سمر سالم تكتب: فرانكو آراب وجيل مغترب

عاوز تكون شاب مثقف وموالى للغة العصر، عليك بالفرانكو آراب، مش مهم تعرف انجليزى وتضيع وقتك فى لغات علشان تثبت للعالم انك فاهم الفرانكو آراب هيغنى عن كل ده، ومفيش مانع تدخل كملتين انجليزى خالصيين مع كتابتك بالفرانكو آراب، فمن المعروف أن تجد مؤخرا الكثير من شبابنا وفتياتنا العرب فى كتاباتهم على شبكات التواصل الاجتماعى أوعلى هواتفهم المحمولة، لا يستغنوا عن الكتابة "بلغة الفرانكو آراب".

ولانعلم هل هى إثبات ثقافة وتفتح منهم؟، أم مواكبة للعصر؟، أم تعثر فى استخدامهم الصحيح للغة العربية أو اللغة الإنجليزية، فقرروا مسك العصى من المنتصف، وإتقان هذه اللغة لمواكبة التواصل مع قرانهم، فلغة الفرانكو آراب، "لاتحتاج منك دورات وكورسات لتعلمها"، ماهى إلا معرفة بعض الأرقام التى تغنى عن بعض الحروف فى لغتنا العربية، التى يصعب إيجاد بديل لها باللغة الإنجليزية.

فعلى سبيل المثال 3 تعنى حرف "ع"، و7 تعنى حرف "ح"، فتجد مثلا بدلا من كتابة عامل إيه؟ تكتب بالفرانكو آراب، 3mel eih، إذن فالموضوع سهل إتقانه.

ويذكر أيضا أن شركة ميكروسوفت أطلقت برنامج Maren لترجمه لغة "الفرانكو آراب" إلى اللغة العربية، كما أطلقت جوجل خدمة "جوجل تعريب" لتعمل فى الشأن نفسه.

ولكن السؤال، هو هل الفرانكو آراب هى إثبات لتطور العصر أم ثقافة جيل وستنتهى تدريجيا؟، أياً إن كان هدفها، فلا أعتقد أن هناك شيئا يغنى عن لغتنا العربية الأصيلة، وإذا كنت تريد الثقافة وتواكب العصر فما عليك إلا تعلم لغات أخرى تضيف لرصيدك، وليس مسك العصى من المنتصف، وفى النهاية يقول أحد المستشرقين: "ليس على وجه الأرض لغة لها من العظمة والروعة مثل اللغة العربية، ولكن ليس على وجه الأرض أمه تسعى بوعى أو بلا وعى لتدمير لغتها مثل الأمة العربية"، لغة كرمها الله بنزول القرآن بها، يهينوها بأيديهم؛ حافظ على أن يكون أصلك هو لغتك وهويتك، فحافظ عليها.