"المرأة الحديدية" بين محب وكاره فى بريطانيا

الثلاثاء، 09 أبريل 2013 04:08 م
"المرأة الحديدية" بين محب وكاره فى بريطانيا مارجريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة
لندن (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعى المعجبون بمارجريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة اليوم، الثلاثاء، "المرأة الحديدية" التى رأت خلال رئاستها للحكومة البريطانية أن رأسمالية السوق الحرة هى الدواء الناجع لاقتصاد بلادها المتداعى وللكتلة السوفيتية المنهارة.

وتولت ثاتشر منصب رئيس الوزراء فى الفترة من 1979 إلى 1990 وهى أطول فترة يمضيها شخص واحد فى ذلك المنصب ببريطانيا منذ أوائل القرن التاسع عشر.

ونعى زعماء العالم السابقون والحاليون من الزعيم السوفيتى السابق ميخائيل جورباتشوف إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما ابنة البقال التى سعت لوقف انحدار بريطانيا وساعدت الرئيس الأمريكى الراحل رونالد ريجان على إنهاء الحرب الباردة.

وقال أوباما "فقد العالم أحد أعظم أبطال الحرية وخسرت أمريكا صديقا حقيقيا".


وبينما أثنى زعماء العالم على أقوى من تولى رئاسة الوزراء فى بريطانيا منذ ونستون تشرشل الذى كانت تعتبره ثاتشر بطلها تركت الخلافات المريرة خلال حكمها بريطانيا منقسمة حول إرثها.

واحتفل معارضوها فى جنوب لندن وفى مدينة جلاسجو الاسكتلندية وابتهجوا لموتها وشربوا نخب موت "الساحرة".

وقال كارل تشامبرلين (45 عاما) العاطل عن العمل وهو يحتسى علبة من عصير التفاح فى بريكستون بلندن والتى شهدت أحداث شغب عام 1981 "انتظرنا موتها طويلا".

وسحقت ثاتشر التى تباينت حولها المشاعر بين محب وكاره النقابات العمالية وخصصت قطاعات من الصناعة البريطانية ودخلت فى مواجهات مع حلفائها الأوروبيين وخاضت حربا لاستعادة جزر فوكلاند من الأرجنتين.

وانعكس هذا التباين على عناوين الصحف البريطانية فكتبت صحيفة ديلى ميل "المرأة التى أنقذت بريطانيا" بينما قالت ديلى ميرور "المرأة التى قسمت أمة" فى مقال تساءل عن سبب إقامة جنازة رسمية لثاتشر الأسبوع المقبل.

ونقل جثمان ثاتشر الليلة الماضية فى سيارة ترافقها الشرطة من فندق ريتز حيث توفيت صباح أمس الاثنين جراء إصابتها بسكتة دماغية، أما الرحلة الأخيرة لثاتشر يوم 17 أبريل يوم الجنازة فستأخذ رئيسة الوزراء السابقة من كنيسة صغيرة داخل قصر وستمنستر إلى كاتدرائية سان بول على عربة مدفع تجرها الخيول.

ومن المرجح أن تكون جنازة ثاتشر التى تصاحبها كل المراسم العسكرية أعظم جنازة لسياسى بريطانى منذ الجنازة الرسمية التى نظمت لتشرشل عام 1965. ولم ترغب ثاتشر فى جنازة رسمية كاملة المراسم. وسيتم حرق جثمانها فى مراسم خاصة.

وسيعود البرلمان البريطانى من عطلة ليعقد جلسة خاصة تكريما لها غدا الأربعاء.

وقادت ثاتشر التى اشتهرت بصراحتها وعزيمتها الصلبة التى لا تلين حزب المحافظين الى النصر فى الانتخابات ثلاث مرات وتولت منصب رئيس الوزراء فى الفترة من 1979 إلى 1990 وهى أطول فترة متواصلة يمضيها شخص فى ذلك المنصب فى بريطانيا منذ أكثر من 150 عاما.

وكونت علاقة وثيقة مع ريجان خلال الحرب الباردة وأيدت الرئيس الأمريكى جورج بوش الأب فى حرب الخليج عام 1991 وكانت أول زعيم غربى يراهن على الزعيم السوفيتى جورباتشوف وتقول انه رجل يمكنها "التعامل معه".

وقال رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير الذى ينتمى لحزب العمال "عدد قليل للغاية من الزعماء يمكنهم تغيير ليس فقط المسرح السياسى لبلادهم بل فى العالم. كانت مارجريت من هذا النوع. تأثيرها العالمى كان واسعا”. وتولت حكومة بلير السلطة بين 1997 و2007.

وقطع رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون جولة خارجية ونكست الاعلام البريطانية بعد أن أعلنت وفاة ثاتشر. وقال كاميرون "الشيء الحقيقى بخصوص مارجريت هو أنها لم تقد بلادنا فقط بل أنقذتها”.

ووضع المعزون زهور التوليب والزنبق عند عتبة منزلها فى بلجرافيا إحدى أرقى مناطق لندن. وكتب أحدهم "أعظم زعيمة بريطانية" وكتب آخر "المرأة الحديدية" وهو لقب أطلقته عليها صحيفة تابعة للجيش السوفيتى وأحبته ثاتشر.

وفى غرب أوروبا حيث وصفها الرئيس الفرنسى الراحل جيسكار ديستان بأن "لها عينا كاليجولا (الإمبراطور الرومانى الطاغية) وفم مارلين مونرو" ساد الاحترام لانجازات ثاتشر دون شغف كبير بمحاضراتها عن توفير المال.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة