فى الحلقة الأخيرة ..

فى "أرابيسك" غاب الحديث عن هدم فيلا برهان وحضرت قضية الهوية المصرية

الجمعة، 20 يوليو 2018 04:30 م
فى "أرابيسك" غاب الحديث عن هدم فيلا برهان وحضرت قضية الهوية المصرية الفنان صلاح السعدنى
وائل السمري

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما لا يتذكره الكثيرون، وربما يكون لا يعرف الأجيال الجديدة هذه الحالة الراقية من الشجن التى كانت تصاحب نقرات القانون المعلنة عن بداية المسلسل، لكن ما لا شك فيه هو أن مسلسل حسن أرابيسك يعد من عيون الدراما المصرية التى أسهمت بشكل كبير فى تربية الوجدان المصرى والعربى وزرعت فى القلوب انتماء إلى هذه البلد وهذا التراب وهذه السماء.

بالنسبة لى صارت شخصية حسن أرابيسك التى صاغها أسامة أنور عكاشة من أهم علامات الشخصية المصرية، فقد تجسدت شخصية ابن البلد فيه، هو ابن البلد، بالألف واللام، شهامته، جدعنته، شجاعته، تصعلكه، أحلامه، خفة دمه، تهوره أحيانا، ميله للصدق حتى ولو على حساب راحته أو حريته، استهزاؤه بالصعاب والمصائب، سخريته من التدنى والتكالب، حتى مشيته العابثة المترنحة، صورته وهو يمشى آخر الليل صارت بالنسبة لى معادلة أيقونية له، يخطو فى الشوارع وكأنه ملكها، يضرب أحجار التعثر فى الأرض وكأنه يؤدبها يربت على البيوت القديمة الدافئة بنظرة من عينه الحانية، يشق الهواء بصدره المفتوح كفارس لا يتهيب من غبار المعارك، يبتسم حتى تكاد تسمع صوت ابتسامته، ثم يتجهم فتكاد تسمع أصوات قبيلة من نحيب، أصله الشارع أو قل هو أصل الشارع.

منذ بداية المسلسل والجميع كان منتظرا، ما الذى ستؤول إليه أحوال هذا الرجل الأسطوري؟ وعلى أى شط سيرسوا هذا القارب المترنح بين أخلاق ابن البلد ومجتمع آثر التشويه؟ ففجر "أربيسك" فى الحلقة الأخيره سؤاله المهم؟ إحنا مين؟ وقد ظهر هذا حينما اتفق معه الدكتور برهان على أن يتولى بناء فيلا "تحفة" تجمع تاريخ مصر الطويل، فسخر "أرابيسك" من هذا الاتفاق بينه وبين نفسه، وترك الفيلا التى يعرف أن أساسها متهاو لتسقط فى الزلزال، ولما حبسته السلطة بتهمة هدم بناء دون ترخيص، دافع عن نفسه بخطبة عصماء ألقاها فى السجن أمام المساجين، وكأنه يخاطب مصر كلها التى أصبحت بفعل فاعل داخل الزنزانة، لتتحول القصة كلها إلى رمز لحال مصر، بعد أن أتعبها المخربون وضاق أبناؤها الأوفياء بالزيف والمغالطة، ويضع من حب مصر شرطا أساسيا لاقتراح صيغة النهضة التى تنقذ مصر مما أتعبها وخربها وأذلها.

فى الحلقة الأخيرة من "أرابيسك" تحولت قضية حسن إلى قضية قومية وغاب السؤال عن مصير قضية هدم فيلا وحضرت قضية الهوية المصرية، يقول حسن أرابيسك أمام المساجين الذين يعتبرهم قاضيه الحقيقى "سواء كان أنا.. أو الزلزال.. أو التوابع.. فاللى حصل ده كان لازم يحصل، لأنه الترقيع مينفعش، السَلَطة متنفعش، البزرميط مينفعش، وبعدين الفن مهوواش طبيخ، الدكتور برهان جه وقال عايزين نعمل تحفة، ترمز لتاريخ مصر كله، بس تاريخ مصر كبير أوى وطويل، فرعونى على قبطى على رومانى على يونانى على عربى، ومن ناحية تانية بتبص ع البحر لكن الذوق غير الذوق، الطعم غير الطعم واللون غير اللون، ومفيش حاجة جت وعجنت ده كله فى بعضه وطلعت فن مصرى نقدر نقول عليه الفن المصراوى اللى بجد، يبقى نعمل اللى أحنا عارفينه، وأنا لعبيتى إيه "الأرابيسك" يبقى نتكل على الله ويلا، واحد تانى يقول مصرى مصر دى طول عمرها ع البحر وزى ما الأوربيون عملوا إحنا نعمل، الجريك والفرنساويين واليونان أخدو مننا وهضموا واتطوروا، نعمل زيهم ونطلع لقدام، ماشى مبقولش لأ مادام فاهم وبيحب مصر، والحمد لله إن الفيلا وقعت عشان نرجع ونبتدى مع مصر من أول وجديد على ميه بيضا، لكن المهم نعرف إحنا مين وأصلنا إيه وساعة ما نعرف أحنا مين هنعرف أحنا عايزين إيه، وساعتها نتكل على الله".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة