أكرم القصاص - علا الشافعي

سيناريوهات الحرب والسلم بين إيران والولايات المتحدة.. خيار المفاوضات "سم" لا يرغب خامنئى بتجرعه.. قنوات سرية لخفض التوتر ومنع الاشتباك العسكرى.. استهداف المصالح الأمريكية يقلق واشنطن.. والتصعيد السيناريو الأرجح

الخميس، 16 مايو 2019 04:00 م
سيناريوهات الحرب والسلم بين إيران والولايات المتحدة.. خيار المفاوضات "سم" لا يرغب خامنئى بتجرعه.. قنوات سرية لخفض التوتر ومنع الاشتباك العسكرى.. استهداف المصالح الأمريكية يقلق واشنطن.. والتصعيد السيناريو الأرجح المرشد الإيرانى على خامنئى
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"التفاوض مع الولايات المتحدة سم قاتل، طالما تتصرف الإدارة الأمريكية الحالية هكذا، فالتفاوض معها هو سم زعاف"، هكذا وصف مرشد إيران آية الله على خامنئى خيار العودة لطاولة الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، لتتداعى كلمته إلى الأذهان الكلمة الشهيرة لمؤسس الجمهورية، آية الله روح الله الخمينى فى ثمانينات القرن الماضى، عندما اقترح مجلس الأمن هدنة لإنهاء الحرب العراقية الإيرانية التى امتدت لـ8 سنوات حقنا للدماء وقال جملته الشهيرة: "أهون على تجرع السم الزعاف من قبول القرار"، لكنه تجرعه فى نهاية المطاف.

 

ولا يرغب المرشد الأعلى الإيرانى فى تجرع السم الذى تجرعه الخمينى مع اختلاف أسبابه، لكنه قال إن الأسهل بالنسبة لطهران هو العودة لتخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى مما حددها الاتفاق النووى دون قيود أى أعلى من 3.76% وربما لو أراد لبلوع نسبة الـ20% فستكون سهلة عليه وفقا لخامنئى.

تاريخ العلاقات الأمريكية الإيرانية، يشير إلى أن صانع القرار الإيرانى يرجح فى إدارة ملف واشنطن التحاور مع خصومه عبر قنوات خلف الأبواب المغلقة فالإتفاق النووى الذى وقع فى 2015 وضعت بذوره فى محادثات سرية استضافتها سلطنة عمان فى العام 2012 أى فى عهد الرئيس السابق  أحمدى نجاد، لم تخرج إلى النور إلا بعد سنوات.

 

خامنئى وروحانى
خامنئى وروحانى

 

 

سيناريو الحرب غير مرغوب فيه.. وقنوات سرية عبر قطر والعراق

بات السيناريو الأقرب للخروج من حالة التصعيد للتهدئة هو اللجوء لقنوات حوار سرية يرجحها اللاعب الإيرانى.

وانتقل دور الوساطة من عمان إلى حليفين يعدان الأقرب إلى طهران وواشنطن وهما العراق وقطر، ورجحت تقارير إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو إلى العراق الأسبوع الماضى لبحث مخاوف الإدارة الأمريكية على مصالحها التى تهدده طهران فى هذا البلد، لم تعد زيارة عادية، بل حاولت طهران من خلالها إيصال رسائل عبر مسئولى العراق لتهدئة الوضع والتحاور مجددا مع طهران.

قطر أيضا التى تحتفظ بعلاقات وثيقة مع صانع القرار الإيرانى، دخلت على خط الوساطة.

 

وأشارت تقارير صحفية إلى زيارة غير معلنة لوزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى الأسبوع الماضى إلى طهران، كانت واشنطن على علم بها، لإيصال رسائل الإدارة الأمريكية إلى خامنئى، حيث رُصدت في الحادي عشر من مايو الجاري طائرة تابعة للديوان الأميري القطري في طهران.

 

وحسب موقع flightradar فإن الطائرة A7-MBK من طراز أيرباص A320 حطت فى طهران في الساعة السابعة مساء السبت وغادرت عند العاشرة والنصف عائدة إلى الدوحة.

 

 

واستهداف المصالح الأمريكية.. والتصعيد سيناريو طويل الأمد

ورغم ذلك تتخوف الإدارة الأمريكية من سيناريو استهداف مصالحها فى العراق نظرا للنفوذ الذى تتمتع به إيران وتغلغلها فى هذا البلد.

وأطلقت السفارة الأمريكية فى بغداد، بيانا قالت فيه إن وزارة الخارجية أمرت "موظفى الحكومة غير الضروريين" فى العراق بالرحيل.

 

وفى إشارة للسفارة والقنصلية الأمريكية فى أربيل، قالت "خدمات التأشيرات العادية فيهما ستصبح معلقة مؤقتا. إن الحكومة الأمريكية لديها قدرة محدودة على تقديم الخدمات الطارئة للمواطنين الأمريكيين فى العراق".

وأوصى البيان من شملهم القرار "بالرحيل بوسائل النقل التجارية فى أسرع وقت ممكن"، كما دخل الجيش الأمريكى فى حالة تأهب قصوى، مؤكدا المخاوف من قوات تدعمها إيران فى المنطقة.

 وقال الكابتن بيل أوربان، وهو متحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكى أثناء توضيحه لتصريحات مناقضة لجنرال بريطانى، إن البعثة الأمريكية "فى حالة تأهب قصوى الآن ونواصل المراقبة عن كثب لأى تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأمريكية فى العراق".

وبات السيناريو الأقرب الآن هو التصعيد لكنه التصعيد المعتاد بين طهران وواشنطن الذى لا يؤدى بالضرورة للاشتباك العسكرى، شعاره تشديد العقوبات مجددا على طهران لمنع تدفع أموال خزينتها إلى وكلاءها فى لبنان وسوريا والعراق وتضيق الخناق على النظام فى الداخل.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة