هؤلاء حولوا المقاومة لسلاح موازٍ للدول.. خالد مشعل ونصر الله والحوثى تحركوا لوأد "الجيوش النظامية" فى المنطقة.. طهران والدوحة وأنقرة دعموا تشكيل حزب الله وحماس وداعش لـخلق"كيان عسكرى" لهدم الدولة الوطنية

الإثنين، 19 يونيو 2017 10:00 م
هؤلاء حولوا المقاومة لسلاح موازٍ للدول.. خالد مشعل ونصر الله والحوثى تحركوا لوأد "الجيوش النظامية" فى المنطقة.. طهران والدوحة وأنقرة دعموا تشكيل حزب الله وحماس وداعش لـخلق"كيان عسكرى" لهدم الدولة الوطنية خالد مشعل وحسن نصرالله
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت روح المقاومة لدى الفصائل المسلحة المتواجدة فى الدول العربية من فلسطين وذلك عقب إحتلال إسرائيل لمساحات شاسعة من الأراضى العربية فى ستينيات القرن الماضى، وتجسدت روح المقاومة فى تشكيل الرئيس الراحل ياسر عرفات لقوات العاصفة التى كانت نواة لتأسيس قوة عسكرية فلسطينية بمثابة جيش لتحرير الأراضى المحتلة، لكن الفكرة تطورت مع تشكيل عدد من الألوية العسكرية المسلحة وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس، وسرايا القدس الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى، وكتائب شهداء الأقصى – تم تجميد نشاطها – الجناح المسلح لحركة فتح، تطورت لتتحول لكيان مسلح يخدم أجندة سياسية ورؤية محددة للفصائل الفلسطينية. 
 
كان للمقاومة الفلسطينية دورا كبيرا فى تنفيذ عمليات موجعة ضد دولة الإحتلال الإسرائيلى وانتقلت عدوى تشكيل أولوية أو فصائل مسلحة من فلسطين إلى لبنان الذى شهد ولادة حزب الله وهو تكتل عسكرى سياسى يمثل تيار الإسلام السياسى الشيعى، وبالرغم من تشكيل تلك الألوية العسكرية فى فلسطين ولبنان لهدف محدد وهو مواجهة الإحتلال الإسرائيلى لكن الفكرة تم تشويهها بسبب دخول عدد من الدول الإقليمية على خط تمويل تلك الفصائل لتحقيق أجندة محددة بعيدا عن الأهداف التى شكلت من أجلها الفصائل.
 
وبمرور الوقت ومع سعى عدد من الدول الإقليمية وعلى رأسها إيران وقطر وتركيا لتوظيف تلك الفصائل المسلحة فى العمل السياسى سعت تلك الألوية العسكرية لأن تصبح سلاح مواز للدولة وترسخت فكرة تشكيل الميليشيات المسلحة لصالح تيار سياسى بعينه وذلك على حساب القضية والهدف المنشود، وتسبب الارتباط المالى والسياسى بين الفصائل وتلك الدول الإقليمية فى توظيف سلاح المقاومة للاحتلال الإسرائيلى إلى سلاح يستخدم فى الصراعات الداخلية ويهدد وجود الجيوش النظامية فى المنطقة.
 
وبالرغم من سعى بعض القادة الفلسطينيين لتشكيل جيش فلسطينى موحد فى مواجهة الاحتلال تحركت حركة حماس لوأد الفكرة بدعم سياسى ومالى من قطر ووجهت فى عام 2007 م – خلال تولى خالد مشعل رئاسة المكتب السياسى للحركة - سلاحها لصدور الفلسطينيين ولاسيما أبناء حركة فتح وعززت الإنقسام الداخلى ووأد فكرة تشكيل جيش نظام يضم كافة الفلسطينيين لتشكيل كيانات مسلحة تتبع مذهب محدد وترفض ضم الأقليات فى تلك البلدان.
 
 
وفى المقابل تحول سلاح حزب الله اللبنانى خلال ترأس حسن نصر للأمانة العام للحزب من سلاح مقاوم لإسرائيل إلى سلاح يتم توظيفه وتمويله لتنفيذ أجندة إيران فى المنطقة، وتسبب سياسة طهران فى تقوية شوكة حزب الله وترسانته العسكرية أمام الجيش اللبنانى فتحول الحزب لكيان مسلح يمتلك سلاحا مواز لسلاح الدولة اللبنانية ويحاول استخدام قوته العسكرية لتنفيذ أجندة طهران، ودفعت سياسة طهران الفصيل اللبنانى المسلح للتدخل عسكريا فى سوريا والعراق وهو ما يعد تغيير كامل فى البوصلة التى شكل من أجلها الحزب اللبنانى المسلح.
 
 
تحرك المحور القطرى التركى عقب عام 2011 لتطبيق الرؤية الإيرانية على الأراضى الليبية بدعمها للكتائب والميليشيات المسلحة رافضة تشكيل جيش وطنى ليبى وهو ما أعلن عنه صراحة أمير قطر السابق حمد آل ثانى خلال مؤتمر فى العاصمة الفرنسية باريس، وهو ما وصفه رئيس وزراء ليبيا الأسبق محمود جبريل بمحاولة سعى أطراف ودول إقليمية لتفتيت الجيوش العربية لصالح كيانات وميليشيات مسلحة.
 
 
ومع إندلاع الأزمة اليمنية مولت طهران ميليشيا الحوثى المتمردة على الشرعية بالمال والسلاح وعززت قوتها العسكرية حتى أصبح سلاح الحوثيين مواز لسلاح الجيش اليمنى وهو ما شجع الانقلابيين الحوثيين على طرح شروط لوقف الحرب فى اليمن فى ظل توظيف طهران لسلاح المتمردين بقيادة عبد الملك الحوثى لتحقيق أجندتها التى تهدف لتفتيت الجيوش العربية وذلك لصالح قوة إيران العسكرية الضخمة فى منطقة الشرق الأوسط.
 
 
وتحركت قطر وتركيا على مدار السنوات الماضية لدعم وجود تنظيم داعش الإرهابى وهو التشكيل العسكري الأخطر الذى دعمته تلك الدول للقضاء على وجود الجيوش النظامية فى مصر وسوريا والعراق وليبيا، وتطورت فكرة تشكيل الكيان والفصيل المسلح من مقاومة الإحتلال الإسرائيلى لفكرة تفتيت الجيوش العربية لصالح ما تسمى دولة الخلافة المزعومة التى لا تؤمن بجيوش أو حدود.
 
 
 
وانتقلت عدوى تشكيل كيانات مسلحة إلى العراق وذلك عقب الإعلان عن تشكيل الحشد الشعبى العراقى بعدد من الكتائب الشيعية المسلحة وهو التحرك الخطير الذى أدركت الحكومة والبرلمان العراقى خطورته على الجيش "الناهض من كبوته"، ما دفع البرلمان لتشريع قانون ضم خلاله الحشد الشعبى إلى قوات الجيش العراقى أملا فى وأد فكرة تشكيل كيانات مسلحة موازية لسلاح الجيش العراقى.
 
 
ونجحت الدولة المصرية فى وأد أى فكرة لتشكيل كيان أو فصيل مسلح مواز لسلطة الدولة والجيش، وقد فشلت جماعة الإخوان الإرهابية فى فرض أجندتها السياسية عبر ذراع عسكرى لها بسبب قوة المؤسسة العسكرية المصرية ووعيها لما يدور ويجرى فى المنطقة، وتحركت الدولة المصرية سريعا لدعم الجيوش النظامية فى ليبيا والعراق واليمن وتقديم الدعم اللازم لتلك الدول لتعزيز وجود الجيوش النظامية خوفا من سيطرة وبطش الكيانات المسلحة.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة