د. مصطفى النجار

ثقافة الدراجات ومستقبل المرور فى مصر

الجمعة، 10 مايو 2013 09:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القاهرة شوارع مزدحمة، وتلوث بيئى وتكدس مرورى مستمر، هذا هو المشهد اليومى فى شوارع العاصمة باستثناء بعض أيام الإجازات، تكاد العاصمة تلفظ أنفاسها تحت وطأة الزحام ومشاكل المرور، ويشعر كل سكان العاصمة بالضيق والتذمر بسبب تضييع الوقت والجهد الذى يحدث يوميا، حيث يستغرق الطريق أضعاف أضعاف المعدل الطبيعى للوصول إلى المكان الذى تريد الوصول إليه.

حتى الآن لا يوجد فى الأفق القريب مخرج من هذه الأزمة، لذا علينا أن نفكر بشكل جديد وخارج الصندوق، ولنجيب على هذا السؤال، ماذا لو انتشرت ثقافة التحرك بالدرجات الهوائية «العجلة» فى مصر هل سيتغير المشهد للأفضل؟

فريق go bike مجموعة من الشباب المصرى الواعد الذى يرى أن الدراجة الهوائية وسيلة نقل تزيح عن كاهل المصريين عبء الانتظار لساعات فى شوارع مزدحمة، مما يحرق الأعصاب والوقود فى نفس الوقت، إضافة إلى الأضرار الصحية والنفسية التى تصيب الناس.

وفى إجازة نهاية الأسبوع يتجمع هؤلاء الشباب والفتيات مبكرا، ليطوفوا شوارع القاهرة بدراجاتهم بهدف لفت الأنظار إلى هذا الحل البديل، وهو حل بسيط تعتمده مدينة أمستردام فى هولندا وغيرها من المدن الأوروبية، ويقوم هذا الاتجاه على تشجيع استعمال الدراجات الهوائية وتأمين سلامة ركابها، وذلك بتجهيز الطرق وإعدادها وعمل نظام سير يطبق بشكل صارم.

وإذا ما اقتربنا من الواقع المصرى سنجد ثلاثة معوقات أساسية تقف فى المواجهة وهى: عدم ملاءمة الطرق والشوارع لاستخدام الدراجات الهوائية وغرابة الفكرة لدى الكثيرين مع صعوبتها للنساء بسبب ثقافة المجتمع التى قد ترى فى ركوب الدراجات للنساء أمرا غير محمود، بالإضافة إلى ضعف اللياقة البدنية لغالبية المصريين بشكل عام.

ولكن كل الأفكار الجيدة تبدوا غريبة فى بدايتها، وحين تنجح ينبهر الناس بها ويذكرون الفضل لمن دلهم على بداية الطريق، ولكن يجب التحلى بالجرأة والشجاعة إذا أردنا أن ننفذ حلا غير تقليدى فى مجتمع يكره التغيير.

فى أمستردام التى يسمونها مدينة الدراجات الهوائية تمت تهيئة البنية التحتية لتلائم استخدام الدراجات، حيث خصصت 400 كم من مساحتها لإنشاء طرق خاصة بالدراجات الهوائية. ويسير بداخلها أكثر من 800 ألف دراجة هوائية و يفضل سكان أمستردام التنقل بالدراجات الهوائية، لأنها غير مكلفة وسريعة وصديقة للبيئة، ولا تتطلب مساحة كبيرة لركنها، كما أنها أكثر أمانا لحياة البشر إذ انخفضت نسبة الوفيات الناتجة عن حوادث المرور بنسبة كبيرة، ففى عام 2007 سجلت المدينة 18 حالة وفاة فقط بسبب حوادث المرور.

من يعرف الطبيعة الجغرافية لمصر يدرك أن هذا الحل مثالى للغاية، خاصة فى عواصم المدن المصرية المزدحمة وعلى رأسها القاهرة.

استعمال الدراجة أمر سهل إذا كانت هناك إرادة فعلية لذا فعلينا أن نواجه اللاءات التى تمثل معوقات: «لا بنية تحتية مناسبة، لا مسارات مستقلة للدراجات، لا إشارات، لا خطوط واضحة لتحديد سيرها، لا مواقف».

أما عن الفوائد الصحية لركوب الدراجات نذكر منها أنها:
تحسن جميع وظائف الجسم و تساعد فى تقوية العضلات والدورة الدموية ومفاصل الجسم. كما تحسن حالة القلب إذا مارسها الإنسان لمدة نصف ساعة يوميا وممارستها لمدة 50 دقيقة يوميا يساعد فى عملية بناء البروتوبلازما اللازمة لإحراق الدهون.

كما تعمل على تقوية عضلات الظهر والعمود الفقرى وهى البديل الأفضل عن الجرى والمشى، لأنها تحتاج جهدا أقل من المفاصل ولا تؤثر على الركبة، وتزيد القدرة العامة على التحمل مع التهام السعرات الحرارية مما يساعد فى إنقاص الوزن بشكل صحى.

ادعموا فريق GO BIKE وغيره من المجموعات الشبابية التى تحاول تغيير هذا المجتمع للأفضل من خلال محاولة نشر هذه الثقافة، وتحدى مرارة الواقع وصعوبته، لن نصل للمستقبل بأدوات الماضى، وإذا كنا نريد نهضة حقيقية فلنمتلك الجرأة على صناعة التغيير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة