عودة أزمة الحمى القلاعية من جديد.. نقص جرعات التحصين لـ10 ملايين رأس وراء تفاقم الأزمة..و"الزراعة" تسعى لتمويل شراء 16مليون جرعة.. وخبراء بيطريين:استيراد 5 آلاف رأس ماشية من السودان تهدد بأمراض وبائية

الثلاثاء، 09 أبريل 2013 02:03 ص
عودة أزمة الحمى القلاعية من جديد.. نقص جرعات التحصين لـ10 ملايين رأس وراء تفاقم الأزمة..و"الزراعة" تسعى لتمويل شراء 16مليون جرعة.. وخبراء بيطريين:استيراد 5 آلاف رأس ماشية من السودان تهدد بأمراض وبائية صورة ارشيفية
كتب عز النوبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار الساعات الماضية، عادت من جديد أزمة الحمى القلاعية فى ظل وجود نقص لجرعات التحصين لتصل إلى 16 مليون جرعة لمواجهة الحمى، بالإضافة إلى وجود عجز فى تمويل هذه الجرعات وشرائها، وذلك بالتزامن مع استيراد مصر 5 آلاف رأس ماشية، أكد خبراء أنها ستكون مليئة بالأمراض الوبائية فى عدم تطبيق شروط الاستيراد عليها، حيث أكدت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، أنها لا تملك السيطرة على مرض الحمى القلاعية فى مصر بسب نقص الميزانية لتغطية الاحتياجات الفعلية لعام كامل التى تبلغ 16 مليون جرعة، وأن الميزانية المتاحة حاليا تكفى لشراء 4 ملايين جرعة فقط، مؤكدة سيطرة الأجهزة البيطرية على حالات الحمى القلاعية التى ظهرت فى محافظة المنيا مؤخرا وهى حالات فردية.

وفى ذات السياق تقدمت وزارة الزراعة، بطلب إلى مجلس "الوزراء" لاعتماد 130 مليون جنيه سنويا بدلا من 29 مليون جنيه حاليا لأعمال التحصين السيادية للأمراض الوبائية التى تهدد الثروة الحيوانية المصرية لتوفير 16 مليون جرعة لـ10ملايين رأس ماشية منها 6 ملايين بقرة و3.5 مليون رأس أغنام وماعز ونصف مليون رأس جمال، بالإضافة إلى إصدار تشريع يجبر مربى المواشى على الالتزام بتحصين رؤوس الحيوانات لديهم فى التوقيتات التى تحددها الهيئة، وبالأمصال التى تنصح بها، لزيادة مناعة المواشى ضد الأمراض الوبائية.

بينما تدرس الحكومة حاليا خيارين لمواجهة الأزمة الأول تدبير العجز فورا والبالغ 101 مليون جنيه وبلا أية تأخير لحماية الثروة الحيوانية أو إقرار مشروع التحصين والتامين الإجبارى، لضمان توفير الموارد المالية اللازمة له، لإتمام التحصينات التى تحتاجها الحيوانات ضد كافة الأمراض الحيوانية، على أن تتحمل وزارة المالية فارق التكلفة، أو أن يسدد المربى 70 جنيهاً سنوياً عن كل رأس، فى مقابل عمليات التحصين و التسجيل لبيانات الحيوان فى بطاقة صحية خاصة توضح مواعيد التحصين والأمراض التى أصابته وطرق علاجها بما يضمن تتبع مراحل نمو الحيوان وحالته الصحية.

وفى ذات السياق كشف مصدر مسئول بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، عن ظهور حالات فردية من رؤوس الماشية مصابة لمرض الحمى القلاعية فى عدد من المحافظات، بعد ظهورها بمحافظة المنيا وخاصة القرى، مؤكدا تكتم الخدمات البيطرية على إعلان ظهور المرض مرة أخرى نظرا لنقص التحصينات المخصصة للمرض لوجود عجز فى الموارد المالية لمعهد بحوث المصل واللقاح بالعباسية الذى يقوم بإنتاج المصل، مؤكد أن الأجهزة البيطرية بوزارة الزراعة غير قادرة على احتواء الأزمة، وهو ما قد يشكل تهديدا جديدا للثروة الحيوانية كما حدث العام الماضى عندما نفق ما يقرب من 20 ألف رأس خلال شهرى مارس و أبريل.

من جانبه أبدا الدكتور عصام رمضان الخبير البيطرى بالجمعية المصرية للأمم المتحدة فى تصريحات لــ"اليوم السابع"، من تخوف لظهور "عترات" جديدة من الإمراض الوبائية التى تهدد الثروة الحيوانية، بسب اتفاق الحكومة ممثلة فى هيئة السلع التموينية بطرح كراسة لاستيراد 5 آلاف ماشية بشكل شهرى، للمناطق الأشد فقرا فى الدولة، كجزء من التعاون المشترك بين مصر والسودان، لمواجهة غلاء الأسعار دون مرعاة وضع ضوابط وآليات تحكم الاستيراد سواء كانت لحوم مبردة أو حية "قائلا": إن هذه الصفقة تهدد بدخول "عترات" جديدة من الأمراض الوبائية مثل الحمى القلاعية "السات 2" التى قضت على آلاف الماشية العام الماضى.

من جانبه قال الدكتور حسين قاعود أستاذ الأوبئة ورئيس قسم الصحة بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة: إن مرض الحمى القلاعية مازال موجودا لأنه من الأمراض الوبائية شديدة السريان، ومصنفة طبقا لمنظمة الأوبئة الدولية ضمن القائمة الأولى ذات الخطر الشديد على الثروة الحيوانية، من بين 16 مرضا آخر، لافتا إلى أن المسئولين بوزارة الزراعة لم يعرفوا قيمة الثروة الحيوانية فى مصر مثل الدول الأخرى، بل أنهم مكتفون بتخبط فى التصريحات والقرارات التى لم تنفذ فى احتواء الأزمة حتى الآن.

وشدد قاعود على سرعة اتخاذ إجراءات وقائية وفرض مناطق "حجر صحى" على المناطق الموبوءة التى ظهرت بها حالات فردية جديدة، على أن يتم التلقيح دوريا للأبقار بجرعتين بفاصل 3 – 6 أسابيع، مع المراقبة المستمرة لبرامج التحصين ضد المرض، على أن تكون اللقاحات المستخدمة معتمدة من مكتب الأوبئة الدولية "قائلا " "هناك تقاعس فى المتابعة الدورية والحدودية والتحصين، وتراخى الخدمات البيطرية فى تطبيق قواعد الاستيراد للحيوانات الحية من الخارج، بالمخالفة للمعايير الدولية للاستيراد بين الدول، خاصة الشركات التابعة لوزارة الزراعة فى عدم تطبيقها الحجر البيطرى السليم على الحيوانات المستوردة، وعدم متابعتها للموقف الوبائى فى الدول المجاورة".

وعن استيراد الحكومة 5 آلاف رأس من السودان قال قاعود لابد من اتخاذ الإجراءات الصارمة فى الاستيراد وعمل لجان بيطرية ذات كفاءة عالية لفحص شحنات الحيوانات القادمة من السودان، وتفقد مناطق الاستيراد لعدم دخول عترات جديدة تهدد الثروة الحيوانية فى مصر، قائلا "مش عارفين نسيطر على الأمراض الوبائية إلى عندنا وفى انتظار أمراض وبائية أخرى إذا تم استيراد 5 آلاف رأس بطرق غير سليمة".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة