فى موجة جديدة من التصعيد وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قراره الجديد بحظر السفر الذى يسرى على مدار 90 يوماً ويشمل 6 دول إسلامية، الأمر الذى أعقبه مظاهرات حاشدة فى واشنطن للتنديد بالقرار الذى تزامن مع مدهمات وملاحقات أمنية مستمرة للمهاجرين.
ويتضمن قرار ترامب الجديد وقف برنامج اللاجئين لمدة 120 يوما، ولن تقبل الولايات المتحدة بموجبه أكثر من 50 ألف لاجئ فى العام، بعد أن كان الرقم 110 آلاف فى عهد إدارة أوباما.
ووصفت صحيفة واشنطن بوست الإرشادات الجديدة الواردة فى القرار أنها ابتعاد دراماتيكى عن الحظر الأساسى الذى أصدره ترامب فى يناير الماضى، والذى واجه على الفور احتجاجات كبيرة وأمر القضاء بتجميده.
ورأت الصحيفة أن الحظر الجديد يضع أساسا أكثر تحديدا للأمن القومى، ويمنع إصدار تأشيرات جديدة فقط ويقتصر على 6 من الدول السبعة التى شملها القرار الأول وهى إيران وسوريا والسودان والصومال واليمن وليبيا مع حذف العراق.
وسيبدأ تنفيذ القرار بدءا من السادس عشر من مارس الجارى، وفقا لما ذكر المسئولون بالبيت الأبيض الذين أعربوا فى الوقت نفسه عن أملهم فى أن تتوقف التحديات القانونية للقرار.
وقال وزير العدل الأمريكى جيف سيشنز خلال الإعلان عن توقيع القرار إنه يقدم بشكل معقول وقفا مطلوبا حتى يستطيع المسئولون أن يراجعوا بحذر كيفية التدقيق فى هؤلاء القادمين إلى الولايات المتحدة من الدول مبعث القلق.
ويحدد القرار أيضا الحالات التى يمكن أن تتقدم بطلبات فردية لدخول الولايات المتحدة، ومنهم من جاؤوا إليها فى وقت سابق لفترة مستمرة من العمل أو الدراسة أو النشاط لفترة طويلة، وهؤلاء الذين لديهم التزامات مهمة تجارية أو مهنية، وهؤلاء الساعين لزيارة عائلتهم أو العيش معهم.
من جانبها أرسلت حملة ترامب بريدا إلكترونيا تطالب المواطنين التوقيع على التماس لدعم القرار الجديد، وجاء فى الإيميل الذى وقعه ترامب "باعتبارى رئيسكم، قطعت وعدا رسميا بالحفاظ على أمريكا آمنة.. ولن أتوقف أبدا عن القتال حتى ننفذ السياسات، التى صوتم أنتم وملايين من الأمريكيين مثلكم لصالحها".
ويأتى ذلك فى الوقت التى اندلعت فيه احتجاجات مجددا ضد القرار الجديد، حيث شارك المئات فى واشنطن العاصمة فى مسيرات رافضة للقرار، ورفع العديد منهم لافتات أعربوا فيها عن ترحيبهم باللاجئين وحب الدول المجاورة بدون استثناء، فيما رفع آخرون لافتات مناهضة لوزير العدل الأمريكى قالوا فيها "أحب وزير العدل الذى لا يكذب".
وفى السياق نفسه أعلن وزير العدل الأمريكى جيف سيشنز أن مكتب التحقيقات الفيدرالى "إف بى آى" يحقق مع نحو 300 شخص دخلوا الولايات المتحدة كلاجئين، للاشتباه بعلاقتهم بالإرهاب.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن سيشنز قوله إن المكتب يحقق مع هؤلاء للاشتباه بقيامهم بنشاطات تتعلق بالإرهاب وبداعش، ومن بينهم مواطنون من أبناء الدول الستة التى ذكرها الرئيس ترامب فى قرار "حظر السفر" الأخير.
بينما قال وزير الأمن الداخلى جون كيلى: "نحن نتحدث عن 300 فرد دخلوا الولايات المتحدة كلاجئين يقوم إف بى أى حاليا بالتحقيق معهم للاشتباه بقيامهم بنشاط متصل بالإرهاب"، وأضاف كيلى أن قرار "حظر السفر" الذى أعلنه البيت الأبيض يهدف من ضمن عدة أمور إلى التأكد من أن برنامج استقبال اللاجئين آمن.
