تامر شاهين يكتب: زمن اللعب الجميل

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 10:31 ص
تامر شاهين يكتب: زمن اللعب الجميل صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المكان: نت كافيه
الزمان: من يومين كده
صراخ و ضجيج يملآن المكان.. أطفال وشباب صغار يلعبون "أون لاين" مع بعضهم البعض و قد علت الصيحات بشتى الأشكال، شاهدت هذا الموقف وأنا بداخل ذلك المقهى لطباعة بعض الوريقات، جال فى ذهنى ما كنا نحن نفعله عندما كنا أطفالاً، لم يكن الكمبيوتر فى ذلك الوقت منتشراً و لا ألعاب الفيديو كما هى الآن، صدقنى عندما أقول لك أنه لمّا ظهر جهاز "الأتارى" كانت هى بحق ثورة التكنولوجيا فى الألعاب الإلكترونية فى ذلك الحين.

ولكن دعونى لا أتحدث عن ألعاب الفيديو الآن، إنما أود أن أتحدث عن ألعاب زمان ونحن صغار، الألعاب الجماعية التى كنا نلعبها مع بعضنا البعض.

المكان: الشارع أمام المنزل
الزمان: زمن اللعب الجميل
فى ذلك الوقت كان المتاح لدينا هو أن نلعب خارج المنزل فى الشارع أو فى مركز الشباب أو حتى فى قطعة أرض فضاء بالجوار، تقريبا معظم أبناء الجيران فى ذلك الوقت تستطيع أن تقابلهم فى هذه الأماكن ومن لم تجده تدرك على الفور بدون أدنى شك أنه مُعاقب من أهله لذنب ما قد اقترفه، ألعاب جماعية كثيرة يلعبها الأطفال هنا وهناك، كرة القدم وسباق الجرى بين أطفال هذا الشارع وبين أطفال الشارع المجاور وسباق دراجات، وما أدراك ما سباق الدراجات هذا، عندما تركب دراجتك الهوائية تشعر أنك تملك اللامبورجينى حقاً، ولا أعرف هل تتذكر الألعاب الأخرى معى أما لا.. هل تتذكر لعبة المنديل ؟ هل تتذكر لعبة تريك تراك ؟ أم تراك تتذكر السبع بلاطات أو صيد وحمام ؟

أستطيع أن أجزم لك بأن لا أحد من أطفال هذا الجيل يعرف عن هذه الألعاب شئ، فروح الفريق أيضاً كانت سائدة ومتوغلة بداخلنا.

الشاهد من سردى لك هذا هو ما قد لمسته و أنا أقف فى ذلك النت كافيه... وهو أن هؤلاء الأطفال مظلومون، يعيشون فى ألعابهم تلك فى عوالم إفتراضية لا تعطيهم فرصة للتعاون ولا لتذوق طعم العمل الجماعى.

أعرف أن الكمبيوتر قد غزا عالم الأطفال وقد صار من أشباه المستحيلات أن تجد طفلاً لا يعرف كيف يستخدم هذا الجهاز أو يلعب لعبة ما عليه، و لكن أنا أفهم أيضاً أنه مهما كان هذا الجهاز جذاباً فلا بد أن نجد البديل لهذا الشاب الصغير لكى يخرج من هذا العالم الافتراضى ويحسّن سلوكه الاجتماعى، و يشعر بالطبيعة والحياة بعيداً عن الكمبيوتر، هل توافقنى حقاً ؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة