر على الحكم دون تغيير، ورغبتهم فى عدم الانتظار لنهاية المدة الرئاسية.

بينما على الجانب الآخر يوجد فئة تبحث عن التغيير الإيجابى، فيما يوجد آخرون يرضون بالوضع كما هو عليه، وهو ما يمكن أن يدخل فى إطار الانحياز السياسى.

ما موقفك من حملتى «تجرد» و«تمرد»؟
- أرى أن الأمر طبيعى حيث إننا فى شارع منقسم فما الضرر من وجود حملة مؤيدة للرئيس وأخرى معارضة له تطالب بانتخابات مبكرة، تلك فرصة ذهبية لتحريك الشارع بصورة سلمية فلنر الضغط الشعبى بماذا سينتهى، وعلى الجميع أن يقوم بعمل توقيعات، ولكن بشرطين ملزمين للحملة، الأول هو التزام السلمية الكاملة والامتناع عن العنف المادى أو اللفظى، أما الشرط الثانى فهو ضرورة فهم أن ما يحدث محاولة لتعبئة الشارع بضغط شعبى فى مجتمع منقسم وبالتالى ليس بالضرورى أن ينتهى بكسب طرف وهزيمة الآخر بالطبع النتيجة غير مضمونة لذلك لابد أن يكون الجميع مستعدا للبديل.

بمعنى؟
- حال عدم إجراء انتخابات مبكرة، فإننى أدعو لتمكين المعارضة من المشاركة فى انتخابات نزيهة وتوافر ضمانات لذلك.

وهنا يتدخل أحد القراء بتعليق قائل: لم نعد نثق فى النخب ونريد مرشحاً رئاسياً من الشباب يسعى لتحقيق العدل ولو مات فى سبيله؟
- أتفهم عزوف الشارع عن النخب خاصة أن المتواجدين بالحكم مضى عليهم 10 أشهر ولم يقدموا للمواطنين ما يحتاجونه، والمواطن يرى المعارضة بطيئة ولا تعمل على الأرض بصورة كافية، وخوض شاب الانتخابات الرئاسية المقبلة، تجربة يمكن أن تنجح، وهذا ما سيفرزه الحراك السياسى المصرى، وأنا أدعو المواطنين لعدم التخوف من دعوات «تمرد» بانتخابات رئاسية مبكرة، لأنها حملة سلمية ملتزمة بالديمقراطية، لا تلجأ للعنف، وتمثل الموجة الثانية التى ستفرز أبطالها.

ماذا قدمت المعارضة المصرية للشعب المصرى؟
- مسؤولية المعارضة التى يمكن أن تحاسب عليها وتُنتقد، تتمثل فى توفير بديل لسياسات النظام، فى الملفات الاجتماعية والاقتصادية، وتقديم توصيات حقيقية دون مزايدات، بالإضافة إلى التحرك لبناء قواعد شعبية لتأييد البرنامج والرؤية البديلة الثابتة للمعارضة، وهو ما لم تنجح فى توفيره جبهة الإنقاذ حتى الآن.

المعارضة الآن تتعامل من خارج السلطة الرسمية سواء فى الشكل التنفيذى أو التشريعى، لم لا تشاركون فى الانتخابات وتضغطون من الداخل فى البرلمان المقبل بدلا من تسجيل الرفض من الخارج فقط؟
- نحن نطمح إلى تغيير قواعد اللعبة من خلال إجراء ديمقراطى وهو الانتخابات الرئاسية المبكرة، ولا نستطيع أن نركز على الانتخابات الرئاسية، والانتخابات البرلمانية فى وقت واحد، والأولوية الآن تركيز الضغط من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية، «لأن العمل على الجبهتين يُعد لعبا بمستقبل البلد، وليس له علاقة بالقيم الديمقراطية.. وأصعب الأسئلة على السياسيين والأحزاب، هو «هل ستشارك أم لا تشارك فى الانتخابات وكمراقب أرى أن هناك منهجين فى هذه الحالة، الأول، أن نخوض العملية السياسية فى ظل النواقص الموجودة، مع احتمالات عمليات التزوير الممكنة حتى نصلحها من داخلها، والمنهج الثانى يقوم على البقاء خارج العملية السياسية ومحاولة إصلاحها، وعدم المشاركة لعدم إضفاء شرعية عليها.

لماذا تتحدثون داخل «الإنقاذ» عن تزوير الانتخابات البرلمانية قبل إجرائها؟
- التزوير له مستويان، الأول التلاعب البنيوى بنتائج الانتخابات، ويتمثل فى عدم وجود حكومة محايدة، مع الخوف من تدخل الجهاز التنفيذى فى العملية الانتخابية، بالإضافة إلى أن القانون المنظم للانتخابات غير عادل ورفع الحظر عن الشعارات الدينية، وقسم الدوائر بشكل غير عادل، أما المستوى الثانى فيرتبط باليوم الانتخابى والتلاعب فى نتائج الانتخابات.

وما يدفعنا للاتجاه لعدم المشاركة فى الانتخابات، وتخوفنا من التزوير، أن أزمة الدستور لم تنته، بالإضافة إلى عدم وجود ضمانات للنزاهة بالمعنى البنيوى، فى ظل وجود وزراء بالحكومة غير محايدين مرتبطين بالعملية الانتخابية، كما أن الواقع المصرى يؤكد أن الجهاز التنفيذى يتدخل فى الانتخابات، بالإضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان.

وما موقفك أنت من كل ذلك؟
- الأولوية الآن تؤكد أن الأفضل التفكير فى انتخابات رئاسية مبكرة يليها المشاركة فى انتخابات لها ضمانات نزيهة تقودها حكومة محايدة مع الاتفاق على إطار عام لتعديل الدستور والوصول لعدالة انتقالية وقانون انتخابات عادل والنقطة الخامسة فى ضمانات الانتخابات، توافر حالة من التفاوض الوطنى، تضمن نوعا من الشراكة الوطنية تصل بمصر إلى مرحلة الأمان النسبى ولازالت هناك شواهد متضاربة لحسم الموقف من بينها فرصة تعديل حكومة ضاعت.

هل من مصلحة جماعة الإخوان المسلمين إجراء انتخابات برلمانية قريبة؟
- الجماعة تتواجد بأغلبية مريحة فى السلطة التنفيذية وداخل مجلس الشورى وتعانى من تراجع فى معدلات التأييد وبالتالى فالجماعة بالورقة والقلم ليس لها مصلحة فى خوض انتخابات قريبة.

ما رأيك فى تشكيل الكيانات الموازية التى قامت بها الجبهة؟
- فكرة جيدة، لأن مجلس الشورى يسيطر عليه اليمين الدينى وبالتالى أن يكون هناك برلمان مواز تنبثق منه لجان تتابع وتؤثر على التشريعات الخارجة منه بمعنى المشاركة الإيجابية، وتستعد لأجندة تشريعية ورقابية متكاملة حال التواجد بالبرلمان المقبل، فيما الحكومة الموازية لها نفس الدور التنفيذى حتى حينما تكون لها أغلبية بالبرلمان تكون لديها كفاءات مستعدة لتقديمها.

ما تقييمك لحزب النور، وهل يسحب البساط من المعارضة؟
- بالطبع، الحزب يلعب دورا جيدا وله شرعيته ومصداقيته رغم اختلافنا معه فى عدة قضايا منها الدستور والنائب العام لكن دائماً ما يضع نفسه دائماً فى مساحة منفصلة عن الحرية والعدالة.

ما رأيك فى التحليلات التى تؤكد أن إجراء انتخابات مبكرة يشكل خسارة فادحة للبلاد؟
- الانتخابات الرئاسية المبكرة لها تكلفة اقتصادية حادة على البلاد ولا يوجد أحد لا يريد استقرارا للبلاد لكن الإبقاء على رئيس فاشل يكلف البلاد أكثر.

ما هى آخر الاتصالات التى جرت بينك وبين الرئاسة؟
- آخر تشاور كان فى اتصال مع باكينام الشرقاوى بشأن التعديل الوزارى وكان ردى هو ضرورة رفع كفاءة الحقائب الاقتصادية والمالية، وحيادية الوزارات التى لها علاقة بالانتخابات.

ما دور لجنة الانتخابات التى شكلتها الجبهة لحسم الموقف من المشاركة البرلمانية؟
- هدف اللجنة دراسة الموقف من الانتخابات بالفعل هناك متغيرات باقية كما هى، ولكن لن تخرج اللجنة بموقف واضح فى الوقت الحالى لأن الأمور لا تزال تتحرك.

ما موقفك من حزب الحركة الوطنية التابع للفريق أحمد شفيق، وهل يمكن إقامة تحالف انتخابى معه أو التنسيق على الأقل؟
- الأحزاب التابعة للنظام السابق ساهمت فى تكريس الاستبداد القديم وانتهاكات حقوق الإنسان وبالتالى لا يمكن التحالف معها وهذا ليس استعلاء سياسيا فهى لها كل الحق فى التعبير عن رأيها ولا أنتقص من أهليتهم ولكن لا توجد مساحة للتنسيق من الأساس.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة