الأعشاب البرية المنتشرة على جانبى طرق أوروبا تمثل أطعمة لذيذة للكثيرين

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 01:41 ص
الأعشاب البرية المنتشرة على جانبى طرق أوروبا تمثل أطعمة لذيذة للكثيرين صورة ارشيفية
بايرسبرون (د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينطلق فريدريش كلامب قدما إلى الأمام مع مجموعة من المتنزهين فى جولة سيرا على الأقدام وسط أجواء عاصفة وأحوال جوية غير مواتية، ويصطحب هذا الطاهى معه نحو 25 ضيفا خلال جولاته المعتادة الخاصة بالطهى والتى تمتد لأربع ساعات ويسير فيها معهم لمسافات طويلة.

هذا هو الجانب البديل للإقامة فى بلدة بايرسبرون الواقعة فى الغابة السوداء، بجنوب غرب ألمانيا، وتمثل واحدة من أبرز عواصم العالم من حيث فن تذوق الطعام، حيث يمكن أن يحصل الزوار على قدر كبير من التدليل.

ويرغب كلامب فى أن يقدم للزوار شيئا مختلفا عن مجرد الجلوس وتناول الوجبات والأطباق اللذيذة. ويؤكد لضيوفه، الذين ينتمى الكثيرون منهم إلى تلك البلدة وهم غير معتادين على السير لمسافات طويلة، أن الدرب غير شاق.

ويقول كلامب: "اليوم أود أن أطلعكم بشكل أفضل على الأعشاب البرية فى منطقتنا"، بينما هو يقطف عشبة برية من على حافة الطريق. ويسأل كلامب: "هل يعرف أحد ما هذا؟"، رافعا النبات فوق رأسه. وتجيب امرأة ألمانية باستحياء: "نبتة الدب؟".

ويرد الطاهى كلامب وهو فى الوقت ذاته مرشدهم السياحى بقوله: " هذا صحيح.. فكثير جدا من الناس يعرفون أن هذه عشبة.. لكن فى المطبخ يمكنكم الاستفادة منها على أفضل ما يكون".

المرأة التى عرفت الجواب اسمها كارولا، وكصيدلانية فى برلين، فليس هناك الكثير مما لا تعرفه حول استخدام الأعشاب لأغراض طبية غير أنه ليس لديها معرفة بشان استخدام الأعشاب فى المطبخ.

ويوضح كلامب أن "نبتة الدب لها مذاق لاذع مثل الكرفس،"، ثم يفاجئ ضيوفه بقوله إن ثلث جميع التوابل المحلية تستخدم فى مطبخه. وخلال الساعات القليلة التالية، تجد المجموعة كل أنواع الأعشاب والتوابل الأوروبية منتشرة على طول الطريق - لسان الحمل والجرجير، والبرسيم، وعباءة السيدة، من بين أعشاب أخرى.

وبعد أن تأخذ المجموعة قسطا من الراحة، تستأنف الرحلة. يختفى كلامب مرة أخرى فى الغابة ويعود بعد دقائق حاملا نبتة السرخس. تصيح كارولا قائلة: "سرخس"، وتشعر كارولا بالصدمة عندما يعطى كلامب بعض براعمه الطرية للمجموعة لتتذوقها.

يهوى الطاهى تجربة ما تجود به الطبيعة. وفى وقت لاحق، يعثر على بعض أفرع نباتات الصنوبر اللينة ويقطفها ويطهوها فى المطبخ لتتحول إلى بارفيه (أى طبق من الحلوى) التى تعد شيئا رئيسيا فى كل جولة.

ويقول كلامب: "فى الماضي، كان هذا يساعد فى حماية المزارعين فى الغابة السوداء من الإصابة بداء الاسقربوط".

وبعد فترة وجيزة، تجد المجموعة طاولة وعليها الطعام معد فى وسط الغابة. وقد أعدت هايدي، إحدى زميلات كلامب، زلابية الخبز مع الفطر الطازج. وفى الوقت ذاته يقلب كلامب السلطة مستخدما التوابل البرية التى قطفها.

وتعد جولة كلامب التعليمية والتثقيفية واحدة من العديد من الجولات التى يتيحها طهاة محليون فى بايرسبرون. وبالإضافة إلى ذلك، أنشأت البلدة أربعة طرق ودروب خاصة بفن تذوق الطعام وذلك من أجل الأشخاص الذين يريدون أن يخرجوا فى جولات بمفردهم بدون صحبه من أحد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة