شعراء النثر يتهمون شعراء التفعيلة بـ "التفاهة"

الأحد، 31 مايو 2009 03:34 م
شعراء النثر يتهمون شعراء التفعيلة بـ "التفاهة" الشاعران محمد آدم وعاطف عبد العزيز
كتب عبد الرحمن مقلد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشهد قصيدة التفعيلة الآن مرحلة مفصلية مهمة، خاصة بعد رحيل عدد كبير من الرواد، وفى ذات الوقت تزدهر قصيدة التفعيلة ويصدر ديوان بعد آخر يتبع نفس الشكل الفنى فى الكتابة، شعراء النثر يقول عن هذه الظاهرة إن قصيدة التفعيلة أصبحت "جامدة" ولا تقدم جديداً للوسط الأدبى، بل تطرف البعض ووصفها بأنها أصبحت تمثل صوت السلطة والمؤسسة فى مواجهة قصيدة النثر التى يكتبها المتطلعون والمهمشون والمعارضون والرافضون للسلطة والمؤسسة.

حيث أكد الشاعر السبعينى محمد آدم أن قصيدة النثر هى مستقبل الشعر العربى، وهى المنجز الأهم على طول الأدب العربى، وتمثل الانعطافة الحاسمة، وهى النص الأكثر ثورية ورفضاً لمنجز الشعر العربى القديم والتفعيلى، حيث تخلت عن عروض لا يمت لنا بصلة، وأضاف آدم أن الشعر التفعيلى نبت من نبات النص العمودى بكل منجزه النغمى، وأنه لا شأن لنا الآن بحداء "الأغنام" والإبل فهذه ثقافة بدوية، وأكد أن وجود قصيدة التفعيلة يرتبط بوجود المواهب الفردية الكبيرة، والشعراء العرب ليس بينهم الآن من يستطيع أن يفجر اللغة من خلال النمط الإيقاعى، الأمر الذى يوقع النص التفعيلى فى إطار النمط والتكرار، فهو مجرد نص واحد لا يختلف عن باقى النصوص، وأغلب ما يكتب منها الآن هش وتافه ولا يقدم جديداً.

على عكس ما قاله محمد آدم، نفى الناقد د.حسين حمودة أن تكون قصيدة التفعيلة فى طريقها للزوال، فهى فى وجهة نظره لم تستنفد إمكاناتها بعد، بل أكثر من ذلك "أعتقد أنها لن تستفد إمكاناتها أبداً"، وإذا رجعنا للنتاج الشعرى العربى المكتوب بالتفعيلة سنجد شعراء مثل محمود درويش استطاعوا اكتشاف إمكانات مهولة فى الأشكال الموسيقية التقليدية وساحات جديدة. وأكد د.حسين أن وراء مقولات نهاية قصيدة التفعيلة، حضور قصيدة النثر، وأن علينا أن نفض هذا التنازع بين الأشكال الأدبية لأن كل قصيدة لها جماليتها الخاصة، وأكد أن النزاع الموجود على الساحة الشعرية مرده التنافس بين أصحاب الاتجاهات المختلفة بعيداً عن الشعر الحقيقى، وأن هذا التنافس يمكن أن يحل بعيداً عن الشعر.

الشاعر عاطف عبد العزيز هاجم رواد قصيدة التفعيلة واصفاً إياهم بأنهم أصبحوا "خارج الوقت" على مسمى قصيدة أخيرة للشاعر الرائد أحمد عبد المعطى حجازى نشرت فى "الأهرام"، وأكد أن تجربتهم الآن ينقصها الحياة وأنهم "يكتبون فى المكتوب"، ولم يكتفِ عبد العزيز بذلك بل هاجم الشعراء الشباب الذين يكتبون قصيدة التفعيلة ووصفهم بأنهم لن يقدموا شيئاً ولن يكونوا مؤثرين، فهناك حاجز شاهق يتمثل فى تجربة محمود درويش، ولكى نقول إن قصيدة التفعيلة محتفظة بحيويتها لابد أن يتجاوز من يكتبها هذا الحاجز، ولكن عاطف عبد العزيز عاد ليؤكد أنه من الممكن أن تتجاور الأشكال الأدبية الشعرية، الطليعى منها والكلاسيكى، وذلك يمثل سلامة لعقل أى أمة وأن انحدار أى منها يشكل خطراً على الهوية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة