أكد نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أنه في ظل الموقف السلبي لدولة إثيوبيا إزاء سد النهضة والتعنت الواضح
قال: تحدثنا عن رحمة الكلمات: وتعنى أن تعرِف الرحمة طريقها إلى كلمات الإنسان فلا تسبب آلامًا للآخرين كالكلمات الطيبة والمشجعة.
قال: أيام معدودات ويبدأ عام جديد. لٰكننى أشعر بأن الأيام صارت متشابهة، ثقيلة، تمتلئ بالحزن والألم والدُّموع أكثر منها بالفرحة والابتهاج؛ وأظننى لا أتذكر كيف تكون مشاعر السعادة!! وأرى أنه شعور كثيرين.
قال: تحدثتَ عن الرحمة والشعور بالآخرين، وذٰلك الطفل الذى وجد المحبة والرحمة من أصدقائه الذين شاركوه طعامهم فى سعادة شمَلتهم جميعًا.
قال: بدأت حديثك عن الرحمة المستمدة من الله – تبارك اسمه – التى لا تعرِفها إلا القلوب التى تعرِفه. أجبته: نعم، فمصدر الرحمة التى تملأ حياة البشر هو الله وحده.
قال: تحدثتَ عن عدل الله، وأنه ليس بصامت حيال ما يمر بحياة البشر من أحداث، لٰكنه يقدم فرصًا إلى جميع البشر كى ما يُدركوا الصواب فيسيروا عليه ويميزوا الخطأ فيقوّموه.
قلتُ: نعم الله عادل فى عطاياه؛ فهو يمنح كل إنسان ما يكفيه من مواهب ليحقق بها إنجازات عظيمة، لكن عليه أن ينميها ويستثمرها بالعمل والكفاح اللذين هما سر قوة كل عظماء الإنجازات.
قلت: تحدثنا عن عدل الله فى منح كل إنسان ملكات متنوعة تتطلب منه العمل الدؤوب؛ وهذا ما عبّر عنه الحكيم، ولمسناه فى حياة العظماء.
قال لى: لقد بدأت كلماتك بأن الحياة ليست بساعاتها التى يحياها الإنسان بل بما يحققه فيها، متغلبًا على ما يصادفه من مشكلات واضطرابات.
نظر إلى مرددًا كلمات سؤالى: كم من أشخاص اعتقدوا أن أمورهم تؤول إلى نجاح أكبر أو سعادة أكثر حين يبتعد عن طرقهم أناس بعينهم ظنوهم أسباب ما يعانونه.
جال بنظره بعيدًا وكأنه يتطلع إلى الأفْق، ثم انتبه قائلاٌ : ألخير بين البشر؟! الترفق والإنسانية ؟! نعم ، نحتاج بشدة إلى استعادة الثقة بأن الإنسانية ما تزال كائنة وتحيا في داخلنا - ودعني أقول - وبالأخص في داخل ضمائرنا التي تمضي بنا في رحلة الحياة.
قلت: الثقة الأولى التى علينا أن نعيها ونُدركها فى داخلنا هى الثقة بالله، وأيضًا الثقة بالخير العائد لا محالة، وإن أحكم الظلام إسدال ستائره فستبددها إشراقة الخير. هل سمعت قبلاً أن أحلك ساعات الظلام هى التى تسبق ميلاد شمس يوم جديد؟!
استكملت فى المقالة السابقة حوارًا عن الحياة، والثقة التى تكسب الحياة معنى، وأولها ثقتنا بالله - تبارك اسمه - التى تمنحنا الاطمئنان ونحن نؤدى رسالتنا فى مسيرة الحياة.
تحدثنا فى المقالة السابقة عن أهمية سعى جميع البشر نحو تحقيق السلام العالمى إذ صار أمرًا يتوقف عليه مستقبل العالم بأسره : فإما هو خطوات نحو الحياة.
أسئلة ترددت أصداؤها فى فكرى ، ولا ريب أنها منذ القدم انطلقت تحاول البحث عن إجابات فى فكر كثيرين: ماذا لو لم يتفق العالم على السلام ؟!
أن تكون أمينًا وإنسانًا فهٰذا لا يقدَّر بثمن فى الحياة! أن ترى نفسك وتدرك حاجاتك وفى الوقت نفسه تشعر بالآخرين وتقدِّر حاجاتهم فهٰذا نداء بلا أصوات وبلا كلمات: أنك بالحقيقة إنسان لم يفقد أعظم ما وُهب له من الله !
بدأنا الحديث فى المقالة السابقة عن القدرة التى يمتلكها بعضنا للتأثير فى حياة الآخرين، الأمر الذى يغير من أسلوب حياتهم ويضيف معانى إلى رحلة الحياة.
فى طريق الحياة، نلتقى أناسًا استطاعوا الانطلاق فى الحياة من مجرد أداء أدوارهم وتحقيق آمالهم فى الوصول إلى النجاح الشخصى إلى تخطى حدود ذواتهم والتأثير فيمن حولهم.
تحدثنا فى المقالة السابقة عن قسوة الحياة وصعوبتها عندما تفقد كل ما هو إيجابى من ملامحها. إلا أننا يجب أن نتأمل أنفسنا أولاً لنعرف ما علة ذٰلك التغير. وعلى الرغم من الإحباطات التى قد تكتنف الحياة، فإننا يجب أن نتصدى لها بالفكر الإيجابيّ.
ماذا يكون شكل الحياة حين تخلو من المحبة ؟! سؤال رنت أحرفه وكلماته فى أعماقه، وبدأت تتوارد الصور فى مخيلته الواحدة تلو الأخرى؛ بعضها من أيام طفولته حين كان يشعر بالود