فى ندوة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام..

خلاف حول سبب قوة الغرب وسيطرته على العالم

الأربعاء، 20 مايو 2009 09:13 م
خلاف حول سبب قوة الغرب وسيطرته على العالم جانب من الندوة - تصوير أحمد إسماعيل
كتبت شيماء عبد الهادى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما السبب فى قوة الغرب وسيطرته على العالم؟ سؤال طرحته ندوة "مرتكزات السيطرة الغربية"، التى عقدها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، اليوم، الأربعاء، إلا أن الإجابة حملت قدرا من الاختلاف بين المشاركين.

ففى الوقت الذى أرجعها، د. فريدريك معتوق، أستاذ العلوم الاجتماعية فى جامعة بيروت بلبنان، إلى قدرة الغرب وسيطرته على الجانب المعرفى والعلوم الاجتماعية، أرجعها مستشار مركز الأهرام، السيد ياسين، إلى تطور المجتمع الصناعى، وظهور مفهوم ما بعد الحداثة، فى حين اعتبر د. عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ المعاصر، أن مكمن قوة الغرب جاءت من قدرته على الفصل بين السياسة والاقتصاد.

وقال د. فريدريك معتوق، إن سيطرة الغرب بدأت حين تخلوا عن الإرث البابوى والدينى، مع بداية عصر الصناعة والثورة الثقافية، أى أنهم جعلوا تفكيرهم على الأرض وليس السماء، على حد قوله، معتبرا أن قيام رسام الخرائط الهولندى برسم أول خريطة للكرة الأرضية كلها، كان بمثابة إعلان الغرب بأنهم قادرون على السيطرة على العالم.

ووصف معتوق السيطرة الغربية، بالسيطرة الذكية التى لم تأخذ الشكل العسكرى الفج، لكنها طريقة تنفيذ وتخطيط تتبدل من زمن إلى زمن بحسب المعطيات الجديدة، مرتكزة على خمس محركات أساسية، هى الهيمنة، إذ صدروا قدرتهم على السيطرة على أنفسهم إلى العالم فى شكل هيمنة، إلى جانب دخولهم جميعا فى شكل سلمى إلى السياسة، عندما نجحوا فى أن يتحارب الناس فى البرلمان بالكلام بدلا من المحاربة بالأسلحة، وهى الفكرة التى حررتهم من عصبيتهم، ومكنتهم من التفرغ لسياسة العالم والسيطرة عليه.

"استخدام التفوق فى المعرفة ركيزة أخرى للسيطرة"، قالها معتوق، مضيفا حرصت الدول الغربية على عدم تصدير اكتشافاتها إلى العالم، وإنشاء مؤسسات تتابع مسيرة تلك الاكتشافات، إلى جانب نجاحهم فى نقل فكرة الدولة من الملك إلى دولة الشعب، والذى تزامن معه، ربطهم بين فكرة الربح والنظام الاجتماعى، وعبر هذا النظام، وجدوا حلولا للتناقض بين الغنى والفقير، بخلق الطبقات الوسطى.

لكن د. عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث، اعترض على هذا الكلام، مشيرا إلى أن الطبقة الوسطى جاءت نتيجة لتطور الوضع الاقتصادى، وظهور نظرية من يملك يحكم، والباقى له الحق فى إنشاء نقابات للدفاع عن حقوقه، أما مسألة السيطرة الغربية اعتبرها الدسوقى جاءت بنفس فكرة الفجة العسكرية، بداية من الحروب الإيطالية فى القرن الـ 15، إذ سقطت الأخلاق بمفهومها الدينى عن السياسة، ومحاولة الغرب تخليص الاقتصاد من الدولة، ونقلها إلى الأفراد.

من جانبه، أكد السيد ياسين أن رؤية د. معتوق تعبر عن المتجمع الغربى الكلاسيكى، لأنه تجاهل فكرة المجتمع الصناعى والمدخل الثقافى، ومفهوم الحداثة الغربية، لافتا، إلى عدم وجود دراسات لعلم الاجتماع الدينى فى العالم العربى، لاعتبار الدين من التابوهات، ووجود تهم جاهزة لتكفير كل من يحاول دراسة الظاهرة الدينية دراسة موضوعية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة