"اليوم السابع" يواصل كشف تفاصيل تجارة الموت بمستشفيات وزارة الصحة.. بيع الشركات "وهم الجودة" وراء توريد أدوية "بير السلم".. و"التموين" تضبط 8 مصانع.. والأطباء تتهم "الصحة" بالتقصير فى متابعة الموردين

تواصل "اليوم السابع" فتح ملف الأدوية الفاسدة والمستلزمات الطبية غير المطابقة للمواصفات القياسية، بعد تقاعس الأجهزة الرقابية والممثلة فى وزارة الصحة فى الرقابة والتفتيش على مصانع "بير السلم" فى ظل انتشارها بعد أحداث ثورة 25 يناير، مما نتج عن ذلك انتشار الأدوية المغشوشة فى الأسواق، وهو ما كشفت عنه حملات الإدارة العامة لمباحث التموين وضبط 8 مصانع يقومون بإنتاج أدوية لعلاج الفشل الكبدى، وعلاج مرضى العيون دون حصولها على تصاريح من وزارة الصحة.

ويضاف إلى ما سبق ضبط كميات كبيرة من أدوية المنشطات الجنسية وأقراص الترامادول مهربة من الخارج وبيعها بالأسواق.

فمن وقت لآخر، يستيقظ البعض على تداول العديد من الأدوية غير المسجلة بوزارة الصحة فى الأسواق فبعد كشف "اليوم السابع" قيام المستشفيات الحكومة بشراء مستلزمات طبية فاسدة وغير صالحة للاستخدام، وتسبب فى إصابة المرضى بأخطر الإمراض المعدية مثل "الحساسية والسرطان والكبد الوبائى والتسمم، تواصل "اليوم السابع"، كشف تفاصيل تجارة موت المواطنين داخل المستشفيات الحكومية من خلال مصانع بير السلم، التى تستخدم الآلات والماكينات التى تم تكهينها فى مصانع القطاع الخاص وقطاع الأعمال، وهو ما أكده أعضاء مجلس نقابة الأطباء والصيادلة.

الدكتور يحيى مكية، عضو مجلس نقابة الأطباء، اتهم وزارة الصحة بالتقصير فى متابعة الشركات الموردة للأدوية والمستلزمات الطبية لمستشفيات وزارة الصحة بعد انتهاء المناقصات المركزية للوزارة .

وقال مكية، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، إن وزارة الصحة تعلن سنوياً عن مناقصات كبرى فى بداية كل عام لتوريد الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مستشفياتها، مؤكداً أن الوزارة لا تتابع توريد المستلزمات إلى المستشفيات، وبالتالى يصبح على كل مديريات الصحة بالمحافظات ومستشفياتها التعامل بشكل مباشر مع الموردين؛ حيث يقومون بتغيير وضرب المواصفات التى أرسو بها عطاءات مناقصات الوزارة عليهم من خلال توريد مستلزمات منتجة عبر مصانع "بير السلم".

وأكد عضو مجلس نقابة الأطباء أن الشركات الكبرى تقوم بالدفع بمواصفات أوروبية إلى وزارة الصحة بأسعار زهيدة وهو ما يجعل وزارة الصحة تقوم بإرساء المناقصات عليهم؛ حيث تقوم الشركات بعد ذلك بتوريد مستلزمات مصنعة فى مصانع غير مرخصة وغير معتمدة بالوزارة إلى المستشفيات، خاصة أن الوزارة لا تشرف على ما تقوم الشركات بتوريده للمستشفيات لتحقيق مكاسب كبرى على حساب المرضى.

وأشار إلى أن مصانع "بير السلم" تستخدم الآلات والماكينات التى تم تكهينها فى مصانع القطاع الخاص وقطاع الأعمال مستخدمين عمال تم فصلهم أو تخلت عنهم الشركات والمصانع والذى يقدر عددهم بالآلاف.

وأوضح مكية، أن وزارة الصحة أصدرت فى عام 2009 قراراً بحظر توريد المستلزمات الطبية والأدوية غير الحاصلة على علامة الجودة "C E " وكشف عن انتشار عدد من المستلزمات غير الحاصلة على جودة ومنتشرة فى كافة المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، مثل "فلاتر الغسيل الكلوى" و "الكانيولا" مؤكداً أن فلاتر الغسيل الكلوى تسبب الوفاة بشكل عاجل.

فيما كشف الدكتور جمال عبد السلام، أمين عام نقابة الأطباء، أن عدم وجود قانون واضح لعملية التخلص الأمن للنفايات الطبية والتى لا تقوم وزارة الصحة بالإشراف الكامل على التخلص منها ودفنها، مشيراً إلى أنه يتم تهريب نفايات المستشفيات إلى مصانع "بير السلم" لإعادة تدويرها لإعادة استخدامها مرة أخرى من خلال هذه الشركات أو الشراء بالأمر المباشر من شركات ومصانع غير مرخصة.


وأكد أن هذه المستلزمات تسبب انتشار أمراض الكبد الفيروسى والوبائى C ,B ,A بالإضافة إلى أمراض الإيدز والسرطانات بأنواعها.

وأعلن أمين عام نقابة الأطباء أن النقابة العامة انتهت من إعداد لائحة جديدة لتداول النفايات الطبية تمهيداً لعرضها على وزارة الصحة لاعتمادها، وهو ما يساهم فى حل الأزمة الحالية، مشيراً إلى أن النقابة ورد إليها شكاوى بشكل مباشر حول وجود مستلزمات طبية مجهولة الهوية، لافتاً إلى أنها دفعت بها إلى وزارة الصحة لكن الوزارة لم تأخذ بها وتجاهلتها.

وقال الدكتور عبد الله زين العابدين أمين عام نقابة الصيادلة أن عشرات الشكاوى وردت إلى النقابة العامة بشأن تداول أدوية غير مسجلة بوزارة الصحة ومصانع غير مرخصة يتم تداول منتجاتها فى الأسواق، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ الوزارة وتجاهل حل الأزمة أو مراجعة عقود التوريدات مع الشركات وضبط المصانع المخالفة، ومؤكدا أن النقابة ستشكل لجنة بالتعاون مع قطاعات التراخيص والمشتريات والتسجيل والتسعير لضبط إيقاع عمليات تداول الأدوية والمستلزمات الطبية غير المطابقة للمواصفات.

فيما أكد اللواء أحمد الموافى، مدير الإدارة العامة لمباحث التموين، أنه تم ضبط 8 مصانع يعملون بدون ترخيص فى مناطق الجيزة والساحل ودار السلام والبساتين والخانكة ويقومون بإنتاج الأدوية المغشوشة والمقلدة وبيعها فى الأسواق، وأنه تم ضبط 2 مليون و169 ألف عبوة أدوية تستخدم لعلاج الفشل الكبدى وقطرة عيون ومطهر ببتادين الذى يستخدم فى العمليات الجراحية، لافتا إلى أن هذه الأدوية غير مسجلة بوزارة الصحة ومنهم 1098 عبوة ألبان أطفال و694.205 ألف عبوة وأقراص منشطات جنسية مثل الترامادول وأمادول مهربة من الخارج.

وكذلك التحفظ على 172.740 ألف قطعه شاش غير مطابق للمواصفات و9928 حفاضة أطفال، إضافة إلى التحفظ على 2.730 طن خامات لإنتاج ألبان الأطفال.

وأضاف مدير الإدارة العامة لمباحث التموين فى تصريحات لـ "اليوم السابع" إن أزمة الأدوية المغشوشة شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الفترة الماضية بسبب تعمد البعض فى تصنيع أدوية بالمخالفة للمواصفات وطرحها فى الأسواق، وهو ما تم الكشف عنه من خلال حملات الإدارة وفروعها المختلفة فى المحافظات، حيث تم ضبط العديد من عبوات الأدوية المقلدة والمغشوشة فى بعض الصيدليات وشركات الأدوية غير المرخصة خاصة الأدوية الخاصة بعلاج مرضى الكبد الوبائى وقطرة العيون.

وأكد الموافى أنه يتم التنسيق مع وزارة الصحة خلال الحملات المستمرة التى تشنها الإدارة العامة لمباحث التموين لضبط المخالفين الذين يقومون بالتلاعب فى الأدوية عن طريق إنتاج وتعبئة أدوية غير مسجلة بوزارة الصحة، إضافة إلى وجود بعض الأدوية المستوردة فى الأسواق دون موافقة الجهات المعنية، الأمر الذى يعرض حياة آلاف المواطنين للخطر، لافتا إلى أنه يتم تشديد الرقابة على جميع منافذ توزيع الأدوية للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية.

وأوضح الموافى أن إدارة متابعة الإعلانات المضللة بالإدارة العامة لمباحث التموين تقوم بالاستمرار فى متابعة الأدوية والأعشاب الطبية التى تعرض فى وسائل الإعلام المختلفة لرصد المنتجات ومنها الأدوية لمعرفة مدى التزام الشركات التى تطرح هذه المنتجات بالقانون، والتأكد من سلامة المنتجات، ومعرفة هل تم تسجيلها بوزرة الصحة أم لا على أن يتم ضبط المخالفين وتحويلهم للنيابة العامة.


موضوعات متعلقة..

«اليوم السابع»تكشف فى تحقيق استقصائى: مستشفيات الحكومة تشترى الموت من مصانع «بير السلم».. بالمستندات.. مصنع بالعبور ينتج مستلزمات طبية غير صالحة للاستهلاك لمستشفى 57357 و"الصحة"تعالج المرض بمواد خطرة