مدير "الحماية المدنية": نتلقى 500 بلاغ يومياً.. وعدم الاستقرار السياسى جعل "المولوتوف" فى يد الجميع.. واستوردنا أحدث معدات فى العالم بـ200 مليون جنيه لمواجهة موسم الحرائق.. ونعانى من البلاغات الكاذبة

الإثنين، 15 أبريل 2013 06:10 م
مدير "الحماية المدنية": نتلقى 500 بلاغ يومياً.. وعدم الاستقرار السياسى جعل "المولوتوف" فى يد الجميع.. واستوردنا أحدث معدات فى العالم بـ200 مليون جنيه لمواجهة موسم الحرائق.. ونعانى من البلاغات الكاذبة اللواء عبد العزيز توفيق مع محرر اليوم السابع
أجرى الحوار إبراهيم أحمد - تصوير أحمد النشار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، اللواء عبد العزيز توفيق، أن الإدارة تتلقى يوميا 500 بلاغ، وأن 80 % منها يتعلق باندلاع حرائق بمخلفات، مشيرا إلى أن أصعب ما يواجهه رجال الحماية المدنية هو إخطارهم بعناوين خاطئة، فضلا عن وجود بلاغات كاذبة ومعاكسات بما يجهد رجال "الحماية المدنية".



وأكد توفيق فى حواره لـ" اليوم السابع "، أن إدارته استعدت جيدا لاستقبال "موسم الحرائق" مع قدوم فصل الصيف، وهو الموسم الذى يقول إنه بدأ مبكرا هذا العام بعدة حرائق ضخمة، مشيرا إلى أن حالة عدم الاستقرار السياسى التى تمر بها البلاد جعلت "المولوتوف" فى يد الجميع يستخدمونه فى المظاهرات والمشاجرات وأصبح الحرق وسيلة سهلة، مضيفا أن الاختناقات المرورية تساهم بدور كبير فى إعاقة سيارات الحماية المدنية عن الوصول لأماكن البلاغ فى الوقت المناسب.. وإلى نص الحوار.

◄ مع كثرة الحرائق خلال الأيام القليلة الماضية هل يمكن القول إن موسم الحرائق بدأ مبكرا؟

بالفعل بدأ الموسم مبكرا بحرائق ضخمة، ويرجع السبب فى ذلك إلى الظروف التى تمر بها البلاد وعدم الاستقرار السياسى وتزايد الصراعات، ما جعل المولوتوف وسيلة سهلة ومتاحة فى يد الجميع، وهو ما ينتج عنه المزيد من الحرائق، بخلاف المشاكل بين العائلات وبعضهم البعض، وأهالى منطقة وأخرى، حيث أصبح الحرق وسيلة سهلة للانتقام من الخصوم.




◄ وماذا عن الاستعدادات لموسم الحرائق ونحن على أبواب الصيف؟

بالطبع الإدارة استعدت جيدا وهى تواكب التطور بجلب المعدات الحديثة التى تساعد رجال الحماية المدنية على السيطرة على النيران بسرعة قبل تفاقمها، حيث أحضرنا هذا العام معدات بقيمة 200 مليون جنيه لهذا الغرض، حيث استقبلت الإدارة منحة إيطالية بقيمة 10 مليون و400 ألف يورو تمثلت فى توريد 46 سيارة إطفاء متوسطة، و7 سيارات إطفاء صغيرة، و3 سلالم إطفاء هيدروليكية، وتم توزيع تلك السيارات على إدارات الحماية المدنية بـ 10 محافظات وهم "القاهرة، والجيزة، القليوبية، البحيرة، السويس، الأقصر، والشرقية، والمنوفية، والبحر الأحمر، ومرسى مطروح"، كما أننا جلبنا سيارات حديثة للكشف عن المفرقعات، واستوردنا أحدث سلم هيدروليكى فى العالم من أمريكا بقيمة 10 مليون جنيه لإطفاء الحرائق فى المناطق الصناعية التى تجبرنا على فتح الأسقف الخرسانية والأسقف الحديد لإخماد النيران من أعلى، وهذا السلم له القدرة على العمل من خلال تشغيله من أسفل السيارة ويضخ 7 أطنان مياه فى الدقيقة الواحدة ويكون مرتبطا بخزان مياه خلفه 30 طنا، كما أننا استوردنا سيميلاتور من ألمانيا بقيمة 8 ملايين جنيه وهو يضم جميع أنواع الحرائق التى تقابل رجال الإطفاء ويتم تدريبهم من خلاله ويعمل من خلال نيران حقيقية ودرجة حرارة مرتفعة لجعل رجل الإطفاء بالفعل داخل الحريق وتدريبه على كيفية التعامل مع النيران وطرق إخمادها، ويعتبر ذلك الجهاز من أحدث المعدات فى العالم ونعمل حاليا على تدريب الضباط عليه.

◄ برأيك.. لماذا ارتبطت الحرائق فى مصر بفصل الصيف؟

حرائق الصيف تأتى نتيجة زيادة درجة حرارة الجو وبسبب أحمال الكهرباء الزائدة نتيجة تشغيل التكييفات، ولذا أطالب المواطنين بضرورة التأكد من سلامة الأسلاك الكهربائية التى يستخدمونها فى توصيل الكهرباء بمساكنهم لأن هناك أسلاكا تكون "مضروبة"، وهو ما يؤدى إلى حدوث أغلب الحرائق، بينما فى الشتاء يكون سبب أغلب الحرائق هو عوامل التدفئة والدفايات التى يتركها المواطنون تعمل وينامون وتتسبب فى حدوث الحرائق عن طريق ماس كهربائى أو إمساك النيران فى الأقمشة والستائر، وبالطبع حرائق الصيف أقوى لأن درجة حرارة الجو تساعد على انتشار النيران.



◄ ما هو أصعب ما يواجه رجال الحماية المدنية أثناء الحرائق؟

نواجه صعوبات متعددة بداية من مشرف غرفة النجدة الذى يتلقى البلاغ؛ حيث يعمل المبلغ على إخطارنا بالعنوان الخاطئ أو عدم إعطاء المشرف العنوان بدقة وهو ما يصعب عملية وصول سيارات الإطفاء إلى محل البلاغ، كما أن المبلغ أيضا لا يقول عن نوع الحريق حتى نستطيع تحديد السيارات اللازمة للبلاغ وعما إذا كان ضخما أم حريقا محدودا، بالإضافة إلى الأزمة المرورية التى تواجهنا أثناء الانتقال إلى مكان الحريق وهو ما يعطلنا عن الوصول فى الوقت المناسب، كما أن هناك البلاغات الكاذبة والمعاكسات التى تعمل على إشغال الخطوط أمام مقدمى البلاغات وتجهد رجال الحماية المدنية، حيث ينتقلون إلى مكان البلاغ ويكتشفون عدم صحته.

إضافة إلى ذلك فإننا نواجه صعوبات بالغة فور الوصول إلى مكان البلاغ حيث نجد أهالى المنطقة يرغبون فى العمل معنا ومساعدتنا وهذا شعور نقدره فيهم ولكنهم يتسببون فى فك خرطوم المياه مثلا من السيارة أو انفجاره نتيجة حمله بالخطأ وهو ما يعطل رجال الإطفاء أثناء تأدية عملهم، وبالتالى نطالب المواطنين بتركنا نعمل بمفردنا إلا إذا طلبنا منهم المساعدة.



كذلك فى أثناء التعامل مع حرائق المصانع نجد أن عددا من المصانع قامت بغلق مسالك الهروب، وتعطيل جرس الإنذار، ولا يوجد اهتمام بحنفيات الحريق ونجدها دائما فارغة، وأطالبهم بضرورة الالتزام بتعليمات الحماية المدنية والمحافظة على معدات الحريق التى نضعها بالمصانع لأنه من الممكن أن يعمل مسئولو المصنع على إخماد الحريق فى بدايته قبل تفاقمه وقبل وصول قوات الحماية المدنية إلى مكان البلاغ باستخدام تلك المعدات.

◄ كم بلاغ تتلقاه الإدارة يوميا وهل تتعاملون مع كافة البلاغات؟

بالطبع نستجيب لكافة البلاغات التى نتلقاها، وينتقل رجال الحماية المدنية إلى مكان البلاغ، ونتلقى 500 بلاغ يوميا على مستوى كافة الإدارات بالمحافظات ونجد أن 80% من تلك البلاغات عبارة عن مخلفات بسيطة وتتسبب فى حمل على رجال الحماية المدنية وسيارات الإطفاء وتعطلنا عن عملنا، لذا نطالب المواطنين بإلقاء القمامة فى الإماكن المخصصة لها حفاظا على البيئة.





◄ وما هى أخطر البلاغات التى عانى رجال الحماية المدنية خلال إخمادها؟

بكل تأكيد كان حريق محكمة باب الخلق ونادى الشرطة واتحاد الكرة ومصنع الكرتون بأكتوبر وعقار إسكندرية المنهار والذى راح ضحيته العشرات وحادث قطار البدرشين من أخطر البلاغات التى عانينا فيها، وذلك نظرا لأنه فى حريق نادى الشرطة واتحاد الكرة وجدنا صعوبة فى الدخول لمكان الحريق وقام المتظاهرون بمنعنا من الدخول لإخماد النيران لفترة طويلة حتى امتدت النيران لأجزاء كبيرة من تلك المبانى، كما أن حريق محكمة باب الخلق تمثلت خطورته فى مادة كيماوية "البلاك" والتى يتم وضعها للعزل فى الأسقف وهى ما ساعدت على اشتعال النيران لفترة طويلة وكلما سيطرنا على النيران تتجدد مرة أخرى بسبب تلك المادة الكيماوية، والحريق بدأ فى 5 مكاتب إدارية وتحركت 12 سيارة إطفاء و3 سلالم هيدروليكية كبيرة وسلم متوسط من القاهرة، وأرسلت إدارة الجيزة 3 سيارات إضافية للمساعدة، وامتدت النيران للطابق الثالث بالكامل نظرا لأن السطح بأكمله كان يحتوى على أخشاب تساعد على الحريق وتحوى المكاتب على أوراق وهى سريعة الاشتعال "والنار مشيت فى الخشب والورق زى الكبريت"، والمعمل الجنائى هو اللى يقول إن فيه شبهة جنائية فى الحريق أم لا.

◄ لوأردنا فى النهاية التعريف بإدارة الحماية المدنية بشكل أوسع.. ماذا عن مكوناتها والجهات التى تتعاون معها؟

الإدارة ليست مختصة ببلاغات الحريق والعقارات المنهارة فقط، ولكن لدينا إدارات متعددة متفرعة من الإدارة ومتمثلة فى إدارة المفرقعات والتى تعمل على التعامل مع البلاغات بوجود مفرقعات كما أن رجالها يعملون على تأمين المباريات والاحتفالات العامة والمعارض الكبيرة، كما أنها تمر على المحاجر وشركات البترول للكشف عن حيازتهم المفرقعات، وتضع البوابات التى تكشف المفرقعات على المنشآت والممتلكات العامة، والإدارة لديها أحدث الأجهزة فى العالم للكشف عن المفرقعات مثل أجهزة x-ray وreboot للتعامل مع بلاغات المفرقعات.



كما أننا نضم إدارة الإنقاذ النهرى والتى تعمل على تأمين البواخر السياحية من الأقصر إلى أسوان والعكس والتعامل مع بلاغات الغرق، وإدارة الإنقاذ البرى مسئولة عن انهيار العقارات والمصانع وحوادث الطرق ولدينا أحدث أجهزة البحث عن المفقودين تحت الأنقاض وأسفل الأخشاب والحديد، وإدارة الإطفاء المسئولة عن الحرائق، وإدارة المنشآت السياحية التى تمنح تراخيص العائمات السياحية، وإدارة تأمين المصانع وإدارة الأمن الصناعى، فضلا عن معهد تدريب يعمل على إعطاء دورات تدريبية للضباط والأفراد والمدنيين والعاملين فى المصانع والشركات عن كيفية التعامل مع الحرائق.




كما أننا لدينا تنسيق كامل مع القوات المسلحة فى بلاغات الحرائق وانهيار العقارات، وننسق مع الهيئة العامة للأرصاد الجوية حيث إنهم يسلموننا النشرة الجوية قبلها بـ24 ساعة حتى نتخذ احتياطاتنا اللازمة، وأيضا ننسق مع الهلال الأحمر ويرافقنا فى العديد من البلاغات، كما أننا نتعاون مع وزارة السياحة فى تأمين المنشآت السياحية.















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة