لوموند: لماذا تسعى فرنسا للاستقرار عسكريا بالخليج؟

الثلاثاء، 26 مايو 2009 08:08 م
لوموند: لماذا تسعى فرنسا للاستقرار عسكريا بالخليج؟ أسباب السعى الفرنسى وراء وجود قاعدة عسكرية فى الخليج
إعداد ديرا موريس عن صحيفة لوموند الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترسيخ الوجود العسكرى، وبشكل دائم، فى منطقة الخليج الفارسى، وعقد صفقات بيع ضخمة من تكنولوجيا الطيران للإمارات العربية الثرية.. هما الهدفان اللذان رسمتهما سياسة ساركوزى الخارجية مازجا أيضا معهما بعض الاعتبارات الجغرافية والسياسية، بالإضافة إلى عدد من المصالح التجارية، كما ذكرت صحيفة لوموند فى عددها الصادر اليوم.

فيما يتعلق بالهدف الأول، تشير الصحيفة إلى ثقة الرئيس ساركوزى الكبيرة فى تحقيقه بما أنه قد افتتح اليوم الثلاثاء، القاعدة العسكرية فى أبوظبى، التى تمثل أولى القواعد العسكرية الفرنسية خارج منطقتها المعهودة، ألا وهى أفريقيا. أما بالنسبة للهدف الثانى، فهو يبدو ضعيف الاحتمال من وجهة نظر بعض المصادر القريبة من هذا الملف.

وتشير الصحيفة إلى الصعوبة التى يواجهها رئيس الدولة فى انتزاع عقد بيع الطائرات المقاتلة Rafale على الرغم من الآمال التى وضعها فى أبوظبى كمشترى مضمون لها. حيث تصطدم الطموحات الفرنسية فى هذا الصدد بالمنافسة الشرسة من جانب أجهزة F-16 الأمريكية، إذ تبذل إدارة أوباما جهودا خارقة فى تلك المسألة، كما يعلق أحد المصادر الفرنسية، ومن ثم فقد حضر ساركوزى أيضا إلى أبوظبى لإقناع المسئولين فى تلك الإمارة بصفقة البيع. وتضيف الصحيفة أن الرئيس ساركوزى سيقوم خلال زيارته بتوقيع اتفاقية دفاع جديدة مع دول الإمارات العربية المتحدة، تدعم نص الاتفاق السابق بينهما والذى يعود تاريخه إلى 1995.

وتفيد الصحيفة أن إرساء القاعدة الفرنسية فى الخليج قد جاء لتطلق فرنسا من خلالها قواتها فى قلب تلك المنطقة التى تعيش ضغوط عديدة والتى تمثل فى ذات الوقت أهمية قصوى لصادرات النفط إلى الغرب. أما بالنسبة لتوقيت افتتاح القاعدة العسكرية فقد تزامن مع حالة التخوف الكبير لدى الدول العربية من البرنامج النووى الإيرانى، وجاء بعد أسبوع من تجربة إطلاق الصاروخ الإيرانى "سيجيل" الذى يمثل مداه 2000 كيلو متر، أى أنه قد يصل إلى إسرائيل ودول الخليج وجنوب أوروبا.

ومن ثم تكون فرنسا على الجبهة الأمامية فى حال انهيار الوضع الإقليمى، وهو الأمر الذى يندرج فى سياسة الحزم التى أراد ساركوزى تطبيقها منذ عامين تجاه إيران، التى أعربت عن انتقادها إزاء قيام دولة الإمارات بمنح قاعدة عسكرية لفرنسا. وذلك على الرغم من إشارة فرنسا إلى أن دور هذه القاعدة سيقتصر على طابع "الردع" فقط وأنها ستكون "قاعدة سلام" كما أرادتها الإمارات.

وتأتى عملية إقامة هذه القاعدة العسكرية كذلك فى إطار التوصيات التى جاءت فى الكتاب الأبيض الصلار عن الرئاسة الفرنسية فى 2008 والخاص باستراتيجية الدفاع الفرنسى. وقد قام هذا الكتاب بتحديد المناطق التى تستدعى أولوية تواجد القوات المسلحة الفرنسية، خاصة فى تلك المحاور الاستراتيجية التى يمثلها كل من البحر المتوسط والخليج العربى والمحيط الهندى.

وعلى الرغم من أن هذه القاعدة تعد واجهة للتكنولوجيا العسكرية الفرنسية، إلا أن عددا من الدبلوماسيين يرى أنه فى حالة انفجار الأوضاع فى منطقة الخليج، فإن أبوظبى ستلجأ بالأحرى إلى الحماية الأمريكية، وهو العامل الذى يثقل على عدد من كبرى الصفقات العسكرية الفرنسية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة