ثورات المسلمين بعد سقوط الأندلس.. البشرات والمدجنين الأبرز

الجمعة، 09 أكتوبر 2020 11:00 م
ثورات المسلمين بعد سقوط الأندلس.. البشرات والمدجنين الأبرز سقوط الأندلس
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سقطت مملكة غرناطة 1492م، وهى آخر معاقل المسلمين فى الأندلس، وكانت معاهدة التسليم التى تسلم على إثرها الملك فرناندو مملكة المسلمين الأخيرة فى الأندلس، تضمن حرية العقيدة والعبادة لمسلمى الأندلس، اشتملت المعاهدة على سبعة وستين شرطا، لكن هذا الهدوء لم يستمر سوى سبعة أعوام، ثم بدأ البطشُ والتنكيل، ونكث العهود، وخلف الوعود، ونقض العقود، فمنع الأذان من المساجد، وأخرج المسلمون من غرناطة إلى ما حولها من القرى والنواحى.
 
ممارسات القشتاليين جعلت المسلمين يستمرون فى نضالهم فى الأندلس بعد سقوط غرناطة من خلال ثورات عديدة من بينها ثورة البشرات التى انهارت فى النهاية، وخبت معها آخر جذوة من العزم والنضال، ومن الثورات الإسلامية فى الأندلس ضد القشتاليين:
 

ثورة البشرات 

ثورة المورسكيين (1568ـ1571) هى ثورة على تاج قشتالة قام بها مسلمو غرناطة الذين أجبروا على التنصر بعد سقوط مملكة غرناطة، لم يكن سقوط غرناطة فى سنة 897هـ= 1492م، سوى بداية النهاية فى مصير الأمة الأندلسية، وعلى الرغم من أن المسلمون عاشوا بضعة أعوام فى البداية فى نوع من السكينة والاطمئنان، إلا أنه لم تمض بضعة أعوام على تسليم غرناطة، حتى بدت رغبة السياسة القشتالية فى القضاء على البقية الباقية من الأمة الإسلامية فى الأندلس، حيث بدأت تعمل على تنصير المسلمين بالوعظ والإقناع، ولـما فشلت هذه الأساليب لجأت إلى أساليب العنف والمطاردة.
 
وعندما تولى عرش إسبانيا الدوق فيليب الثانى (1555 – 1598م) أصدر طائفة من القوانين المجحفة دلت على اضطهاده وتحريضه ضد المسلمين، فأصدر قانون يحرم عليهم حمل السلاح إلا بترخيص، وكان السلاح ضروريًا لهم للدفاع عن أنفسهم، كما أصدر قانون بتحريم استعمال اللغة العربية، ومنع ارتداء الثياب العربية، ومنع ارتداء النساء للحجاب، ومنع استعمال الأسماء والألقاب العربية، وغير ذلك من القوانين التى تهدف إلى محو هوية المسلمين، وفرض على كل من يخالف هذه القوانين عقوبات فادحة، تختلف من السجن إلى النفى والإعدام، كما فرض على كل من يمتلك كتب أو أوراق عربية ولاسيما القرآن أقسى أنواع العذاب والعقاب.
 
فى 28 أكتوبر سنة 1570م، أصدر فيليب الثانى قرارًا بنفى المسلمين من مملكة غرناطة إلى داخل البلاد، وكان مصير المنفيين مؤلـمًا جدًا، إذ هلك الكثير منهم من المشاق والمرض، وعانى الذين سلموا منهم مرارة غربة جديدة مؤلمة، وقد نص قرار النفى على وجوب وضعهم تحت الرقابة الدائمة، وتسجيلهم وتسجيل مساكنهم فى سجلات خاصة، وعين لهم حيث وجدوا مشرفًا خاصًا يتولى شئونهم، وحرم عليهم أن يغيّروا مساكنهم إلا بتصريح ملكي، وحرم عليهم يسافروا إلى غرناطة، وفرضت على المخالفين عقوبات شديدة تصل إلى الموت.
 

ثورة المدجنين

ثورة المدجنين (1264-1266)‏، هى الثورة التى قام بها المسلمون الذين آثروا البقاء فى الأندلس ومرسية وتاج قشتالة، وعاشوا فى ظل الحكم المسيحى، وكانت بلنسية مثوى لكثير من هؤلاء وتجمع فيها ما يقرب ثلاثين ألفا، ورأوا أن يقوموا بثورة لاكتساب بعض الحقوق الإنسانية، كحرية العقيدة، واستطاعوا احتلال بعض الحصون وتقدموا نحو بلنسية بعد أن كونوا جيشا، واستمروا فى التقدم، وأصيب حاكمهم (جقوم) بهم وغم أديا إلى وفاته، وجاء ابنه (بطره) الذى تتصل بالمسلمين وفاوضهم، وعقد هدنة أمان معهم، ورفع عنهم الظلم، حتى إذا تفرقوا، نقض العقود والمواثيق وضربهم، قبل أن يتجمعوا، وأسر المسلمين جميعا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة