"الـتأريخ الأسود للعلاقة بين الإخوان وإيران".. إسرائيل الوسيط بينهما.. حسن البنا بدأها سرا.. والطرفان خططا ضد مصر.. ويوسف ندا عراب الجماعة فى طهران.. ولقاء أمين التنظيم الدولى بمستشار الثورة الإيرانية يفضحهما

الأحد، 30 يوليو 2017 11:22 ص
"الـتأريخ الأسود للعلاقة بين الإخوان وإيران".. إسرائيل الوسيط بينهما.. حسن البنا بدأها سرا.. والطرفان خططا ضد مصر.. ويوسف ندا عراب الجماعة فى طهران.. ولقاء أمين التنظيم الدولى بمستشار الثورة الإيرانية يفضحهما صورة أرشيفية تجمع إبراهيم منير ومحسن الأراكى مستشار مرشد الثورة الإيرانية
كتب كامل كامل – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

باحث بالشأن الإيرانى: التحالف الخفى بين إيران والإخوان لا يظهر إلا وقتما يشتد الخطر

 

فتح اللقاء الأخير الذى جمع إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، مع محسن الأراكى مستشار على خامئنى مرشد الثورة الإيرانية، خلال الأيام الماضية، الحديث عن التأريخ الأسود للعلاقة بين الإخوان وطهران، منذ عهد حسن البنا مؤسس الجماعة وحتى الآن، وتاريخ الصفقات والاتفاقيات والزيارات المعلنة والسرية فى هذا الشأن، فى السطور التالية، نرصد التأريخ الأسود للعلاقة بين الإخوان والشيعة، والصفقات المشبوهة بينهما.

 

اللافت فى هذه العلاقة أنها بدأت منذ عهد حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الأول، وأن الطرفين يتظاهران بأنهما ضد الكيان الصهيونى، ولكن عندما تفتح سرب الأسرار بينهما تجد أن إسرائيل هى الوسيط بين الإخوان وشيعة إيران.

 

فى البداية يفتح الكاتب والباحث فى الشأن الإيرانى محمد مصطفى، هذا التاريخ الأسود ويؤكد: " لا إخوان مصر المتأسلمين لهم علاقة بالإسلام من حيث الفعل لا الشعار، ولا إيران فارس المجوس لها علاقة بالتشيع والشيعة من حيث أيضا الفعل، فقد قاتل الإيرانيون العراق فى حرب ضروس زهاء ثمانية أعوام وكان أكثر من نصف جيش العراق من الشيعة، حيث كان عنوان الحرب الرئيسى "عرقى بامتياز".

 

وأضاف الباحث فى الشأن الإيرانى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن هذا التحالف الخفى بين إيران والإخوان لا يظهر إلا وقتما يشتد الخطر على أحدهما، كما حدث على طول تاريخ العلاقات الخفية بينهما، وكما يحدث الآن فى موجة الخطر التى تتعرض لها جماعة الإخوان المتأسلمين عالمياً ، فنرى فى مقبل الأيام ظهور ما كان مضمرا فى السابق إلى العلن، نرى حقيقة توحدهما تحت راية إسرائيل، فهى وسيلة التقارب الحيوية بينهما، ولابد من الوقوف على علاقة كل من إيران والإخوان بإسرائيل كى يتضح لنا الترابط بينهما.

 

وقال محمد مطصفى: "استضافت إيران القيادات الإخوانية بعد 30 يونيو على أراضيها وسمحت للإخوان الإيرانيين بالاحتفال فى أحد أشهر ميادين طهران، رافعين شعار رابعة، ومندّدين بالرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي، ما يؤكد استضافتها للإخوان، واستغلال أزمة السعودية وإيران خلال الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر كشفت تسليح إيران للإخوان، حيث كشفت وزارة الداخلية فى بيان لها عن خلية إرهابية كبيرة تابعة للإخوان، وكان لافتا اكتشاف أسلحة إيرانية كتب عليها صنع فى إيران".

 

وأوضح أن هذه الرابطة الخفية بين إيران والإخوان قد دشنها ووضع حجر أساسها كبيرهم المؤسس حسن البنا منذ أن تكونت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية والتى أسسها إمام الفتنة حسن البنا، وإمام التقية القمى فى العام 1947 م ، حيث خدعا الرجلان لفيفا من علماء عصرهما خلف تلك الراية البراقة، لكن سرعان ما تكشف حسنو النية ممن ساروا خلفهما، أن دار التقريب تحمل أهدافا خفية غير ما هو معلن، ومن يوم إقامة هذه الحركة وإلى اليوم والتعاون قائم بين الإخوان المتأسلمين والإيرانيين المتشيعة على قدم وساق، وخاصة فى تلك الظروف التى تتعرض فيها قطر وكر الإخوان المتأسلمين لخطر الملاحقة.. وتبقى الخلفية الخفية هى من تعرفنا طبيعة التلاحم بين المشروع الصفوى الفارسى، والمشروع الإخوانى المتأسلم، التى هى خلفية قاتمة معتمة المشروع الصهيونى الذى يُعد هو الرباط الخفى لكل مشاريع الدمار والفتنة فى منطقتنا والعالم.

 

ولفت محمد مصطفى، إلى أن العلاقة بين الإخوان وإيران يتخللها العلاقة أيضا بين الإخوان وإسرائيل، متابعا: "فقد تكشف بعد مرور وقت طويل أن عملية اغتيال رئيس وزراء مصر فى العهد الملكى أحمد ماهر باشا 1945، وإن كانت يد التنفيذ إخوانية متورطة بالفعل، إلا أن المخطط والممول والدافع كان كل ذلك بإيعاز من الصهيونية ورجالاتها على أرض مصر إبان الاحتلال ، فقد كان رئيس الوزراء الأسبق أحمد ماهر مصراً على إعمال القانون، بعد القبض على الخلية الصهيونية 6/11/1944 التى اغتالت- اللورد والترموين – وإلى النطق بإعدام مرتكبى الجريمة 22/1/1945 .

 

واستطرد: كان اللورد والترموين وزيراً لشئون الشرق الأوسط، من قبل الحكومة البريطانية، وكان له موقف متصادم مع طموحات المشروع الصهيونى فى إقامة اليهود على أرض فلسطين، فتم تكليف عصابة ( شتيرن الإرهابية ) المتخصصة فى مثل هذه الجرائم، وبدورها كلفت منظمة شتيرن لتنفيذ هذه المهمة أيضا الإرهابيان " الياهو حكيم والياهو بيت تسورى " اللذان كانا يعملان فى الجيش البريطانى، ونفذ الإرهابيان الجريمة بقتل " اللورد والترموين " يوم 6/11/1944، وألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على الإرهابيين وقدمتهما إلى المحكمة العسكرية فى دار القضاء العالى وحكم عليهما بالإعدام شنقا فى 22/1/1945، ثم راح اللوبى الصهيونى وكبار رجالاته إلى الملك وضغطوا عليه، لكن الملك ترك الأمر بينهم وبين رئيس الوزراء أحمد ماهر، وكان لابد من الخلاص منه، فالإخوان اليد المنفذة، واليهود الصهاينة هم المحرضون على ذلك، إذ يصعب عليهم تنفيذ عملية ثانية والأعين مصوبة عليهم، فقام الإخوان بالتنفيذ لينالوا دعم الصهاينة الذين يديرون المشهد السياسى من خلف الستار.

 

وقال الباحث فى الشأن الإيرانى: "اتضحت تلك العلاقة الخفية بين الإخوان والصهاينة، فيما نشر بعد ذلك، فقد اعترف بعض أعضاء التنظيم السرى الخاص للإخوان بأن اليهود كانوا يقدمون لهم المساعدات وأن العلاقات السرية لم تنقطع بين اليهود والتنظيم الخاص، ومن هؤلاء على العشماوى آخر قادة هذا التنظيم الذى ذكر فى كتابه "التاريخ السرى لجماعة الاخوان المسلمين"، الصادر عام 2006 عن مركز ابن خلدون، حيث ذكر فى مذكراته بالكتاب أن تاجرا يهوديا يدعى "فيكتور نجرين"، وقد قام بمساعدة المجموعة التى ينتمى إليها على العشماوى ويرأسها محيى هلال على إنشاء مؤسسة تجارية كبيرة فى شارع عباس بالجيزة تتخفى خلفها الجماعة وتستخدم كمشروع تجارى يستخدم من جهة للإنفاق على نشاط النظام الخاص، كما يستخدم من جهة أخرى لإخفاء وتخزين السلاح، وهى سياسة كثيرا ما اتبعها الإخوان ماضياً وحاضراً، وقد تم التعاون بين قائد المجموعة والتاجر اليهودى الذى كان يطلع على كل صغيرة وكبيرة، وقام بمعاونة تجار يهود آخرين بتجهيز كل كبيرة وصغيرة".

 

من جانبه، أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن العلاقة بين الإخوان وإيران تعود لزمن حسن البنا، وكان هناك زيارات ولقاءات مبتادلة بين الجماعة وحسن البنا وبين مسئولين إيرانيين، بل إن الجماعة لم تمانع فى المساعدة على نشر المذهب الشيعى.

 

ويضيف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن يوسف ندا، المفوض الخارجى السابق لجماعة الإخوان كان عراب العلاقة بين الإخوان وإيران خلال سبعينيات القرن الماضى، وكان هناك تبادل آراء واتفاقيات اقتصادية، خاصة بين التنظيم الدولى للإخوان وبين إيران، خاصة بعد الثورة الإيرانية.

 

فيما كشف محمد جاد الزغبى الباحث الإسلامى، المتخصص فى شأن الشيعى، العلاقة بين الإخوان والشيعة قائلا : "التواصل التاريخى بين جماعة الإخوان والشيعة فى إيران، وهو تواصل واتصال يعود لحسن البنا نفسه مؤسس جماعة الإخوان، والتواصل بين الجماعة والشيعة كان تواصلا شبه عقائدى لأنه تم فى فترة ما قبل الثورة الإيرانية بكثير، فالعلاقة بينهما لم تكن بين الإخوان وبين إيران كدولة، بقدر ما كانت بين الإخوان والشيعة كعقيدة.

 

وأضاف: "بدأت جماعة الإخوان بقيادة حسن البنا بداية دعوية كما هو معروف، لكن الرجل كان فى مخططاته أشياء لم يفصح عنها لا لأعضاء الجماعة ولا لكبار الفقهاء والمفكرين الذين أعجبهم تحمس الشاب المتدين حسن البنا ــ كما ظهر لهم بتلك الفترة، وكان أهم عنصرين احتفظ البنا بفكرتهما لنفسه هى مسألة إنشاء الجناح العسكرى للإخوان، والعنصر الثانى مد أواصر الصلة مع كبار مراجع الشيعة فى إيران".

 

وتابع جاد الزغبى: "بطبيعة الحال لم يكن البنا يستطيع أن يفصح للجميع وبشكل علنى عن هاتين الفكرتين، لهذا نفذهما سرا فى البداية، ثم انكشف أمرهما فيما بعد، وكان هذا هو السبب الرئيسى الذى دفع كل الدعاة والمفكرين الكبار فى ذلك الوقت للتراجع عن حسن الظن بجماعة الإخوان ، وقد يكون مفهوما بالطبع سبب إخفاء البنا لإنشاء جناحه العسكرى، لكن لماذا حرص البنا على إخفاء علاقته بالشيعة فى بدايتها" ؟!

 

وقال "الزغبى" : "يعود السبب الرئيسى فى ذلك لحقيقة تاريخية أهملها الكثير من الباحثين إلا القليل، وهى أن الشيعة فى إيران منذ نشأة الدولة الصفوية وهى تضع نصب عينيها على مصر، وتأمل بشدة فى نشر الفكر الشيعى مجددا بها، باعتبار أن مصر كانت مهد حكم العبيديين أو الفاطميين، ومع بداية القرن العشرين كانت المحاولات حثيثة لاختراق مصر عبر إقامة علاقات مع كبار شيوخ الأزهر، لكن الأئمة تصدوا لمحاولة التقارب تلك وأفشلوها جميعا، وبالتالى كان معروفا على مستوى الفكر الدينى فى مصر خطر الفكر الشيعى، ولهذا لم يعلنه البنا مع البداية".

 

وأضاف : "هذه الأفكار كلها كانت راسخة فى ذهن حسن البنا واستقاها من الفكر الشيعى تاريخيا، حيث ما قامت دولة للشيعة أو تجمع إلا بهذا الأسلوب، فالعلاقة بينهم معروفة لكل مهتم بالشأن الشيعى".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة