احتضنت القاهرة قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس لبحث عدد من الملفات حول المصالحة والعلاقة مع مصر، لكن وسائل الإعلام لاحظت توافد وفدين من الحركة أحدهما من الخارج برئاسة خالد مشعل والآخر من داخل غزة برئاسة إسماعيل هنية على غير العادة، لكن تبين أن كثافة وفدى حماس كان هدفها اجتماع لمجلس شورى الحركة لإجراء الانتخابات الداخلية لحماس واختيار أعضاء مكتبها السياسى ورئيس المكتب.
وعلى مدار يومين وتحت الرعاية المصرية اجتمع قادة حماس لحسم اختيارهم لرئيس المكتب السياسى للحركة وأعضاء المكتب، وأسفرت الانتخابات الداخلية للحركة، عن اختيار خالد مشعل رئيسا للمكتب السياسى للمرة الرابعة على التوالى بالتزكية، بعد تجديد الثقة فيه من قبل قادة وكوادر الحركة.
وقالت الحركة فى بيانها: "بفضل الله تعالى، وبعد أن أنهت الحركة كلَّ مراحل الانتخابات التحضيرية لمؤسساتها فى الداخل والخارج على أسس شورية وديمقراطية راسخة، عقد مجلس الشورى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" دورته العادية فى القاهرة لانتخاب رئيس وأعضاء المكتب السياسي، يوم الاثنين 20 جمادى الأولى 1434هـ الموافق ١ إبريل ٢٠١٣م؛ حيث أطلق المجلس على دورته هذه اسم: "دورة الشهيد القائد أحمد الجعبري" رحمه الله.
وأضاف البيان: "سادت روح التوافق بين الإخوة أعضاء المجلس بكل مكوّناته فى الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج.. وفى ظل أجواء من الشورى والديمقراطية الأصيلة، جدَّد مجلس الشورى الثقة بمكتبه السياسى وعلى رأسه الأخ خالد مشعل".
وتقدمت حركة حماس، وفق البيان، "بالشكر للشقيقة مصر قيادة وشعباً بعميق الشكر والتقدير على وقوفهم الدائم مع شعبنا وقضيتنا، وعلى تسهيل عقد اجتماعنا على أرض مصر الطاهرة وبين أهلها الطيّبين".
وقد سادت أجواء من السرية حول انتخابات حماس الداخلية واستمرت اجتماعات مجلس شورى الحركة بالقاهرة بعيدا عن وسائل الإعلام أو الإعلان عن تفاصيل العملية الانتخابية، وفى هذا الإطار أكد مشير المصري، القيادى بحركة المقاومة الإسلامية حماس أن الانتخابات الداخلية للحركة تجرى فى إطار من السرية والكتمان، لعدم استهداف الاحتلال الإسرائيلى قادة الحركة.
وأضاف المصرى فى تصريح لـ"اليوم السابع": "أنه من المفترض عدم الخوض فى هذا الحديث لسرية انتخابات حماس، لكن نستطيع القول بأن انتخابات حماس الداخلية جرت وفق قواعد شورية وبنزاهة وشفافية تامة".
وبالرغم من السرية والكتمان على مجريات انتخابات حماس الداخلية إلا أن مصدرا بمجلس شورى الحركة كشف لـ"اليوم السابع" أن عملية الانتخابات استمرت قرابة اليومين شارك فيها أكثر من 70 عضوا بمجلس شورى الحركة.
وبين المصدر أن انتخابات رئيس المكتب السياسى لا تتم وفق ترشح أحد القادة لنفسه للمنصب ولكن يأتى عبر ترشيح عضو لأحد زملائه على أن يحظى هذا المرشح بتزكية آخر فيصبح مرشحا رسميا.
وأشار المصدر إلي أنه بالرغم من رغبة خالد مشعل بعدم الترشح لرئاسة المكتب إلا أن العديد من قادة الحركة دفعوا باسمه، كما دفع العديد من مجلس شورى الجماعة بأسماء كل من إسماعيل هنية رئيس حكومة غزة وموسى أبو مرزوق، موضحا أنه بعد الدفع بمشعل وسط شبه إجماع من مجلس الشورى تنازل الأخيران ليتم اختيار مشعل بالتزكية بالرغم من حصوله على ما يقرب من 84% من أصوات مجلس الشورى.
وأوضح المصدر أن إسماعيل هنية أصبح نائبا لرئيس المكتب بعد أن حصل على أكبر عدد من الأصوات فى انتخابات المكتب السياسى، وأصبح أبو مرزوق رئيس إقليم الخارج بالحركة، ومحمد نزال نائبا لرئيس إقليم الخارج، وأسام حمدان مسئول العلاقات الدولية بالحركة، وعزت الرشق مسئول الدائرة الإعلامية للحركة بالخارج، ومشير المصرى مسئول الدائرة الإعلامية للحركة بالداخل.
ووسط أجواء الانتخابات نقل المتحدث باسم حكومة حماس فى غزة إيهاب الغصين عبر صفحته على "فيس بوك"، كلمات لخالد مشعل أطلقها وسط أجواء العملية الانتخابية، فقال: الأمة بلا شك تعيش اليوم حالة نهوض وصعود، ولكنه صعود متعب بالضرورة، وقد يرافقه الكثير من النزف والآلم، لذلك يتطلب نفسا قوية، والمزيد من العزم والإرادة والإصرار، ومضاعفة العمل والبناء من ناحية، وتصعيد المقاومة والمواجهة ضد الأعداء المحتلين من ناحية أخرى.
وأضاف مشعل: أيا كان من سيتولى المسئولية والأمانة فنسأل الله أن يعينه عليها وأن يسدد خطاه ورأيه، فهى دعوة سيرعاها الله بإذنه وقدرته، ولن ننس أبدا أن الفضل لأهل الفضل، فقيادتنا ضحت وعانت وبذلت وما زالت، فلهم منا كل التقدير والحب والدعاء.. ونوصيهم بوطننا وقضيتنا وشعبنا خيرا، أربعة أعوام جديدة تخفى الكثير من التطورات.
